ننشر نص كلمة السيسي في منتدى إفريقيا أوروبا وهذه أبرز رسائله التكنولوجية
الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 12:51 م
وسيم عفيفي
طباعة
تنشر بوابة المواطن الإخبارية نص كلمة الرئيس السيسي في منتدى إفريقيا أوروبا والمقام حاليا في العاصمة النمساوية فيينا
إن قارتنا الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، غير أن هذا الأداء الاقتصادي الذي تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، لم يحقق المستهدف منه بعد؛ نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية، وتحديات الأمن والاستقرار التي تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس في حياة الأفراد، فضلا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود، واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر على استقرار المجتمعات والدول.
وفي هذا الإطار نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابي مع شركاؤنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة والتي من شأنها تبديد مخاوف أبناءنا وبنات من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة.
السيدات والسادة
إن من أهم التحديات التي تواجه شعوبنا هي التغلب على دعاوي الانغلاق والحمائية، ولعلكم تتفقون معي بأن موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادي وأحد دعائم التنمية المستدامة وركزيرة أساسية لبناء اقتصادية تنافسية ومتنوعة وإقامة مجتمعات حديثة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات من خلال توفير فرص عمل استنادا إلى عوائد الابتكار والتجديد.
إن قارتنا الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين خاصة وأن 60 % من سكان إفريقيا البالغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة هم دون سن الـ 25 عاما؛ ينضم منهم 12 مليون إلى سوق العمل سنويا وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفي في إفريقيا.
وإيمانا من مصر بهذا التحول الرقمي فقد قضت على هذا الطريق بشكل ملموس وعمدت إلى وضع خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي وتحقيق طفرات على صعيد البنية التحتية الرقمية وتطوين التكنولوجيا في مختلف المحافظات المصرية وذلك من خلال عدة مشروعات على رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن ونظام تسجيل المواليد والوفيات، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات أهمها مبادرة المعامل الالكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، مبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيا محليا ورقمنة المحتوى الثقافي المصري فضلا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية تحقق قدرا أعلى من الشمول المالي.
كما تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكين أبناءنا من ذوي الخاصة من استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.
السيدات والسادة
إننا في مصر نعتز كثيرا بانتماءنا الإفريقي الذي دون الارتكاز عليه لن تؤتي جهودنا العائد الأمثل على الصعيدين المحلي والقاري، وعليه فقد سعت مصر ونجحت في استضافة معمل الأمم المتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي، والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030 والأجندة الإفريقية للتنمية 2063 .
كما قمنا بإطلاق مبادرة أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات المقبلة ودعم إنشاء 100 شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر والقارة الإفريقية، كما انتهت مصر الشهر الماضي من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيات المعلومات والذي يعد ملتقى لشركات القطاع العام والخاص، لعرض أبرز ما توصلت إليه على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
السيدات والسادة
تأتي موضوعات التكنولوجيا ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063 حيث تهدف الدول الإفريقية إلى ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوى في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونسعى الآن إلى إقامة شبكة كوابل ألياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضي والمياه الإقليمية المصرية.
وقد تم في هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الالكترونية الإفريقية في مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة في القارة والمرتبطة بأجندة 2063 وتعول القارة الإفريقية على شراكاءها في أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات في هذا القطاع المهم لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية لتمكينهم من كافة مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها الكثير، وفي هذا الإطار تتطلع دولنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال التحول الرقمي وتيسير شروط الائتمان الإفريقية سواء في الإطار الثنائي أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية كما نتطلع إلى تبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والعمل على ربط الدول الإفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات.
أصحاب الفخامة والمعالي .. السادة الحضور
إن تطبيقات العصر الرقمي قادرة على المساهمة في إيجاد بعض الحلول العملية في قضية تؤرق البشرية بأسرها وهي مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري الذي يتولد عنه وهنا نقدر أنه من خلال العمل المشترك على توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظواهر الخطيرة.
