فيديو وصور| التطوير يدمر معالم محطة دمنهور .. والأهالي: مبنعرفش نقف فيها
الإثنين 17/ديسمبر/2018 - 08:07 م
محمد وجيه
طباعة
محطة دمنهور
أكثر من ثلاثة سنوات مرت على هدم محطة قطار سكك حديد دمنهور، بمحافظة البحيرة، وما زالت المحطة كيانًا معنويًا، لا وجود لها على الأرض، وما زال أهالي محافظة البحيرة التي يقترب عدد سكانها من 6 مليون نسمة، يعانون من عقاب تواجههم، أثناء سيرهم إلى محطة القطار، بسبب الزحام الشديد، فلا مقاعد ولا أماكن حماية من حر الصيف و برود الشتاء، ولا حمامات بعد أن تم هدمها، وتحوَّلت محطة قطار دمنهور إلى مكان يثير الأسى ويبعث فى النفوس الأحزان، تبكيها وتبكينا عليها، فلمصلحة من ما يحدث فى محطة قطار دمنهور؟! .
رصدت عدسة "بوابة المواطن"، ما يحدث في محطة قطار دمنهور، ومعاناة ركاب القطارات الوافدين من مراكز و مدن دمنهور، حيث قمنا بجولة على الطبيعة لتفقد ما تم من أعمال، خلال 3 سنوات مرت .
تعد محطة قطار دمنهور من أولى محطات السكك الحديدية في مصر، شيدت عام 1852, في عهد الخديوي عباس الأول، وتم بنائها على الطراز الإنجليزي، حيث كان خطًا منفردًا فى البداية، وفي عام 1876 تم ازدواج خط السكة الحديد في عهد الخديوى إسماعيل وزارها العديد من الرؤساء منهم الرئيس عبد الناصر والسادات والرئيس الأمريكى جميى كارتر .
قال المهندس الاستشارى أحمد الرفاعى، أن محطة قطار دمنهور ، من أقدم محطات مصر، ذات الطابع المعمارى العريق والمميز، مضيفًا: "إننا فوجئنا بيد التطوير بها تمتد وهدمت جميع المنشآت الأثرية القديمة، بدلاً من ترميمها وإعادة إحيائها، وتحويلها إلى محطة آثرية.
رصيف محطة دمنهور
وأشار" الرفاعي" إلى أن المشكلة تكمن في تأخر أعمال تطوير محطة قطار دمنهور لتصل لآكثر من ثلاث سنوات، منذ عام 2015، لم تنته الأعمال حتى تاريخه، منوهًا إن الأعمال تسير ببط شديد، وتم إيقافها من الشركة المنفذة لأكثر من مرة بسبب عدم صرف المستحقات المالية تارة، وتارة أخرى لارتفاع أسعار مواد البناء ومطالبة الشركة المنفذة، بتعويض عن فرق الأسعار، وفي ظل هذا عاش المترددين لركوب القطار معاناة ما بعدها معاناة، وذلك لعدم وجود أماكن انتظار أو مراحيض، وكذلك ضيق مساحة الانتظار على الرصيف لوجود حواجز وضعتها الشركه المنفذة
وناشد " الرفاعي" أن يتم انجاز العمل في أقرب وقت ممكن لانهاء هذه المعاناة، رغم وعود سابقة من السادة المسؤولين بانتهاء الإنشاءات خلال عام من الهدم ، إلا أن العمل استمر لأكثر من ثلاث سنوات ولم تنتهي الإنشاءات حتى الأن .
و قال جمال الحلواني، أحد أهالي مدينة دمنهور، إن محطة قطار دمنهور، ذات الطراز المعماري تعبر عن فترة هامة في تاريخ مصر، ولم يكن من حق القائمين علي المشروع أن يطمسوا المعالم التاريخية للمبانى تحت أي دعاوي سواء مواكبة محطات القطارات الأوروبية، أو أي شيء آخر.
وأضاف أن بطء حركة تطوير محطة قطار دمنهور منذ عام 2015، أثار غضب الأهالي بسبب الزحام الشديد والتكدس على سلالم الصعود والنزول، وأرصفة المحطة الضيقة لوجود حواجز وضعتها الشركة المنفذة لتنفيذ عملية هدم والبناء، وعدم وجود أماكن للانتظار، وعدم وجود مظلات أدمية تحمينا من حر الصيف وقسوة الشتاء .
وأضاف" الحلواني" أنه كان ينبغى على المسؤولين إنشاء محطة قطار بجوار الكوبري الدولي، قبل مدخل المدينة الشمالي؛ تخفيفًا من اختناق ميدان المحطة المكتظ بالسيارات، مؤكدًا أن الأهالى طالبوا بعدم هدم هذه المحطة التاريخية، التي شٌيدت في عام 1852، وزارها شخصيات عامة وتاريخية مثل: "الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس أنور السادات، والرئيس الأمريكى جيمى كارتر"، وأن تبنى المحطة على أعلى مستوى لكى تضاهى محطة قطارات سيدى جابر أو محطة طنطا وأن يكون هناك مول تجارى بالمحطة وجراج للسيارات، مشيرأ إلى أن مدينة دمنهور مدينة كبيرة، ويلزمها محطة تليق بالطابع التاريخي لهذه المدينة العريقة .
وكان الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة السابق، قد أعلن فى11 أكتوبر 2015، عن انتهاء اللجنة التى تم تشكيلها لمعاينة موقع محطة السكة الحديد بدمنهور من تحديد المبانى التى سيتم هدمها، تمهيدًا للبدء فى تنفيذ مشروع تطوير المحطة والذى سيتمر لحوالي 20 شهرًا، بتكلفة 50 مليون جنية، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه مع المهندس وزير النقل والمواصلات أثناء زيارته الأخيرة.
ووجه المحافظ بسرعة استصدار مجلس مدينة دمنهور قرار هدم للمبانى، التي تم تحديدها من قبل اللجنة واستصدار قرار لجنة المنشآت الآيلة للسقوط واستخراج رخصة الإنشاء بعد استكمال المستندات الخاصة بها طبقًا للقانون، مع مراعاة الطراز المعماري والطابع الحضاري للمحطة خلال أعمال التطوير.