وزير النقل يرفع شعار "أنا محدش يتوقعني" خلال جولاته المفاجئة
الإثنين 24/ديسمبر/2018 - 04:00 م
حامد بدر
طباعة
لا يكون المسئول مسئولاً، ولا يستحق أن تُولى له المسئولية، إلا أن يكون أهلاً لها، وجدير بها، ولهذا فالمسئول الحقيقي هو الذي ينشغل دومًا بمهام مسئوليته، لا يقارنها مع سواها، ربما سهر الليالي وأرقته تلك المهمة الملقاة على عاتقه، ربما حرمت عيناه النعاس.
هذا ما ترجمه الدكتور هشام عرفات وزير النقل، بعد ما ثبت وعن جداره أنه موضع المسئولية، ففي شهر واحد فاجأ الوزير ثلاث هيئات مختلفة بزيارات مفاجئة، منها ماهو في منتصف الليل ومنها ما هو في أو في الصباح الباكر..
في تمام السادسة صباحًا
في تمام السادسة صباحًا كان الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، أمام معهد وردان لتدريب وتأهيل العاملين بالسكك الحديدية.
بدأ وزير النقل، جولته، في صبيحة سبت، بزيارة فصول المدرسة الفنية الصناعية للنقل وشاهد بعض محاضرات "الميكانيكا، واللغتين العربية والإنجليزية"، التي يتم تدريسها للطلاب واطمئن على المستوى التعليمي الذي يقدم لهم، كما طالب مسئولي المعهد بموافاته بنظام المراقبة والامتحانات والكونترول.
وقد أوصى الوزير بتخريج طلبة مؤهلين علميًا بشكل متميز لمواكبة أحدث أنواع التكنولوجيا، التي يتم تنفيذها وادخالها في كافة قطاعات منظومة السكك الحديدية، وكذلك ضرورة تدريب الطلبة في مواقع العمل، وعدم الاكتفاء بالمناهج والشروح النظرية، أو الاعتماد على على المحاكيات، وذلك من أجل إكسابهم مزيد من الخبرات، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف دورات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، كي يكونوا قادرين على التعامل مع الظروف المختلفة.
بعدها توجه الوزيرورش التدريب ليطلع على أساليب إعداد الطلبة بنفسه، وكيفية تعليمهم الأعمال الفنية من نجارة، وهندسة سكة، وأعمال الصاج، والحدادة، واللحام، ثم زار معامل الاتصالات، والميكانيكا، والدوائر الكهربائية والإلكترونيات، وأعمال التبريد والتكييف، .. وغيرها من مهام العمل بالسكك الحديدية.
وفي نهاية الجولة الباكرة، توجه الوزير إلى محطة وردان للسكك الحديدية، حيث تفقد المحطة وغرف الريلهات واطمأن على أنظمة التأمين بها، ثم قام بقطع تذاكر سفر من شبابيك التذاكر له وللفريق المرافق له خلال الجولة، واستقل أحد القطارت العادية غير المكيفة المتجهة إلى القاهرة عبر خط المناشي، ليتحدث مع الركاب في المسافتين من وردان حتى الجزيرة الوسطانية ومن أوسيم وحتى القاهرة.
الوزير يحضر وسط الطلاب في المدرسة الصناعية للنقل
أول مرة بعد منتصف الليل
ليس في الصباح الباكر فقط، بل وفي منتصف الليل أيضًا، حيث قام الوزير، بجولة تفقدية مفاجئة، بعد الثانية عشرة، أجرى الوزير جولة غير متوقعة، لعدد من محطات الخط الثالث للمترو، تابع خلالها انتظام العمل واطمأن على مستوى الخدمة المتميز المقدم للركاب وعلى زمن التقاطر وعلى عمل أجهزة الإكس ري وعلى غرف التحكم وعلى عمل الشاشات الإلكترونية وعلى عدم وجود باعة جائلين.
وخلال الجولة الليلية المفاجئة، قام الوزير بزيارة لمحطات "الاستاد، والعباسية، والأهرام"، ليلتقي بعدد من راكبي المترو، كما أبدى إعجابه بانتظام العمل، وعدم توقف السلالم الكهربائية والمصاعد بالمحطات.
ولفت إلى تمتع الخط الثالث في كل محطاته بهذه الميزايا، والتي تسهل تنقل الافراد بالإضافة الى أن كل قطارات هذا الخط مكيفة وتتميز بالحداثة لافتا انه تم توقيع اتفاقية إطارية في أغسطس الماضي مع شركة هيونداي روتيم الكوري تختص بتمويل وتوريد 32 قطارًا مكيفًا، للمرحلتين الثالثة والرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق.
في محطة مصر
يقول البعض أنه ليس عجيبًا أن ترى أي شيء في محطة مصر، فلا تتفاجأ أثناء مجيئك ليلاً إلى القاهرة أن تصادف الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، كما فعلها هذه المرَّة، وفوق كل التوقعات، فاجأ الوزير العاملين بهيئة السكك الحددية في محطة رمسيس، من أجل متابعة انتظام العمل بهذا المرفق الحييي الهام الذي يخدم ملايين الركاب يوميا، والاطمئنان على مستوى الخدمة، وتجهيز القطارات العاملة بمختلف الخطوط وخاصة القادمة من الإسكندرية إلى القاهرة، ومن ثم إلى أسوان.
وخلال الجولة المفاجئة، تفقد الوزير عدد من القطارات بالمحطة، منها قطار 2008 القادم من الإسكندرية متجها الى أسوان، والتقى بالركاب الذين أشادوا بالتحسن الملحوظ في مواعيد قيام القطارات، حيث أكَّد وزير النقل على أن الفترة القادمة، ستشهد تحسنًا أكبر في انتظام المواعيد خاصة اذا ماقورنت بالمواعيد في السنوات الماضية.
وأوضح "عرفات"، أنه مع توالي تنفيذ مشروعات تجديد خطوط السكك الحديدية تنفذ الوزارة التجديد الشامل لمسافة 1000كيلو متر، بلغت تكلفتها 5 مليار جنيه، مضيفًا: "من المقرر تنفيذ مشروعات تحديث نظم اشارات السكك الحديدية حيث تقوم وزارة النقل بتحديث 1100كيلو متر، بنظم إشارات للسكك الحديدية بتكلفة12.6 مليار جنيه".
وتابع: "سوف يؤدي تنفيذ تلك المشروعات الجديدة، إلى التحسن الكبير في مستوى الخدمة وانتظام كبير في المواعيد، بالاضافة الى زيادة معدلات السلامة والأمان"، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتهاء من تنفيذ 80 % من هذين المشروعين بحلول يونيو 2020".
وفي ختام الجولة انصرف الوزير إلى عوْدٍ، ربما يكون قريب، وربما يكون "غير متوقع"..