المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

حكايات مصر الحلوة الشقيانة .. الحياة بقى لونها صوفي والبركة في هؤلاء

الجمعة 04/يناير/2019 - 06:00 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمود الدايح وكريم سيد
طباعة
تختلف حكايات مصر الحلوة الشقيانة لهذا الأسبوع عن ما فات فالصور كأنما تقول الحياة بقى لونها صوفي على وزن أغنية الحياة بقى لونها بمبمي، والسبب في ذلك تفاصيل مولد الإمام الحسين والذي بدأ مطلع 2019 م.

حكايات مصر الحلوة
تبدأ حكايات مصر الحلوة الشقيانة من التفاف السقا حول المتوافدين على مسجد الإمام الحسين وهو يقوم بإعطاءهم كوب الماء مجانا، ليس في ذلك سوى الثواب، وربما ماء سقا مسجد الحسين تكون مختلفة عن غيرها، فالنية الطاهرة والمحبة الصافية هما الدافعان وراء ذلك.
حكايات مصر الحلوة
أصل السقاية في مساجد آل البيت ترجع لتذكير الناس بما جرى في كربلاء والمقتلة التي حدثت لآل البيت، حيث تم منع الماء عن كل الأحياء في كربلاء، لدرجة دفعت جيش بني أمية يقتلون من يحاول سقي العطشى.
ظل هذا الموقف ماثلا في الوجدان ومستقرا في أفئدة محبي الآل، حتى صارت عادة متلازمة بين جميع من يعمل موظفا في سقاية المصلين.

الرزق في التسالي
حكايات مصر الحلوة
تزخر تفاصيل زحام ميدان الإمام الحسين بأمور إنسانية لافتة في حكايات مصر الحلوة الشقيانة لعل أبرزها مقالِ اللب المتجولة، فهناك من يسترزق منها راضيا ويعتبر هذه الأيام موسم له، وعلى رأسهم هذا الشاب الذي يجوب ميدان الإمام الحسين باحثا عن زبون وكم من الزبائن يشتاقون لهذه التسالي خاصة القادمين من الأقاليم.


في مولد الإمام الحسين يكون الرزق موفورا لكن والد الإمام الحسين ـ علي بن أبي طالب ـ، له نصيحة في مسألة الرزق فهو يقول من استعجل الرزقَ بالحرام مُنِع الحلالَ، حيث رُوِي عن علي رضي الله عنه أنه دخل مسجد الكوفة فأعطى غلامًا دابته حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خطام الدابة وانصرف، فأرسل رجلا ليشتري له خطامًا بدينار، فاشترى له الخطام، ثم أتى فلما رآه علي رضي الله عنه، قال سبحان الله! إنه خطام دابتي، فقال الرجل: اشتريته من غلام بدينار، فقال علي رضي الله عنه: سبحان الله! أردت أن أعطه إياه حلالا، فأبى إلا أن يأخذه حراما!.

لمة المولد طعم تاني
حكايات مصر الحلوة
جاءت اللمة الحلوة على الطعام لتكون أجمل شيء يشعر به المتلفين حول المائدة المتواضعة في طعامها، لكن مشاعر الرضا من الذين يأكلون تنسج حكاياتهم مع بعضهم وكأن الابتسامات نسمة، ليست في كلامهم أي ضغينة أو نميمة أو حتى قيل وقال.

يبدو أنهم عائلة قرروا أن يرسموا من تجمعهم صورة جميلة صافية تسجل مشاعرهم الرقيقة وحبهم الدافئ لبعضهم عبر قلوبهم المتصافية.

حولهم في ميدان الحسين أطفال يلعبون ويمرحوا ورجال كبار في وقار يجلسون بينما الشباب يجوبون بالفرح والمرح، فهكذا مولد الحسين بالنسبة للغلابة.

قالوا تداوى قلت لهم هل يتداوى الداء بالداء
حكايات مصر الحلوة
داخل مسجد الإمام الحسين جلس الرجل في إرهاق ومرض، ورغم أن مكانه البيت لا المسجد لكنه ظل في حياة عبر عنها الحلاج في القصيدة التي أنشدها ياسين التهامي.
لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي * لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي
أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك * فهـلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي
يا عين عين وجودي يا مدى هممي * يا منطقي و عباراتي و إيمائـي
يا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائي
يا كلّ كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس * و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي
يا من به عُلقَتْ روحي فقد تلفت * وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني * طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائـي
أدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي * شوق تمكّن في مكنون أحشائـي
فكيف أصنع في حبّ كَلِفْتُ به * مولاي قد ملّ من سقمي أطبّائـي
قالوا تداوَ به منه فقلت لهـم * يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـي
حبّي لمولاي أضناني و أسقمني * فكيف أشكو إلى مولاي مولائـي

