فيديو| قرية جعيف بالبحيرة .. التطور يخاصمها والإهمال يعشش فيها
الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 04:32 م
محمد وجيه
طباعة
تعانى قرية جعيف، التابعة لمركز إيتاى البارود، بمحافظة البحيرة،" مدينة نقراطيس اليونانية القديمة " والتى يصل عدد سكانها إلى 8 آلاف نسمة، من تدهور نقص وانعدام الخدمات ما لا تتحمله الجبال، فلا خدمات سوى الأمراض والأوبئة والتلوث البيئي، فلا تزال قرية جعيف تفتقد الى خدمات البنية التحتية.
أصبحت قرية تنظر بحسره على الماضي البعيد وتبكى عليه، كما يرى سكانها إهمال وتقصير المسؤولين، بالرغم من اختيار قرية جعيف ضمن القرى الاكثر احتياجا، من قبل رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ليتم تطويرها وتنمية مجتمعها، إلا أن قرية جعيف سقطت من حسابات المسؤولين بمحافظة البحيرة، بعد معاناة أهالى القرية من واقع مرير غير آدمى يعيشونه.
معاناة أهالي قرية جعيف
رصدت عدسة " بوابة المواطن " الواقع المرير الذي يعيشه أهالي قرية جعيف بمركز إيتاى البارود، بمحافظة البحيرة دون جدوى من المسؤولين.
فى البداية قال علاء عبد العاطى رشوان، مدرس خبير بمدرسة جعيف الإعدادية، أن قرية جعيف، التابعة لمركز ايتاى البارود، بمحافظة البحيرة، ذات الأهمية تاريخية والاثرية خاصة، حيث كانت القرية عاصمة مصر فى عهد البطالمه، وبلغت زروة مجدها عندما تمتعت بالملاحة ومرور السفن من خلال الفرع القانوني، الذي كان يمر من وسط قرية جعيف، وآفل نجمها حينما مر منها الاسكندر الاكبر، وقرر اختيار قرية قوم الشقاف لبناء مدينة الاسكندرية الحالية عليها، ما منع من مرور السفن بنقراطيس جعيف حاليا.
وأضاف " رشوان " ان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجه الحكومة على اختيار 5 قرى بكل محافظة يتم تطويرها وتنميتها بالخدمات والمرافق اللازمة، مشيرا أنه وقع الاختيار على قرية جعيف ذات التاريخ الآثرى لتطويرها، وإقامة مكتب خدمات متكامل ومستشفى ووحدة إسعاف، ووحدة مطافئ، و وحدة صحية، ومركز شباب، وتضمن التطوير ايضا اقامة شبكة صرف صحى بطول يزيد عن 2000 متر بتكلفة 40 مليون جنيه، إلا ان المشروع لم يكتمل.
وتابع " رشوان " أن أحد ابناء القرية يدعى الحاج عبد السيد الصايم، تبرع بقطعة أرض مساحتها، فدان و9 قراريط لإقامة هذه المشروعات، واطلقت الوعود من كل صوب وحدب بالجهات الحكومية بأنها محطة رفع الصرف الصحى بأقرب وقت ممكن إلا أن هذه الجهود تتحطم على صخرة الروتين، الذي يقف حائلا أمام تنفيذ تلك المشروعات حتى الآن.
تصريف الصرف الصحي في البركة
واستطرد " رشوان " قائلا: ان قرية جعيف تقوم بتصريف مياه الصرف الصحى، فى مكان منخفض يسمى البركة، الذي أصبح ملاذا للباعوض والحشرات الضارة والثعابين التي تهدد الأهالي المحيطين بها ومنبع للروائح الكريهة، ما تسبب فى تفشى الأمراض المزمنة بين أهالى القرية، منوها عن عدم وجود موقف سيارات ولا يوجد مواصلات تربط القرية بمركز إيتاي البارود.
قرية جعيف بلد معدومة من الخدمات
وأكد العمدة دسوقى ابو مشفه، نقيب العمال والفلاحين بمحافظة البحيرة، وأحد أهالى القرية، أن قرية جعيف البلد المحرومة، البلد المعدومة، البلد العقيمة، التى لايوجد بها خدمات، ولا مستشفى حتى الأن، يعيش سكانها البالغ عددهم 8 آلف نسمة من غير بنية تحتية.
قرية جعيف بلا خدمات
وأضاف " أبو مشفه " ان قرية جعيف الاثرية، قرية بلا خدمات، شوارع غير ممهدة،فلا مياه،ولا كهرباء،ولا صرف صحى، مشيرا الى انه واقع غير آدمى تعيشه أهالى القرية، فزادت نسبة التلوث الى 90%، وارتفعت البطالة بين شباب القرية، متابعا ان قرية جعيف تعتمد على الكتاتيب حتىالآن ولا يوجد بها الا مدرسة إعدادي.
