في ذكراه .. آخر كلمات محمود المليجي قبل وفاته: الحياة غريبة
السبت 22/ديسمبر/2018 - 04:44 م
وسيم عفيفي
طباعة
يُعد محمود المليجي أحد عمالقة التمثيل في السينما المصرية، وواحد من جيـل الرواد الذين أثروا الحـياة الفنـية فيها، تميز بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، وكان رمزا من رموز مدرسة الأداء الطبيعي مما جعل البعض يلقبه بـ "سبنسر تراسي" السينما المصرية أو "مارلون براندو الشرق".
ولد "محمود حسين المليجي" يوم 22 ديسمبر من عام 1910م في حي المغربلين لأب يتاجر بالخيول العربية الأصيلة والسيارات، ولكن كانت لديه هواية مفضلة وهي الاستماع إلى الموسيقى والغناء لدرجة جعلت من الابن "محمود" يحب هو الآخر الغناء والموسيقى، وتمنى في داخله أن يتجه إلى الغناء، ولكن والده رفض ذلك بشدة إلا أنه كان بدأ بالفعل في تلقي الدروس في الموسيقى على يد أحد المدرسين والذي كان يبالغ في الإشادة بموهبة "محمود"، ولكن لم يدم ارتباطه بالموسيقى واتجه إلى عالم الملاكمة في محاولة منه أن يكون ملاكما لكنه قرر أن يهجرها أيضا.
وفي عام 1927م أعلنت الفنانة "عزيزة أمير" عن حاجتها لوجوه جديدة للمشاركة في أول فيلم روائي من إنتاجها "ليلى" وقابلت بالفعل مجموعة منهم هي وزوجها "مصطفى الشريعي" ووعدتهم بأنها سوف تتصل بهم في الوقت المناسب.
وفي هذه الأثناء كان "محمود المليجي" يدرس في المدرسة الخديوية والتي أسس ناظرها في ذلك الوقت فرقة لهواة التمثيل سرعان ما انضم إليها المليجي وأصبح رئيسا لها وقدم العديد من المسرحيات وشجعه زملاؤه على الاشتراك في فرقة رمسيس ضمن مجموعة من الكومبارس مقابل أجر قدره عشرة قروش يوميا، إلا أن المرحلة المهمة في حياته بدأت عندما استأجرت المدرسة مسرح الأزبكية من الفنانة "فاطمة رشدي" لتعرض عليها مسرحية "الذهب" والتي شاهدته أثناء عرض المسرحية وأعجبت بموهبته واعتقدت أنه ممثل محترف وأن الفرقة استعانت به لتضمن نجاح العرض.
ولم يمض وقت كبير حتى بعثت إليه لتلحقه بفرقتها بمرتب شهري قدره أربعة جنيهات، وقدم أول أدواره في مسرحية "667 زيتون" من تأليف الفنان "أحمد علام" ثم قدم مسرحية "الزوجة العذراء" و"علي بك الكبير"، ليلمع بعد ذلك خاصةً عقب تقديمه لمسرحية "يوليوس قيصر" و"حدث ذات ليلة" و"الولادة".
اتجه الفنان "محمود المليجي" أيضاً إلى السينما وقدم أول أدواره السينمائية في فيلم "الزواج" مع "فاطمة رشدي"، وكان دورا كوميديا ولكن الفيلم لم يحظ بالنجاح المتوقع له مما جعله يقدم استقالته من فرقة "فاطمة رشدي" ويعود إلى فرقة "رمسيس" لصاحبها الفنان "يوسف وهبي" والتي قدم معها مسرحية "مليون ضحكة"، ليتنقل بعد ذلك بين الفرق المسرحية حيث انضم إلى فرقة "اتحاد الممثلين" ثم "الفرقة المصرية" ثم "فرقة إسماعيل ياسين".
وفي عام 1939م قدم فيلم "قيس وليلى" للمخرج بدر لاما ولعب أول أدواره الشريرة مما جعله يكرر تقديمه مرات أخرى بعد نجاحه كل مرة بأسلوب مختلف حتى لا يقع في أسر النمطية وأطلق عليه لقب "شرير الشاشة".
