في عيد ميلاد حمد بن خليفة .. كيف عملت دولته على دمار الآثار
الثلاثاء 01/يناير/2019 - 01:36 م
وسيم عفيفي
طباعة
يحتفل حمد بن خليفة بعيد ميلاده الـ 67 وهو أحد أمراء قطر الذين جعلوا من دولته منطقة قلاقل منذ أن تولى إمارتها في 27 يونيو 1995 عقب قيامه بانقلاب أبيض على والده أمير دولة قطر آنذاك خليفة بن حمد آل ثاني حتى تنازله عن الحكم لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو 2013 م.
بداية قطر مع سرقة آثار الدول العربية
منذ العام 2001 م كان اليقين الوحيد الذي يسيطر على العالم أن تجارة السلاح ستزدهر كثيراً في الشرق الأوسط، لكن تجارة أخرى بدأت تظهر على استحياء في مافيا السلاح وهو تهريب آثار الدول العربية.
فشل جورج دبليو بوش في العثور على الأسلحة الكيميائية في العراق سنة 2003 م، لكن إسماعيل حجارة ممثل وزارة الدفاع كان قد نجح في إيجاد النسخة الأصلية من مخطوط التوراة البابلية الموجودة داخل البنك المركزي العراقي.
لم يعرف أحد مصير نسخة التوراة العراقية طيلة 12 سنة، حتى ظهر بها وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان وهو يجوب بها شوارع تل أبيب في موكب احتفالي كبير، حتى صُدِم الكثيرون حول دور قطر في تسهيل تهريب المخطوطة وفجر معها اتهامات حول دورها في عمليات تهريب الآثار العربية طيلة الـ 7 سنوات الماضية.
اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية في دراسة بعنوان "استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 ـ 2003"، على أن قطر نجحت في شراء نسخة التوراة بالتعاون مع عميل أمريكي كانت له حصة من الصفقة وحتى لا يتم كشف العملية فقد نقل العميل الأمريكي التوراة البابلية وبعض المخطوطات اليهودية إلى واشنطن بحجة ترميم التوراة والمخطوطات.
لم تعرف الجماعات الإرهابية ثقافة التصوير بالفيديو لهدم الآثار قبل يوم 26 فبراير 2001 م، حتى ظهرت حركة طالبان وهي تفجير تماثيل بوذا، وسارت كل الجماعات الإرهابية على نفس المنهج.
أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية أنه رغم قيام داعش بتصوير أفرادها وهم يهدمون التماثيل والمتاحف من العام 2012 م، لكن تعتبر تجارة الآثار بالنسبة لهم المصدر الأكبر للدخل بعد تجارة النفط والسلاح، خاصةً مع تعاون علماء الآثار معهم.
وكشفت صحيفة "الغارديان" أن كل الآثار المهربة من سوريا والعراق واليمن وصلت إلى سويسرا عبر قطر، وتم تخزينها في الموانئ السويسرية الحرة، واشتملت الآثار المهربة على قوالب زخرفية وتاج كاهن من الحضارة التدمرية، فضلاً عن رأس أفروديت إلهة الحب عند اليونان.
ساهمت الحالة الأمنية التي تشهدها سوريا وليبيا في خلق مناخ مناسب للتهريب عبر قطر سنة 2014 م، وكانت أغلبها من عصر الرومان، واستقرت هذه الآثار في جامعة فوردهام الأمريكية.
فيل لوري .. الرجل الغامض
تورط كثيرون من رجال الدوحة بحسب معارضين قطريين في عملية تهريب الآثار، كان أبرزهم عبدالله بن خليفة العطية، عضو مجلس إدارة المتاحف القطرية، بالإضافة إلى حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة القطري، ويأتي صلاح بن غانم العلي كأبرز رجل قطري يساهم في تهريب الآثار، بالتعاون مع حصة سلطان الجابر أستاذة التاريخ في الدوحة والذين جمعهم مجلس إدارة المتاحف.
أخطر من يتم اتهامه من رجال الآثار القطرية، هو فيل لوري والذي لا يعرف أحد جنسيته هل هي بريطانية أم إسرائيلية، لكنه بحسب موقع "متاحف قطر" يشغل منصب المدير الرئيسي للشؤون التجارية، وهو مسئول عن الذراع التجارية لمتاحف قطر والمجموعة التجارية.
ويشرف فيل على التنمية الإستراتيجية والمؤسسية من خلال المشاريع التجارية الخاصة بنا، بما في ذلك متاجر للهدايا في المتاحف ومنافذ التوزيع بالتجزئة الأخرى هنا في قطر وفي هارودز، لندن، وكذلك الإشراف على العمليات الخاصة بالمطعم والمقهى في متحف الفن الإسلامي وحديقة متحف الفن الإسلامي، كما أنه مسئول أيضا عن الشراكات وبرامج الرعاية، فضلاً عن أنشطة إدارة الفعاليات.
بحسب الإعلام القطري، فإن فيل قد عمل قبل ذلك في شبكة الجزيرة لمدة ثلاث سنوات كمدير للتوزيع العالمي، وقبل أن ينتقل إلى قطر، كان فيل يعمل لمدة سبع سنوات في إذاعة سي إن إن في لندن، وكان يتولى منصب نائب رئيس التوزيع التجاري والإعلام الرقمي، وقبل ذلك أمضى ست سنوات في أمريكان اكسبريس وهو يعمل في أدوار إدارية مختلفة في بطاقة أمريكان اكسبريس وأقسام السفر.