بعد حملة أطفال بلا مأوى .. المواطن تحاور أحد المشردين : هربت من قسوة أبويا
الإثنين 21/يناير/2019 - 05:04 م
تقرير: أحمد محمود
طباعة
جاءت حملة أطفال بلا مأوى ؛ لتبععث نور الأمل إلى المشردين في شوارع مصر من جديد ؛ الذين وجدوا أنفسهم على الأرصفة لعدة أسباب قهرية دفعتهم إلى الهروب من منازلهم واللجوء إلى الشوارع .
فانطلاق حملة أطفال بلا مأوى تعمل جاهدة لانقاذ الآطفال الذين يتعرضون إلى أنواع مختلفة من العنف والاستغلال والإيذاء، ولكل منها سماته الخاصة فأن العنف ضد الأطفال ظاهرة معقدة ذات أسباب متعددة ، من أبرزها الأطفال الناتجين عن حالات الحمل غير المقصود فهم أكثر عرضة للإيذاء أو الإهمال.
وتستغل العصابات حاجة هؤلاء الصغار ويدخلونهم أبواب الإنحراف حيث يجبرونهم على التسول وممارسة الرزيلة وارتكاب الأعمال الإجرامية وارتكاب وقائع النشل وبيع المواد المخدرة ؛ حيث انتشرت ظاهرة الجرائم المرتكبة بحق الأطفال وتفحلت خلال هذه الفترة فى عددًا من مدن ومراكز محافظة الشرقية والقرى التابعة لها؛ لذلك فأن حملة أطفال بلا مأوى هي السبيل إلى انقاذ هؤلاء.
وبالتزامن مع تدشين حملة أطفال بلا مأوى تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ؛ حاورت بوابة المواطن الإخبارية أحد الأطفال المشردين ؛ لتعلم السبب في وجوده على الارصفة.
بدأ الأمر من داخل محطة قطار مدينة ههيا ؛ حيث وجدنا صبى في مقتبل العقد الثاني من العمر يدعى "كريم.ع.ح" ، والذي بلغ 14 عامًا، وكان غارقًا في نومه بجانب شباك التذاكر، مرتديًا ملابس ممزقه وبجواره كيس يحتوي على " بواقي طعام" أعطاه له أحد المسافرين قبل أن يستقل القطار.
أيقظناه فقام مضطربًا من نومه في يده كيسه باحثًا عن حذائه بلهفة شديدة ، قائلًا : "إنتوا حكومه وهتحبسونى والله همشى يا باشا ومش جاى هنا تانى".
فما لبثنا و هدئنا من روعه ، وأخبرناه أننا نجلس بجواره لمساعدته وطلبنا منه أن يروي قصته مع التسول فحكى قائلًا: أنا من الصعيد وهربت من المنزل وجئت إلى هنا؛ نظرًا لكثرة الخلافات مع زوجة والدي التي قسيت علي بعد وفاة والدتي.
وتابع الطفل المشرد: ذات يوم سمعت اتفاقًا بينها وبين والدي، حول رغبتهم في إدخالي ملجأ أو إصلاحية؛ ما دفعني للهروب من المنزل، وعزمت ألا أعود إليه مرة أخرى، واستغليت تلك المحطة لتكون ملاذي من وحشية أبي، فأحصل هنا على عطف الماره والمسافرين .
فلن ينجو هذا الطفل المشرد سوى من خلال مروره عبر بوابة حملة أطفال بلا مأوى ، التي بدأت بالفعل في جهودها المكثفة منذ أيام، وانضم إليها العديد من الشباب.
تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من شباب محافظة الشرقية دشنوا خلال السنوات الماضية حملة تطوعية بإسم "فريق بسمة للإيواء" لمساعدة المواطنين المشردين والمتسولين المنتشرين على أرصفة الشوارع بكافة أنحاء المدن والمراكز المختلفة، عن طريق إيواءهم ومدهم بالغذاء والكساء والعلاج اللازم لهم طبيًا إن تطلب الآمر؛ حيث أن عدد القائمين على هذه المباردرة أكثر من 20 شابا وفتاة يسعون دائما لتلبية احتياجات البسطاء من خلال تقسيم انفسهم على نظام مجموعات والعمل الميدانى بفترات متفاوتة طوال أيام السنه ولا يشغلهم سوى مساعدة جميع الناس خاصة فئات اطفال الشوارع والأسر الفقيرة والمرضى باعتبار ذلك هدفهم الأول الذى يسعون لتحقيقه.