صور .. أرادوا رسم الزعيم مصطفى كامل على مدرسة زفتى الابتدائية فجعلوه سفرجياً

الخميس 17/يناير/2019 - 09:40 م

كتب: وسيم عفيفي - تصوير: أمنية عبدالعزيز

جاء رسم الزعيم مصطفى كامل على مدرسة زفتى الابتدائية مختلفاً عن صورته الحقيقية، إذ تعتبر عملية رسم الزعيم مصطفى كامل من الأمور السهلة ولا تحتاج إلى ابتكار، فوجهه نحيف وشاربه مميز بطوله مثل طربوشه، وعيناه الدائرتين مثل أذنيه تماما، لكن على مدرسة زفتى الابتدائية شكل مصطفى كامل تغير تماماً، ربما يشبه إلى حدٍ ما رسمة العم سلطان في درس اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي بجيل التسعينيات.

طب هاتوا أحمد الشافعي أريح !

مصطفى كامل - أحمد الشافعي

المتأمل لمدارس زفتى في محافظة الغربية يجدها تخلد شخصيات تاريخية هامة مثل الزعيم أحمد عرابي والمفكر الكبير قاسم أمين، وكلهم كانوا في مسلسل واحد.

مدرسة أحمد عرابي

وجسد شخصية مصطفى كامل بمسلسل قاسم أمين الممثل أحمد الشافعي بينما جسد شخصية أحمد عرابي الفنان الراحل صلاح رشوان.

مدرسة قاسم أمين

بينما جسد شخصية قاسم أمين الفنان كمال أبو رية، فلو كان الرسام قد استعان بصورة أحمد الشافعي في المسلسل لكان هذا أفضل بكثير من رسم الزعيم مصطفى كامل ببدلة بمبي !

الأطفال .. ما ذنب الأطفال ؟

مدرسة مصطفى كامل

الانطباع الأول هو الأخير، تصور حين يكبر الطفل الذي تعلم 5 سنوات في هذه المدرسة الابتدائية على هذا الشكل البشع للزعيم مصطفى كامل، ثم يُصْدَم بالحقيقة وهو كبير، فسيأخذ من الحقيقة مضغة للسخرية بسبب رسمة لا تمت للحقيقة أساساً بِصِلَة أو بَصَلَة.

حتى لا ننسى .. هذه صور وسيرة مصطفى كامل

مصطفى باشا كامل

عاش مصطفى كامل حياة قصيرة عاشها لم تتجاوز الـ 34 عامًا، نجح خلالها في كتابة اسمه بأحرف من نور على صفحات التاريخ، وأصبح من أهم الزعماء الشعبيين في تاريخ مصر، بفضل إنجازاته التي لا نزال نلمس أثرها حتى هذا الوقت.

ولد مصطفى علي محمد كامل في 14 أغسطس من عام 1874، وكان والده الضابط بالجيش المصري حينها في الستين من عمره، إلا أنه لمس فيه النبوغ وحب الوطن منذ الصغر.

مصطفى باشا كامل

تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، وذلك لصدامه الدائم مع الإدارة، وإيمانه بحقه، ثم التحق بالمدرسة الخديوية الوحيدة أنذاك، وفيها أسس مع زملائه جماعة أدبية وطنية، وهو في السادسة عشرة من عمره.

التحق بمدرسة الحقوق في عام 1891، والتي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، ثم أخذ يتنقل بين عدد من الجميعات، وهو الأمر الذي أدى إلى صقل قدرته على الخطابة.

إقرأ أيضا :ـ جريدة المؤيد .. حين كان العمل في الصحافة عاراً يمنع صاحبه من الزواج

خلال تلك الفترة استطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم الشاعر الكبير "خليل مطران"، و"بشارة تكلا" مؤسس جريدة “الأهرام”، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدة المؤيد، وإسماعيل صبري الشاعر ووكيل وزارة العدل.

وفي عام 1893 ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، حيث أكمل دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق “طولوز”، وكتب في تلك الفترة مسرحية “فتح الأندلس” التي تعتبر أول مسرحية مصرية.

عاد إلى مصر وذاع صيته، ولمع نجمه في سماء الصحافة، وتعرف على الكثير من مثقفي فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، إلى أن صدر أول كتاب له بعنوان كتاب المسألة الشرقية، في عام 1898، ثم أصدر جريدة اللواء اليومية في عام 1900، وبدأ الاهتمام بالتعليم.

بعد حادثة دنشواى التي وقعت في عام 1906، ألقى مصطفى كامل خطبة حماسية بعنوان خطبة الوداع فى أكتوبر 1907 بالإسكندرية، وهو في حالة شديدة من الإعياء، وقد أعلن فيها تأسيس الحزب الوطنى الذى تألف برنامجه السياسى من عدة مواد أهمها: المطالبة باستقلال مصر، وعمل دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى.

بورتريه لـ مصطفى كامل

علم الزعيم مصطفى كامل في أثناء وجوده ببريطانيا أن لجنة تأسست في مصر برئاسة محمد فريد للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية قيمة، إعلانًا عن تقدير المصريين لدوره في خدمة البلاد، لكنه رفض الفكرة على اعتبار أن ما يقوم به من عمل إنما هو واجب وطني لا يصح أن يكافأ عليه، وفضل بدلًا من ذلك الدعوة إلى اكتتاب لإنشاء أول جامعة مصرية، وكتب ذلك في جريدة “المؤيد”، معلنًا مبادرته بالتبرع بملغ كبير آنذاك وهو 500 جنيه، ولم تكد الجريدة تنشر رسالة مصطفى كامل حتى توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة.

ولأن عملية الاكتتاب لم تكن منظمة، شكّل مصطفى كامل لجنة لهذا الغرض، وتم تأسيس الجامعة في عام 1908 باسم جامعة فؤاد الأول، ثم أصبحت جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وتوفي مصطفى كامل قبل افتتاح الجامعة في 10 فبراير عام 1908، عن عمر ناهز 34 عامًا.