هل يخدم منتدى أفريقيا 2018 قطاعي السياحة والآثار في مصر؟ خبراء يجيبون
تستضيف مصر
منتدى أفريقيا 2018، في دورته الثالثة تحت عنوان "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي
"تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية" ويشارك في المنتدى عدد من زعماء الدول
الإفريقية، وأهم المستثمرين في القارة بالإضافة للعديد من دوائر المال والأعمال الدوليين،
وتبحث "بوابة المواطن" الأهداف السياحية على خلفية المنتدى بجانب الحوار
الإقليمي والدولي حول تحفيز الاستثمار في القطاعات الإستراتيجية بالقارة الإفريقية
والبنية الأساسية، ودفع حركة التنمية والتجارة البينية.
منتدى أفريقيا
2018 وعلاقته بسياحة المؤتمرات
وحول منتدى
أفريقيا 2018، قال الباحث الأثري والخبير السياحي أحمد عامر في تصريحات خاصة لـ
"بوابة المواطن" أن السياحة تُعرَّف
بأنّها الانتقال والمشي من موقع إلى آخر، سواء في دولة معينة أو إقليم مُحدّد أو حول
العالم، من أجل الوصول إلى حاجات معينة، وبعيدة عن مكان السكن الدائم أو بيئة الأعمال
أو الحروب، وقد تنوعت أنواع السياحة و قد لا يدرك الكثيرون احدي أنواع السياحة وهي
سياحة المؤتمرات، مؤكدا أن منتدى أفريقيا 2018 يعد أحد أنواع سياحة المؤتمرات.
لافتا إلى دور
منتدى أفريقيا 2018، في تعزيز الاقتصاد المصري، واستطرد إن سياحة المؤتمرات تدعم اقتصاد
الدول وتحرك قطاعات واسعة في مجال السياحة والفندقة والصناعة وتجارة التجزئة والمواصلات
وغيرها، ومن هنا يجب أن يتم استثمار سياحة المعارض والمؤتمرات لكونها مصدر دخل جيد
لاقتصاد الدولة فسائح المعارض والمؤتمرات ينفق 8 أضعاف السائح العادي إضافة إلى أن
هذا النوع من السياحة يوفر فرص عمل للكثيرين.
وأشار "عامر"
في حديثه لـ "بوابة المواطن" أن سياحة المُؤتمرات هي من أنواع السياحة التي
تتميّزُ بالحداثة، بسبب ظهورها في نهايات القرن العشرين للميلاد، وأعتمد وجودها على
التطورات الحضاريّة المُتسارعة التي أثرت في العالم، سواء اجتماعيّاً أو ثقافيّاً أو
اقتصاديّاً أو سياسيّاً، وتُعرَّف سياحة المُؤتمرات بأنّها التطور المُؤثِّر في قطاع
السياحة، من خلال تنظيم وإعداد المُؤتمرات على المستوى العالميّ والتي تتميّزُ بحجمها
الضخم وأرباحها الوفيرة، لذلك أدركت بعض الدول العربية مؤخراً أهمية هذه الصناعة، بل وعملت على تطويرها
من خلال إقامة مراكز دولية لإقامة المعارض والمؤتمرات واستقطاب فعاليات دولية رافده.
وذكر
الأثري، أن منتدى أفريقيا 2018، يشكل معبر هام للتضامن الأفريقي وتابع، الدولة المصرية
تُعتبر السياحة الثقافية والتاريخية والسياحة الشاطئية رافداً اقتصادياً هاماً، حيث
يتيح موقع مصر الجغرافي ومكانتها السياسية والاقتصادية فرصة كبيرة لاستضافة أعداد كبيرة
من الزوار وعشرات المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية سنوياً في المجالات السياسية
والاقتصادية والثقافية والطبية والتقنية والمهنية، بالإضافة إلي أنها فرصة هامه للتعريف
بمنجزات الوطن والتعرف على منجزات الآخرين من خلال كل حضور إقليمي أو دولي.
وأكد الخبير
السياحي لـ "بوابة المواطن" أن منتدى أفريقيا 2018، أحد أشكال سياحة المؤتمرات التي
لا تزال في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود حتى يستفاد منها اقتصادنا، ولعله يكون من
المناسب أن يكون لدينا هيئة مستقلة لهذا الغرض، وتكون الجهة المخولة بالتنسيق والإشراف
على عمليات تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومتابعة المؤتمرات والمنتديات وغيرها من الفعاليات
العلمية ورصد نتائجها وتوصياتها ووضع الآليات لتفعيلها والإفادة منها في التطوير والتنمية.