ياما دقت على الراس طبول لكن هل نصل إلى النيرفانا ؟
حكايات مصر الحلوة
تبدو الزفة الصوفية مختلفة في مصر، فهي تقوم على إيقاعات الطبل والدف وتمثل مزيجا من الروحانية والمسائل الدنيوية، والجميع منسجم في ذكر الله، لكن كما دقت على الراس طبول هل يمكن للموسيقى أن تعبر عن هذا ؟
حكايات مصر الحلوة
الموسيقار رعد خلف يتكلم عن هذه الحالة التي تصيب الطبال أو الموسيقار فيقول انتشر الأداء الصوفي بين البسطاء والفقراء والمستضعفين بسبب ما يتوافر عليه من بساطة لحنية وقلة التعقيد النظري، ومن خلال الغناء الروحي يستطيع هؤلاء البسطاء حقاً الوصول لمرحلة الوعي المستنير الدائم أو النيرفانا - الانطفاء، وهي أعلى الحالات التصوفية والقيمة العليا للحب الإلهي، والتي أطلق عليها الفلاسفة تسمية الوحدة المطلقة أو الواحدية.
حكايات مصر الحلوة
ومن سمات الأداء الموسيقي المقترن بالتصوف أنها تصيب من يستمع إلى الإنشاد بحالة تؤكد الفطرة في التنغيم مثل هذا الرجل الذي يصفق، فتداول الإيقاع، التكرار الممنهج العفوي لزوم الأبيات الشعرية الجديدة، وفي منطقتنا الشرقية بقيت الموسيقا الصوفية موحدة تقريباً في نوعية الأداء وتراوحت بين الغناء ومرافقة الدفوف، وأحياناً في استخدام آلة الناي.

شبيه أحمد التوني
حكايات مصر الحلوة
ضمن الموجودين في مولد الإمام الحسين هذا العجوز بجلبابه الصعيدي وعمامته الأكبر من جسده النحيل يشبه هذا العجوز إلى حد كبير الشيخ الصوفي أحمد التوني والذي كان يرتجل الإنشاد دون مرافقة الألحان، لكنه استعان بالموسيقي في وقت لاحق بعدما أدرك أهمية استخدامها في نشر رسالة التصوف، وتكونت فرقته الموسيقية من 3 آلات وهي الكمان، والناي، وآلة إيقاعية، يتمايل في خشوع، يضبط الايقاع بمسبحته المميزة، والكأس الزجاجي الذي يمسك به في حفلاته وينقر عليه بين الحين والآخر.

بائع البلالين لماذا يصبر على ضيق الحال 
حكايات مصر الحلوة
رغم أن هذا الفتى يدرك أن البلالين لا تعطي الربح الوفير لهذا الشاب في حكايات مصر الشقيانة لكن الداعي الوحيد الذي جعله يصبر على الشتاء وضيق الحال، هو السعي حيث أن الدين الإسلامي حث على العمل في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ".

صاحب نصبة الشاي وانتظار زوال قلة الرزق

حكايات مصر الحلوة
تربع في جلسته وأمامه نصبة الشاي وبجانبه الناس المنتشين بنكهة الشاي وفي آخر اليوم يلملم قروشه المعدودة ليمشي وهكذا دواليك.

الشيب خط وجه الرجل فظهرت خصيلات من الشعر الأبيض على لحيته، ورغم أسنانه المتساقطة لكنه ينجح في عمه فانتظاره للزبون شغله عن النهوض لأي مطعم وربما لمنزله، فالمولد هو منزله وقت عمله.

لا شيء يؤنس الرجل سوى سجادة صلاته التي يجلس عليها بجلسة القرفصاء، وساعته التي يرتديها في يده اليسرى كانت دائماً حاضرةً غائبةً عن رسم يومه الطويل الشتوي.

يا ملهمي أنا فيك أحيا
حكايات مصر الحلوة
انتشى الرجل من فرط الوجد في مولد الإمام الحسين، لسبب قد يبدو ليس مفهوما بالنسبة لمن لم يعرفه، غير أن الشعر الصوفي يجيب على لسان الرجل في أبيات بن الفارض التي تقول "أيا ملهمي من أنت حبيبي أنت تعرف من أنا، أنا فيك أحيا منذ بداك كان إن قلت أنت .. فإنني أنا أنت الذي أعني وأقصد بالندا إيانا .. الحب وحدنا فصرنا نبضة يمضي بها عبر الحياة كلانا ، نعم غيبت عنك فترة فرأيتني فعرفت أن لقاءنا قد حانَ".
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads