مما لا شك فيه أن زواج القاصرات، هو الزواج قبل 18 عاما، ويسميه البعض بزواج الأطفال، وهو جريمة مكتملة الأركان يكون فيها الجاني جهل الأب وحماقة الأم.
إغراء العروس
قد يكون الأب والأم يبحثون عن المال او الافتخار بالزواج في سن صغير، وتكون فيه العروس صغيرة السن لم يعد عقلها ولا مشاعرها قد اكتملت، وهنا يسهل التلاعب بها أو بمشاعرها عن طريق اغراءها بالمال او بوظيفة زوجها او الفرح والفستان الابيض او حتي هروبا من فقر اهلها وسوء معاملتهم.
الصدمة الأولى
تأتي ليلة العرس وتصطدم الطفلة بالواقع المرير، وتصبح كالفأرة التي أغواها صاحب المصيدة بقطعة الجبن، فتدخل المصيدة والجبن بين يديها، ولكنها تدرك انها حبيسة فلا سعادة في الجبن أو غيره، فقد فقدت أغلي من الجبن بكثير، فقد حريتها، وفقدت حياتها.
الواقع المرير
وهكذا تجد الطفلة نفسها في بيت زوجها كبير السن فيحبسها أو صغير السن ذو عقل طفولي لا فرق، فتدرك عند ذلك انها أصبحت مسؤولة عن بيت وزوج وحمل ورضاعة وتربية وهي لا تفهم شيئا فى كل تلك الأمور.
بين طريقين "الاستسلام او التمرد"
ومع مرور الوقت تنضج مشاعرها ويكبر عقلها لتعيد استرجاع شريط حياتها وسوء اختيارها فتزداد حصرتها ولا يصبح أمامها إلا طريقين، إما ان تستسلم لواقعها المرير فتصبح كالدمية الجميع يتلاعب بها وبمشاعرها، أو تتمرد علي واقعها ويصبح الطلاق نصيبها.
العواقب
جاءتني إحداهن إلى المستشفى، وهي في شهرها التاسع، وهي لا تفهم شيئا عن الحمل والولادة ضعيفة الجسم، هزيلة منهكة عليها ملامح الموت، ومصابة بأنيميا فقر الدم، وبعد الكشف عليها وجدت أن الجنين متوفي داخل بطنها وهي لا تعرف عنه شيء، كيف تعرف وهي ابنة الـ16 عام ؟.
كانت عرضة للنزيف ونقل الدم حتي الوفاة، ولكن العناية الإلهية تدخلت ومازالت علي قيد الحياة ولكنها تتمنى أن لو تركناها ترقد في سلام.
ورسالتي الأخيرة الي الآباء...ارحموا بناتكم، واحترموا عقولهن، والله والله سوف تحاسبون.." طبيب بقسم النساء والتوليد بمستشفى طما المركزى.