وفي ختام كلمتي أود مرة أخرى تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات وضرورة المضي قدما في وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الإفريقية الأوروبية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسئولية المتبادلة التاريخية بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعا مستقبلا أفضل وعالما تسوده الرفاهية والأمان والرخاء .. وشكرا
نص كلمة السيسي في منتدى إفريقيا أوروبا
أصحاب الفخامة والمعالي أصحاب الحضورإن قارتنا الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، غير أن هذا الأداء الاقتصادي الذي تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، لم يحقق المستهدف منه بعد؛ نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية، وتحديات الأمن والاستقرار التي تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس في حياة الأفراد، فضلا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود، واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر على استقرار المجتمعات والدول.
وفي هذا الإطار نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابي مع شركاؤنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة والتي من شأنها تبديد مخاوف أبناءنا وبنات من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة.
السيدات والسادة
إن من أهم التحديات التي تواجه شعوبنا هي التغلب على دعاوي الانغلاق والحمائية، ولعلكم تتفقون معي بأن موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادي وأحد دعائم التنمية المستدامة وركزيرة أساسية لبناء اقتصادية تنافسية ومتنوعة وإقامة مجتمعات حديثة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات من خلال توفير فرص عمل استنادا إلى عوائد الابتكار والتجديد.
إن قارتنا الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين خاصة وأن 60 % من سكان إفريقيا البالغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة هم دون سن الـ 25 عاما؛ ينضم منهم 12 مليون إلى سوق العمل سنويا وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفي في إفريقيا.
وإيمانا من مصر بهذا التحول الرقمي فقد قضت على هذا الطريق بشكل ملموس وعمدت إلى وضع خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي وتحقيق طفرات على صعيد البنية التحتية الرقمية وتطوين التكنولوجيا في مختلف المحافظات المصرية وذلك من خلال عدة مشروعات على رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن ونظام تسجيل المواليد والوفيات، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات أهمها مبادرة المعامل الالكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، مبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيا محليا ورقمنة المحتوى الثقافي المصري فضلا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية تحقق قدرا أعلى من الشمول المالي.
كما تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكين أبناءنا من ذوي الخاصة من استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.
السيدات والسادة
إننا في مصر نعتز كثيرا بانتماءنا الإفريقي الذي دون الارتكاز عليه لن تؤتي جهودنا العائد الأمثل على الصعيدين المحلي والقاري، وعليه فقد سعت مصر ونجحت في استضافة معمل الأمم المتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي، والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030 والأجندة الإفريقية للتنمية 2063 .
كما قمنا بإطلاق مبادرة أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات المقبلة ودعم إنشاء 100 شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر والقارة الإفريقية، كما انتهت مصر الشهر الماضي من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيات المعلومات والذي يعد ملتقى لشركات القطاع العام والخاص، لعرض أبرز ما توصلت إليه على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
السيدات والسادة
تأتي موضوعات التكنولوجيا ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063 حيث تهدف الدول الإفريقية إلى ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوى في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونسعى الآن إلى إقامة شبكة كوابل ألياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضي والمياه الإقليمية المصرية.
وقد تم في هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الالكترونية الإفريقية في مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة في القارة والمرتبطة بأجندة 2063 وتعول القارة الإفريقية على شراكاءها في أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات في هذا القطاع المهم لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية لتمكينهم من كافة مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها الكثير، وفي هذا الإطار تتطلع دولنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال التحول الرقمي وتيسير شروط الائتمان الإفريقية سواء في الإطار الثنائي أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية كما نتطلع إلى تبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والعمل على ربط الدول الإفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات.
أصحاب الفخامة والمعالي .. السادة الحضور
إن تطبيقات العصر الرقمي قادرة على المساهمة في إيجاد بعض الحلول العملية في قضية تؤرق البشرية بأسرها وهي مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري الذي يتولد عنه وهنا نقدر أنه من خلال العمل المشترك على توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظواهر الخطيرة.
وفي ختام كلمتي أود مرة أخرى تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات وضرورة المضي قدما في وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الإفريقية الأوروبية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسئولية المتبادلة التاريخية بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعا مستقبلا أفضل وعالما تسوده الرفاهية والأمان والرخاء .. وشكرا