حقيقة أسطورة مصاص الدماء بين خيال السينما وواقع العلم.. مفاجئات وأسرار
عرضت العديد من الأفلام والمسلسلات قصص تحكي
عن "أسطورة مصاص الدماء" روايات كثيرة رصدت صفاتهم والتي نذكر منها
على سبيل المثال البشرة الشاحبة، والاحتراق بمجرد التعرض إلى أشعة الشمس، والخروج
في الظلام إلى جانب شرب الدماء، وحاول البشر في مرات كثيرة البحث عن حقيقة أسطورة
مصاصين الدماء، أو ايجاد صورة لهم، ملوحين أسهم أسئلتهم إلى الطب يبحثون عنده عن
أجوبة وراء هذه الفكرة المستوحاة من الدراما السينمائية.
تاريخ أسطورة مصاص الدماء
شرح مجموعة من الأطباء خلال فترة الستينات
حقيقة أسطورة مصاص الدماء وأصل هذه الأسطورة
وهو ما عرفوه بمرضporphyria"" وهو أحد الأمراض
النادرة التي تعود أسبابها إلى حدوث خلل في تصنيع مادة "hemoglobi"والتي توجد في كرات الدم الحمراء وتقوم بوظيفة نقل
الأكسجين إلى خلايا الجسم، كما يوجد لهذا المرض عدة أشكال وتختلف أعراضه من شكل
إلى الأخر.
تعتبر أهم أعرض المرض المصاحب لظهور أسطورة
مصاص الدماء، هي الحساسية الشديدة لضوء الشمس فيظهر على المصاب بمرضporphyria، التهابات ظاهرية إلى جانب الطفح
الجلدي بمجرد التعرض لضوء الشمس، هذه الحساسية تجعل المريض يظل حبيسا في منزله ولا
يستطيع الخروج منه إلا في الظلام الحالك، كما أن المريض يعاني من العديد من
التشنجات إضافة إلى الآلام المبرحة في منطقة البطن والصدر والظهر.
يظهر بول المصاب بمرضporphyria، باللون الأحمر، وهو ما وثق أسطور
مصاص الدماء، وقبل ما يعرف الأ"باء التفسير الحقيقي لهذا المرض وقبل أن
يعترف عليه البشر، كان هناك اعتقاد سائد يؤكد نزيف المريض وأن علاجه متوقف على
تعويض خسارته لهذا النزيف، ويأتي التعويض على هيئة شرب دماء حيوانات لكن في حقيقة
الأمر يؤكد الأطباء أن هذا اللون ناتج طبيعي عن تراكم مادة porphyrin، بشكل غير طبيعي.
كان من النادر العلمي أن يصاب مرضى porphyria، بالأنيميا، ويضطر إلى نقل الدم
لهم، حتى أن المصابين بمرض الأنيميا إذا قاموا بشرب الدم عن طريق الجهاز الهضمي،
لا يساعدهم بأي طريقة في التخلص من الأنيميا، لأن شرب الدماء يعني أن الدم سوف
يدخل في عملية هضم وفيها سوف يفقد كل خواصه، وهو الأسلوب الذي حرصت الرؤية
الإخراجية السينمائية على إظهاره للمشاهد من خلال أبطال أسطورة مصاص الدماء.
يعد مرضporphyria،
ليس معديا وبالتالي لا يملك أي شخص أن يقوم بعقر شخص أخر فيصيبه بهذا المرض أو
يحوله لمصاص دماء أخر، كما جاء في أفلام أسطورة مصاصين الدماء، لكنه أحد الأمراض
الوراثية التي من الممكن أن ينقل للطفل عن طريق الجينات التي تحملها الأم بالرغم
من عدم ظهور الأعراض عليها أو ظهورها في حالة مرضية، بيد أن طفلها يولد مصاب
بالمرض.
يمثل أعداء مصابي مرضporphyria،
والذين ينافسوهم في القوة والشجاعة كما جاء في أسطورة مصاص الدماء، الأشخاص
المستذئبين، وتحكي رواياتهم عن انتقال صفات القوة والسرعة والوحشية من الحيوانات
للإنسان عندما يعقر الحيوان إنسان وتتحول هذه الصفة لصفة تتوارث في الإنسان وتغير
من شكله، وتعد هذه القصة مشابهة تماما لقصة مرض السعار، وهو مرض فيروسي يسببه
فيروس من عائلة lyssaviras، وهي إله الجنون
والغضب عند قدماء الإغريق.
وينتقل مرض السعار في واقع الأمر عن طريق
العقر من الحيوان للإنسان، أو الجروح العميقة، ومن الممكن أن ينتقل هذا المرض
للإنسان من خلال الذئاب الثعالب والخيول والقرود والخفافيش، والأرانب، لكن هناك
90% من المرضى يصابون من خلال عقر الكلب، بسبب انتشارها في مناطق تجمعات البشر
وسهولة هجومها على البشر، عندها يصاب الحيوان بالتهابات في المخ ويظهر عليه أعراض
العنف والأصوات الغريبة والرغبة في مهاجمة غيره.
تظهر على الشخص المصاب بالسعار أعراض سلوكية
وعقلية مختلفة نذكر منها على سبيل المثال القلق، والارتباك وجنون الارتياب إضافة
إلى الهلاوس، والفزع والهذيان وقلة النوم والتشنجات والخوف من الماء، لكن الفرق
الكبير بين أسطورة مصاص الدماء والمستذئب، أن المتحول إلى مستذئب يستطيع تكملة
حياته بشكل طبيعي، وأحيانا يحول لذئب أو يعود لحالته الطبيعية كما كان، لكن في
الحقيقة المريض المصاب بالسعار من الممكن أن يفقد حياته خلال أيام.