تُبدع الشعوب المقهورة في إيجاد صور من التضحيات والمقاومة لأشكال ظالمة من غلبة القوة وانعدام الحق، فقد سطر التاريخ مفاهيم متعددة واثباتات حول استخدام الرياضة كأداة للصراع وادارته بلغة إنسانية، توازي أدوات المقاومة المتعددة،من ابرزها صور مستمدة من جنوب افريقيا وايرلندا والمباراة الشهيرة ليلة الميلاد في الحرب العالمية الأولى.
لكن الفلسطينيون استثنائيين ومختلفين في كل ممارساتهم للحياة، وأبرز اختلافهم استثمارهم لقوة تخصهم حول مدلول الوطن تشكلت في داخلهم كالإيمان، حيث لا يستند على الرؤية او الملموس الفعلي، ولا ينتظر المردود والنتائج الدنيوية،بل يؤمن بالوجود بفطرته، ويقرب البعيد بممارسته،ويصنع أوطاننا لوطن حقيقي برتبط بالعقيدة واليقين بحقه، لدرجة انه يعايش الايمان بالوطن في خيمته وقريته المهجرة ومشارف القدس وشتات التواجد أي كان.
وحيث يأبى الفلسطيني التشابه او الاستثمار المتوقع لسلوكه، فهو يعيش حالة استثنائية معقدة لا يشابهه فيها أحد سوى السيد المسيح الذي لجأ للسماء لإنصافه من ظلم اليهود وعبثهم بحقوق الحياة والعبادة.
لذلك كله ارتأى شعب الله المظلوم الصامد والمسلح بعدالة قضيته ومقاومته ان يكون اليوم الفدائي ويحقق بمواجهاته مجدا تستحقه امة عمدة ترابها بقوافل الشهداء وقيود الاسرى واسراب المهاجرين قصرا نحو البحث عن مسارات العودة.
تتعلق قلوبنا غدا بإصرارهم ووعدهم بان يكونون فلسطينيين بلغة الفدائي وليس أقل، لانهم فقط الفدائي، ولان قلوب وعيون الملايين من المقهورين والمظلومين تنتظر أن يصنع الفدائي إبداعا جديدا على طريق تحقيق الحلم الاعظم