"في ذكراه السابعة" الشيخ عماد عفت والإخوان .. كيف تاجرت به الجماعة ؟
الأحد 16/ديسمبر/2018 - 03:00 م
عماد عفت
وسيم عفيفي
طباعة
لم تصل المتاجرة بالدماء عند الجماعة لهذا الحد من الحقارة قبل وبعد وصولها الحكم مثلما وصلت به مع أمين لجنة الفتوى، وكان الشيخ عماد عفت والإخوان على طرفي النقيض تماما حتى استشهد الأخير في 16 ديسمبر سنة 2011 خلال أحداث مجلس الوزراء.
صدامات بين الشيخ عماد عفت والإخوان
صدامات بين الشيخ عماد عفت والإخوان
الشيخ عماد عفت
كانت فترة 2012 هي إحدى أسوأ مراحل مصر في الاستقطاب السياسي الحاد ليس لأن هناك مؤيدين ومعارضين بل لأن القوى السياسية أنفسها في ميدان التحرير انقسمت على ذاتها بسبب السياسة، وكان الإخوان هم أول مسمار في نعش 25 يناير.
استشهد الشيخ عماد عفت في أحداث مجلس الوزراء بعد محاولة فض اعتصام ميدان التحرير بالقوة يوم 19 نوفمبر 2011، واندلعت المواجهات بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين الأمر الذي دفعهم للتوجه إلى مجلس الوزراء اعتراضا على تعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء.
عماد عفت
قبل استشهاد عماد عفت في 26 ديسمبر هاجم الإخوان المسلمين وشبابهم عدم النزول قائلا "إن أشخاصا من عموم الناس الذين ليس لهم انتماءات حزبية ولا فكرية نزلوا لنصرة المظلومين بدافع ديني أو بدافع أخلاقي أو بدافع إنساني، وباتوا يحرسون ميادين التحرير، وأنتم بِتم مقيدين بمواقف قادة الجماعة واستجبتم لها حتى قبل أن يخرج بيان منهم يبرر قعودهم، وهذه هي الطاعة المذمومة التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان: طاعة لمجهول في غير مشروع، ظلمات بعضها فوق بعض، جمعت حَشَفًا وسوءَ كيلة، ولسان حالكم يقول: ما دامت الجماعة قد اتخذت هذا الموقف فقد صَدَقَت! ".
ثم صب جام غضبه على القيادات السلفية بسبب هجومهم على والدة خالد سعيد والتي عزت والدة مينا دانيال، قائلا أن ذلك "حرام شرعا"، قال لهم "أنا شخصيًّا مدين للثوار ومنهم مينا دانيال بالحرية والخلاص من مبارك وجماعته، وكل ما منّ الله تعالى علينا به في هذه الثورة المباركة، ولا أستطيع شكر الله تعالى حتى أشكرهم جميعا".
و مع إعلان الشباب للاعتصام أمام مجلس الوزراء، كان يذهب الشيخ إلى عمله في دار الافتاء صباحا ثم يخلع جبته وعمامته بعد ان ينتهى من عمله ليتوجه الى ميدان التحرير ليشارك في الاعتصام، واستشهد الشيخ برصاصتين غادرتين أثناء فض الاعتصام.
متاجرة الإخوان بدماء الشيخ عماد عفت
بعد استشهاد عماد عفت وبحسب ما نشرته الصحف وقتها فإن الدكتور محمود غزلان المتحدث الاعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين تعرض إلى موقف محرج للغاية أثناء الحفل الذي أقامته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين واللجنة القومية للدفاع عن المظلومين لتأبين أمين عام دار الافتاء الشهيد الشيخ عماد عفت، بعدما رفض عدد كبير من الحاضرين صعوده على المنصة وإلقاء كلمته، الأمر الذي دفعه إلى النزول عن المنصة وانقسم الحاضرون بين اصرار على رفض وجود غزلان وبين مؤيدين لسماع كلمته، وحاول محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات وعضو مجلس نقابة الصحفيين تهدئة الأمور دون جدوى.
تنكر الإخوان للشيخ عماد عفت دائما، ثم تاجروا بدماءهم عبر فيديو ظهرت فيه ابنته وهي تهاجم من يريد انتخاب رموز الحزب الوطني قائلة "ردوا إليّ أبي"، والعجيب أن الإخوان عقب وصولهم إلى السلطة تعاونوا مع كل أحد وأي أحد بسبب الكرسي.