وأوضح" أبو مشفه " أن برنامج التطوير التابع لرئاسة الجمهورية، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوقع الاختيار على قرية جعيف لتطويرها ضمن القرى الاكثر احتياجا، وإقامة مشاريع تخدم أهالى القرية، إلا أن أي من المشاريع لم يتم انشائها، مشيرا إلى أن الصرف الصحي بالقرية الوحيد هو البركة التي تمتلى بالحشرات، ما تسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة بين أهالى القرية.
وتابع " أبو مشفه " ان هناك بقرية جعيف أرض مساحتها 40 فدان خالية، كانت فى الماضى مزرعة للأسماك تنتج يوميا حوالى طن من الاسماك، فانسدد عيون المياه الآتية من البحر المتوسط بسبب جفاف النيل وعندما لم يكتمل مشروع الصرف الصحى بالقرية، أصبحت كوم جعيف ذاتها صرف صحي.
وقال عصام ابو زيد، أحد أبناء القرية، ان قرية جعيف التابعة لمركز ايتاى البارود، من القرى الأكثر احتياجا، والتى وقع عليها الاختيار لتطويرها وتنميتها وإقامة مركز للشباب، ومدرسة، ووحدة صحية، ووحدة إطفاء ومستشفى ومشروع صرف صحى، إلا ان أي من المشاريع هذه لم تتم ولم يستكمل مشروع الصرف الصحي الذي أنفق عليه ملايين الجنيهات.
وأضاف " ابو زيد "، أن الحاج عبد السيد الصايم، أحد سكان القرية، تبرع بأرض مساحتها فدان و9 قراريط لاقامة مجمع خدمات متكامل ووحدة صحية، ووحدة مطافى، ووحدة إسعاف، ومكتب شؤون اجتماعية ومركز شباب، ومشروع صرف صحي، وغاز طبيعى، إلا انه تم إقامة مشروع صرف صحي غير مطابق للمواصفات ومركز شباب غير مكتمل حتى الآن، والأرض موجودة وخالية ومنزوعة الملكية.
واشار" أبو زيد " إلى أن اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، قام بارسال لجنة من الرقابة والمتابعة برئاسة محمود الرمسيسي، وأوضحت اللجنة فى تقريرها عن عدم استكمال المشاريع المزمع ٱنشاءها بالقرية وتم رفع التقرير لمحافظ البحيرة وتقرر عقد لقاء معه لبحث حل هذه الأزمات.
قرية جعيف تعاني الأمرين
وأكد عادل عبد السيد الصايم، أحد أهالى القرية، أن قرية جعيف تعانى الآمرين، فلا خدمات سوى التلوث البيئى والامراض، وأضاف الصايم، أن والده الحاج عبد السيد الصايم، تبرع بأرض مساحتها فدان و9 قراريط، من ملكيته الخاصة لاقامة محطة صرف صحى، ومركز شباب ومستشفى ومدرسة، ولم يتم تنفيذ هذه المشاريع، سوى مشروع الصرف الصحى الذي لم يكتمل لغير مطابقته للمواصفات الفنية، وكذلك مركز الشباب.
أهالي جعيف يناشدون السيسي
وناشد " الصايم " الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشريفه بزيارة قرية جعيف، وضرورة إعطاء تعليماته للمسؤولين بالاهتمام بالقرية والنظر فى حل مشاكلها، مؤكدا على فشل أعضاء مجلس النواب فى حل مشاكل تلك القرية.
وقال وافى الصايم، أحد أبناء القرية، ان والده تبرع بأرض لاقامة مجمع خدمات كامل يخدم أهالى قرية جعيف المعدومة، فتم تبوير الارض الزراعية، أملا فى إقامة المشروعات عليها، وتطوير القرية التى يسكنها أكثر من 8 آلف نسمة، مضيفا أن مقاول مشروع الصرف الصحي، قام بتنفيذه، إلا انه غير مطابق للمواصفات الفنية، ولم يكتمل حتى الان، و للضغط على أهل القرية لعدم مطالبتهم بحقوقهم، قام بالقاء التهمعلى وحبسي ظلما وعدوانا، مشيرا الى ان رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالبحيرة، استلم مشروع الصرف علما بعدم مطابقته للمواصفات.