وتابع،
تحظي سياحة المؤتمرات باهتمام كبير من جانب العديد من الدول والحكومات، وسياحة المؤتمرات
تشكل نشاطا إنسانيا قصير المدى عظيم الفائدة، ومصر بلا ادني شك جاهزة لاستضافة أي نوع
من المؤتمرات بما تمتلكه من مقومات تضعها في مصاف الدول الكبرى في مجال تنظيم المؤتمرات،
فشرم الشيخ بما تمتلكه من مزايا متعددة يمكن أن تكون المقصد الأول لكل منظمي سياحة
المؤتمرات، كما أنها بها بنية أساسية تتفوق علي العديد من المدن الأوروبية، وبها قاعات
مؤتمرات عالمية، وبها طرق ووسائل مواصلات علي أعلي مستوي، كما أن شرم تعتبر من أكثر
الأماكن التي يزورها السائح نظراً لجوها الدافئ، كما تملك العديد من الفنادق ذات المستوي
الرفيع والتي تحرص علي الفخامة وتقديم مستوي خدمة عالي الجودة.
منتدى أفريقيا والأواصر المصرية الأفريقية في
مصر القديمة
من ناحية أخرى
قال كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية مجدي شاكر في تصريحات خاصة لـ
"بوابة المواطن" حول منتدى أفريقيا 2018، أن علاقة مصر بقارة هي علاقة جغرافية
تاريخية فرضتها عليها موقعها فى شمال شرقها وهى همزة الوصل مع قارة أسيا وأوروبا وقد
شعر المصري القديم بهذا فحرص أن تكون جذوره دائما ممتدة بها وتأمين حدوده بها وأرسل بعثات استكشافية.
كما أوضح
الأثري، الروابط والصلات بين الدول الأفريقية ومصر وضحت خلال عصر الأسرة السادسة على هيئة بعثات كشفية ورحلات
تجارية وحملات تأديبية، وتكفل بأعمال الكشف وترويج التجارة حينذاك، عدد من كبار حكام
أسوان، جمعوا فيما يحتمل بين الدم المصري والدم النوبي وعرفوا اللهجات النوبية والسودانية
وتفاهموا بها مع أهلها، وحملوا لذلك لقب رؤساء المترجمين "إميراعو"، وسجلت
النصوص من أسمائهم وذكر على سبيل المثال: إري، وحرخوف، ومخو، وسابني، وببي نخت. وكان
أكثرهم أثرًا اثنان، هما: " حرخوف "، و " ببي نخت " وسجلوا ذلك
على جدران مقابرهم في منطقة قبة الهوا بأسوان.
من جهة أخرى
لفت كبير الأثريين في خلال حديثه لـ "بوابة المواطن" أن منتدى أفريقيا
2018، سوف يعيد العلاقات إلى قوتها ومكانتها الأولى مؤكدا أن القدماء المصريون قد جلبوا
البخور والعاج والأبنوس والذهب من أفريقيا، ويضيف، بل واستجلاب جنود "الميدجاى"
منها لتأمين حدودها ولعبوا دور الحرس الجمهوري
في تأمين الملك لطول قامتهم وإجادتهم في رمى السهام والرماح واستطرد، كان الملك يعين
نائبا عنه في كوش لتأمين الحدود وفرض الضرائب وتأمين منابع النيل وشق القنوات والشلالات
وتأديب القبائل الزنجية في جنوب السودان وكان المنظر الشهير في معظم المقابر أن أهل
السودان يقدمون الجزية عربات حربية وأسلحة وأثاث ومشغولات ذهبية وحيوانات.
على صعيد أخر
قال الأثري لـ "بوابة المواطن" معلقا على فعاليات منتدى أفريقيا 2018،
وتعاون مصر مع الدول الأفريقية، أن المصريون القدماء قد جلبوا الأقزام منها للقيام بدور المهرجين في القصور الملكية وظهر ذلك بوضوح منذ عصر الفرعون ساحورع من الأسرة
الخامسة على حجر بالرمو وأستمر ذلك في إرسال بعثات وأشهرها بعثة الملكة حتشبسوت لبلاد
بونت والتي سجلتها على جدران معبدها في الدير البحري بغرب الأقصر.
وعدد شاكر
أشكال الروابط بين المصريين القدماء وبين الدول الأفريقية، قائلا : تأثرت وأثرت الحضارة
المصرية في مظاهر كثيرة من الحضارة المصرية وحرص ملوك الفراعنة على أن تكون هناك روابط
عسكرية واقتصادية في داخل العمق الأفريقي ومن الناحية المعمارية، مؤكدا أن الفراعنة
قد قاموا ببناء المعابد على الحدود في بلاد
النوبة لتكون مركزا لنشر الحضارة المصرية والديانة في أفريقيا مثل معابد الدكه ودابود
وأشهرها معبدي ابوسمبل الذي بناه رمسيس الثاني بمعجزة تعامد الشمس وكان المعبود أمون
يعبد في مناطق كثيرة من أفريقيا.