الأنبا بيشوي.. باع كل ممتلكاته بالبحيرة ووهب نفسه للحياة الرهبانية
الأحد 06/يناير/2019 - 05:39 م
محمد وجيه
طباعة
ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في اكتوبر من العام الماضي، نيافة الانبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة بالبرارى ورئيس قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، عن عمر يناهز 76 عاما، بعد أن خدم الكنيسة 45 عاما مطرانًا جليلً، تولى خلالها أعلى المناصب بالكنيسة، رفيقا لدرب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
الانبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة بالبرارى
ولد الأنبا بيشوي، بمدينة المنصورة فى عام 1942، وتوفي والده وعمره اربع سنوات، ينتمى لأسرة مسيحية ثرية متدينة، وهو من سليل نيقولا باشا وكان متميزا ومتفوقاً بين أقرانه في العلم والخلق والتدين، وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية، وكان متفوقا في دراستة الجامعية، وكان ينجح بامتياز مع مرتبة الشرف، حتي حصل علي بكالوريوس الهندسة وتم تعيينه معيداً بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية إلي ان حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم الهندسية.
الانبا بيشوي باع كل ممتلكاته بالبحيرة
وآلت جميع وقف وممتلكات نيقولا باشا الى الانبا بيشوي، وهي في حدود محافظة البحيرة ودمنهور بمنطقة شمال الدلتا، وتقدر بحوالي ألف فدان، وقام نيافة الانبا بيشوي بنقل هذه التركة والوقف والتنازل عنها للكنيسة، وكل ممتلكاتة المادية والعينية كما قال الكتاب المقدس" آلت للفقراء والمعوزين والذين ليس لهم احد يذكرهم " وتبع سيده المسيح ودخل سلك الرهبنة للتفرغ للعبادة الحقيقية.
وخدم نيافة الانبا بيشوى فى مدارس أحد كنائس الإسكندرية "أسبورتينج وباكوس"، ونذر لها حياته، وذلك بدير السريان العامر حيث واجهته الكثير من الصعاب الغير عادية لتحول دون تركه للعالم ودخوله الدير ،و الانبا بيشوي دخل الرهبنة فى عام 1969 وترهبن باسم توما السرياني وظل في الدير لمدة عامين ، و فى عام 1972 تم ترسيمه أسقفاً وعمره 29 عاماً وعشرة شهور رغم أن الحد الأدني لترسيم القسيس وليس الأسقف 30 سنة، ولكن البابا شنودة ولحبه الشديد للأنبا بيشوي قام بترسيمه أسقفاً.
وكان نيافه الأنبا بيشوى مزمعاً على السفر إلى سويسرا ليتناوب رئاسة الحوار الأرثوذكسى، على مستوى الكنائس الأرثوذكسية فى العالم. وكان بداخل الحوار مطارنة من كلا عائلتى الكنائس الأرثوذكسية وكان الموقف يشكل بعض الحرج فى رئاستة الجلسة فى وجود هؤلاء المطارنة وهو أقل رتبة منهم ولذلك قال له قداسة البابا شنوده : إن هذه الرسامة جاءت فى ميعادها.
وقد جاءت مناسبة هذه الرسامة أيضاً فى أثناء تدشين كاتدرائية القديس أثناسيوس الرسولى بدمنهور عام 1990, حيث تم نقل رفات القديس إلى الكاتدرائية، وكان قداسة البابا شنوده الثالث مزمعاً على أن يقوم بترقية نيافة الأنبا باخوميوس مطراناً فى هذه المناسبة ،فطلب قداسته إضافة إسم نيافة الأنبا بيشوى إلى جانب نيافة الأنبا باخوميوس.
الانبا بيشوي في علم اللاهوت
وتعمق نيافة الانبا بيشوي في علم اللاهوت ودرس أقوال الآباء في مراجع باللغة الإنجليزية، وقد أحب علم اللاهوت بفروعه المختلفة و استهوته هذه الدراسة إلي أبعد الحدود حتى أنه يتكلم في ذلك العلم كثيراً في عظاته واجتماعاته.
دير مارمينا بمريوط ودير البراموس
ذهب الانبا بيشوى، إلى دير مارمينا بمريوط ودير البراموس ثم دير السريان وعاد إلى إيبارشيته عام 1985 مبتدئاً بكنيسة السيدة العذراء بسخا، وجاء معه من دير السريان وفد من الآباء، والأساقفة منهم المتنيح الأنبا ثاؤفيلس رئيس الدير وأصحاب النيافة الأنبا هدرا أسقف أسوان والأنبا بنيامين أسقف المنوفية والأنبا أشعياء أسقف طهطا والأنبا بسادة أسقف إخميم وأجلسوه على كرسيه فى سخا بعد صلاة الشكر ورفع البخور وسط ألحان الشمامسة وفرحة الشعب ،ثم ذهب إلى باقى الكنائس الرئيسية فى الإيبارشية على التوالى .
أختير الانبا بيشوى، سكرتيراً للمجمع المقدس فى عام 1985 ويعمل أستاذا للاهوت في الكلية الإكليريكية، مثل الكنيسة القبطية فى مؤتمرات كثيرة بالخارج أهمها المباحثات اللاهوتية التى هدفها تقريب وجهات النظر والإتحاد بالكنائس العالمية المختلفة كما أنتخب عضواً بعدد من المجالس الكنسية والعالمية ،كما تم اختياره من قٍبل قداسة البابا رئيس لجنة الحوار والتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية في روما وقد تم الاتفاقعلى 90 % من المسائل اللاهوتية الخلافية لصالح الكنيسة الاورثوذكسية بفضل حجته اللاهوتية القوية والمقنعة والعلمية والبعيدة كل البعد عن العاطفة والتعصب بإعتراف كرادلة الكاثوليك وعلي رأسهم المتنيح قداسة البابا يوحنا بولس الثاني
ورقي الانبا بيشوي إلى درجة مطران فى عام 1990 ، وجال كل متاحف العالم يجمع البرديات والمخطوطات الخاصة بالكتاب المقدس منذ العصور الأولى للمسيحية إلى الآن، ليعطي درساً علمياً وعملياً بالدليل والحجة والبرهان باستحالة تحريف الكتاب المقدس ، وتلك المخطوطات والبرديات موجودة حاليا في المكتبة الحديثة بالكاتدرائية الكبرى في العباسية .
وفاة الانبا بيشوى
وتوفي الانبا بيشوى، أحد أعمدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مساء الاربعاء 3 اكتوبر عام 2018 ودفن بمدفن المطارنة داخل دير القديسة دميانة ببراري ببلقاس.