كما أقبل "المليجي" على تجربة الإنتاج السينمائي عام 1947م، وقدم أفلاما تتماشى مع الإطار الذي رسمه لنفسه، ومنها أفلام: "الملاك الأبيض" و"الأم القاتلة" و"المغامر"، وكون ثنائيا فنيا مع زميله الفنان "فريد شوقي" وقدما معا أفلاما ناجحة منها "حميدو" و"سواق نص الليل" و"رصيف نمرة خمسة" وغيرها.
وفي أفلام المخرج "يوسف شاهين" كان "المليجي" يقدم أدوارا مختلفة مثل الإنسان الطيب والأب الحنون حيث خرج من نمط الرجل الشرير تماما مثل أفلام: "الأرض" و"العصفور" و"عودة الابن الضال" و"اسكندريه ليه" وغيرها.
بينما كانت آخر الأعمال التي شارك فيها الفنان "محمود المليجي" هو فيلم "أيوب" مع الفنان "عمر الشريف" والفنانة "مديحة يسري" حيث توفي يوم 6 يونيو عام 1983م تاركاً وراءه 750 فيلماً سينمائيا وتلفزيونيا و320 مسرحية وعشرات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي لم ينساها المشاهدون، ولم يتزوج "المليجي" طوال حياته سوى مرة واحدة من رفيقة عآخ مره الفنانة "علويه جميل".
نال "مارلون براندو الشرق" خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على وسام العلوم والفنون عام 1964م, ووسام الأرز من لبنان عن مجمل اعماله الفنية فى نفس العام, وفي عام 1972م حصل على الجائزة الأولى عن دوره فى فيلم "الارض".
عن وفاته يحكي المخرج هاني لاشين، في حوار تلفزيوني له، قائلًا: "إن الفنان الراحل كان يستعد للماكياج، وطلب كوب من القهوة، وفجأة وبدون مقدمات بدأ يتكلم مع الفنان عمر الشريف قائلًا: "الحياة دي غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويشخر"صوت يصدر من الأنف في حالة نوم الإنسان"، ونام وبدأ يشخر، وكلنا بدأنا نضحك على دقة المليجي في التمثيل، واتضح لنا في النهاية أنه مات"، وتوفي محمود المليجي في 6 يونيو سنة 1983 م
إقرأ أيضا :ـ
"السيسي يتذكر محمود المليجي في افتتاحات الطرق" محمد أبو سويلم لا زال حياً رغم الإنجازات
ولد "محمود حسين المليجي" يوم 22 ديسمبر من عام 1910م في حي المغربلين لأب يتاجر بالخيول العربية الأصيلة والسيارات، ولكن كانت لديه هواية مفضلة وهي الاستماع إلى الموسيقى والغناء لدرجة جعلت من الابن "محمود" يحب هو الآخر الغناء والموسيقى، وتمنى في داخله أن يتجه إلى الغناء، ولكن والده رفض ذلك بشدة إلا أنه كان بدأ بالفعل في تلقي الدروس في الموسيقى على يد أحد المدرسين والذي كان يبالغ في الإشادة بموهبة "محمود"، ولكن لم يدم ارتباطه بالموسيقى واتجه إلى عالم الملاكمة في محاولة منه أن يكون ملاكما لكنه قرر أن يهجرها أيضا.
وفي عام 1927م أعلنت الفنانة "عزيزة أمير" عن حاجتها لوجوه جديدة للمشاركة في أول فيلم روائي من إنتاجها "ليلى" وقابلت بالفعل مجموعة منهم هي وزوجها "مصطفى الشريعي" ووعدتهم بأنها سوف تتصل بهم في الوقت المناسب.
وفي هذه الأثناء كان "محمود المليجي" يدرس في المدرسة الخديوية والتي أسس ناظرها في ذلك الوقت فرقة لهواة التمثيل سرعان ما انضم إليها المليجي وأصبح رئيسا لها وقدم العديد من المسرحيات وشجعه زملاؤه على الاشتراك في فرقة رمسيس ضمن مجموعة من الكومبارس مقابل أجر قدره عشرة قروش يوميا، إلا أن المرحلة المهمة في حياته بدأت عندما استأجرت المدرسة مسرح الأزبكية من الفنانة "فاطمة رشدي" لتعرض عليها مسرحية "الذهب" والتي شاهدته أثناء عرض المسرحية وأعجبت بموهبته واعتقدت أنه ممثل محترف وأن الفرقة استعانت به لتضمن نجاح العرض.
ولم يمض وقت كبير حتى بعثت إليه لتلحقه بفرقتها بمرتب شهري قدره أربعة جنيهات، وقدم أول أدواره في مسرحية "667 زيتون" من تأليف الفنان "أحمد علام" ثم قدم مسرحية "الزوجة العذراء" و"علي بك الكبير"، ليلمع بعد ذلك خاصةً عقب تقديمه لمسرحية "يوليوس قيصر" و"حدث ذات ليلة" و"الولادة".
اتجه الفنان "محمود المليجي" أيضاً إلى السينما وقدم أول أدواره السينمائية في فيلم "الزواج" مع "فاطمة رشدي"، وكان دورا كوميديا ولكن الفيلم لم يحظ بالنجاح المتوقع له مما جعله يقدم استقالته من فرقة "فاطمة رشدي" ويعود إلى فرقة "رمسيس" لصاحبها الفنان "يوسف وهبي" والتي قدم معها مسرحية "مليون ضحكة"، ليتنقل بعد ذلك بين الفرق المسرحية حيث انضم إلى فرقة "اتحاد الممثلين" ثم "الفرقة المصرية" ثم "فرقة إسماعيل ياسين".
وفي عام 1939م قدم فيلم "قيس وليلى" للمخرج بدر لاما ولعب أول أدواره الشريرة مما جعله يكرر تقديمه مرات أخرى بعد نجاحه كل مرة بأسلوب مختلف حتى لا يقع في أسر النمطية وأطلق عليه لقب "شرير الشاشة".
كما أقبل "المليجي" على تجربة الإنتاج السينمائي عام 1947م، وقدم أفلاما تتماشى مع الإطار الذي رسمه لنفسه، ومنها أفلام: "الملاك الأبيض" و"الأم القاتلة" و"المغامر"، وكون ثنائيا فنيا مع زميله الفنان "فريد شوقي" وقدما معا أفلاما ناجحة منها "حميدو" و"سواق نص الليل" و"رصيف نمرة خمسة" وغيرها.
وفي أفلام المخرج "يوسف شاهين" كان "المليجي" يقدم أدوارا مختلفة مثل الإنسان الطيب والأب الحنون حيث خرج من نمط الرجل الشرير تماما مثل أفلام: "الأرض" و"العصفور" و"عودة الابن الضال" و"اسكندريه ليه" وغيرها.
بينما كانت آخر الأعمال التي شارك فيها الفنان "محمود المليجي" هو فيلم "أيوب" مع الفنان "عمر الشريف" والفنانة "مديحة يسري" حيث توفي يوم 6 يونيو عام 1983م تاركاً وراءه 750 فيلماً سينمائيا وتلفزيونيا و320 مسرحية وعشرات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي لم ينساها المشاهدون، ولم يتزوج "المليجي" طوال حياته سوى مرة واحدة من رفيقة عآخ مره الفنانة "علويه جميل".
نال "مارلون براندو الشرق" خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على وسام العلوم والفنون عام 1964م, ووسام الأرز من لبنان عن مجمل اعماله الفنية فى نفس العام, وفي عام 1972م حصل على الجائزة الأولى عن دوره فى فيلم "الارض".
عن وفاته يحكي المخرج هاني لاشين، في حوار تلفزيوني له، قائلًا: "إن الفنان الراحل كان يستعد للماكياج، وطلب كوب من القهوة، وفجأة وبدون مقدمات بدأ يتكلم مع الفنان عمر الشريف قائلًا: "الحياة دي غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويشخر"صوت يصدر من الأنف في حالة نوم الإنسان"، ونام وبدأ يشخر، وكلنا بدأنا نضحك على دقة المليجي في التمثيل، واتضح لنا في النهاية أنه مات"، وتوفي محمود المليجي في 6 يونيو سنة 1983 م