واستطرد" الصايم " ان كل ما يحزن الاهالي ان الارض الزراعية التي تبرعوا بها أصبحت أرض بور،فى املا ان يتم اقامة خدمات ومشروع الصرف الصحى، إلا ان المقاول هدم الطريق ولم يستكمل مشروع الصرف، وكانت قرية جعيف بها صرف صحى بالجهود الذاتية، الآن اصبحت دون صرف صحي غير البركة التى تحوى بالحشرات والزواحف، فانتشرت الأمراض والأوبئة بين أهالى القرية، وبعدما كان التطوير والبناء حلما،اصبحكابوسا.
وناشد " الصايم " الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، واللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، المعروف بصرامته وحزمة مع المقصرين فى عملهم، أن يتم النظر بعين الرحمة لاهالى قرية جعيف، والتي عانت كثيرًا من تأخر إنشاء المشروعات الخدمية، وإنهاء مشروع محطة رفع الصرف الصحي بالقرية الذي يؤثر بصورة سلبية عليهم وعلى أسرهم في حياتهم اليومية، مؤكدًا أن جميع الأهالي في قريتهم يعانون بصورة يومية من عدم استكمال مشروع الصرف الصحي، وضرورة التدخل الفوري والتحرك بالضغط لاستكمال مشروع الصرف الصحي لمنازل القرية في أسرع وقت حفاظا على أرواحهم.
يذكر أن مدينة نقراطيس اليونانية القديمة، حاليًا كوم جعيف التابعة لمركز إيتاي البارود، محافظة البحيرة، هي مدينة في مصر القديمة، في القطاع الكانوپي من نهر النيل، على بعد 72 كم من البحر المفتوح، جنوب شرق الإسكندرية التي أصبحت فيما بعد عاصمة مصر البطلمية، الإسكندرية، وفي فترة كبيرة من تاريخها المبكر، المستعمرة اليونانية الدائمة الوحيدة في مصر عملت كمركز تبادل وتكامل تجاري وثقافي للفنون والثقافتين اليونانية والمصرية.
نشأت قبل مدينة الاسكندرية بأكثر من قرنين من الزمان، وهي كانت مدينة تجارية كبيرة على فرع النيل الكانوبي وليست علي البحر المتوسط وانما كان تتصل بالبحر المتوسط عن طريق فرع من فروع النيل وكان الأكبر بينهم وكان يسمي بالفرع الكانوبي وهي مدينة إغريقية فرعونية وقد أقامها ملوك الأسرة 26 مستوطنة للإغريق فقط الذين استقروا في مصر في تلك الفترة من تجار وجنود لأن الجيش المصرى وقتها اعتمد بشكل كبير على الجنود الإغريق والكاريين فقرر ملوك تلك الأسرة عمل مستوطنة خاصة بهم حتى لا تقع حساسية بينهم وسكان البلاد الأصليين من المصريين، فيما يشبه حالة العزل.
أنشئ الميليتيون حوالي عام 650 ق.م. محطة تجارية عند نقراطيس على فرع النيل الكانوپي. وسمح لهم أبسماتيك الأول فرعون مصر بإنشائها لأنهم يصلحون لأن يكونوا جنودًا مرتزقة، ولأن تجارتهم كانت غنية طيبة له يحصل منها جباتُه على ضرائب جمركية عالية. ووهبهم أحمس الثاني قسطًا كبيرًا من الحكم الذاتي؛ وأصبحت نقراطيس مدينة صناعية أو كادت، تنتج الفخار، والقرميد، والخزف الرقيق؛ وأهم من هذا أنها أصبحت مستودعًا تجاريًا عظيمًا، يأتي إليها زيت بلاد اليونان وخمرها، وترسل قمح مصر وتيلها وصوفها، وعاج إفريقية وعطورها وذهبها. وانتقلت مع هذه المتاجر معارف مصر، وطقوسها الدينية، وعمارتها، ونحتها، وعلومها الطبيعية إلى بلاد اليونان، كما دخلت مصر مع غلات اليونان ألفاظهم وأساليبهم في الحياة، فمهدت السبيل إلى سيطرة اليونان على مصر في العصر الإسكندر.
أصبح الموقع المعاصر للمدنية كشف أثري هام ومصدر ليس فقط للقطع الفنية الكثيرة التي تزين متاحف العالم لكنه أيضًا مصدر هام لبعض الكتابات اليونانية المبكرة، الممثلة بالنقوش الموجودة على الآنية الفخارية. الموقع تملكه حاليًا مصلحة الآثار المصرية، وعثر به علي الكثير من القطع الاثرية الموجودة بالمتحف المصري وأهمها تمثال حامي نقراطيس.