سر الـ 21 طلقة في مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
الإثنين 28/يناير/2019 - 12:07 م
وسيم عفيفي
طباعة
أطلقت 21 طلقة في مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عقب وصوله القصر الجمهوري بمصر الجديدة، وذلك بإطلاق 21 طلقة مدفعية، وكان فى مقدمة مستقبليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس الفرنسي، كما استعرض الرئيسان حرس الشرف.
وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس الفرنسي، كما استعرض الرئيسان حرس الشرف.
21 طلقة في مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
على يد المماليك عرفت مصر "المدفعية" فهي ليس كما يظنها البعض من اختراع محمد علي باشا، ويدلل على ذلك تاريخ الجبرتي في سياق كلامه عن استخدام علي بك الكبير سلاح المدفعية في حربه ضد شيخ العرب همام.
يذكر الدكتور المصطفى محمد الخراط في دراسته عن تاريخ المدافع أن مصطلح مدفع لم يكن معروفاً في المصادر اللغوية القديمة على أنه الآلة الحربية ذات المقصد المعروف، حيث عرّف مصطلح "مدفع" بعد ذلك على أنه سلاح ناري قاذف يبعث بقذائفه عبر مسافات بعيدة، وكان يطلق على المدافع في العصر المملوكي "مكاحل".
يذكر الدكتور المصطفى محمد الخراط في دراسته عن تاريخ المدافع أن مصطلح مدفع لم يكن معروفاً في المصادر اللغوية القديمة على أنه الآلة الحربية ذات المقصد المعروف، حيث عرّف مصطلح "مدفع" بعد ذلك على أنه سلاح ناري قاذف يبعث بقذائفه عبر مسافات بعيدة، وكان يطلق على المدافع في العصر المملوكي "مكاحل".
فكرة إطلاق 21 قذيفة للتحية والتشريف، جاءت عن طريق البحرية البريطانية، والتي كانت تطلق 7 طلقات للمواقع الموجودة على الساحل، بينما تقابلها مدفعيات الساحل بـ 3 قذائف مدفعية، ثم تطورت المسألة حين بدأت البحرية البريطانية تحية الملك بـ 101 طلقة، أما الدول التابعة فتقوم بإطلاق 21 قذيفة.
عن سبب الرقمنة بـ 21 قذيفة يقول السفير نبيل حبشي في توثيقه للاحتفالات "كانت التحية من البحرية البريطانية التى كانت تسيطر على بحار العالم تقريبا للمواقع الموجودة على الساحل سبع طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من على الساحل، يعني 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تُخَزَّن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن"
عن سبب الرقمنة بـ 21 قذيفة يقول السفير نبيل حبشي في توثيقه للاحتفالات "كانت التحية من البحرية البريطانية التى كانت تسيطر على بحار العالم تقريبا للمواقع الموجودة على الساحل سبع طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من على الساحل، يعني 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تُخَزَّن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن"
على المستوى المصري، كان يوم 16 أكتوبر 1869 م هو الموعد الذي عرف فيه المصريون فكرة إطلاق المدافع تحية بالزوار، حيثأطلقت المدفعية المصرية استقبالاً لليخت "نسر" الذي يقل الإمبراطورة أوجيني ضيفة احتفالات قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل، وتكرر الأمر نفسه يوم 16 نوفمبر من نفس العام في مدن القناة، ومع نهاية يوم 19 نوفمبر وهو الاحتفال الرسمي بقناة السويس سمع المصريون صوت الطلقات المدفعية إيذاناً بانتهاء حفل افتتاح قناة السويس.
المفارقة تبدو غريبة أن الخديوي إسماعيل الذي أرسى فكرة الـ 21 طلقة في استقبال كبار العالم، قد ترك حكم مصر وودع العرض بنفس الطريقة سنة 1879 م، ويذكر عبدالرحمن الرافعي في كتاب "عصر إسماعيل" تفاصيل يوم وداعه بقوله " ركب القطار الخاص ، فبلغ الإسكندرية في الساعة الرابعة بعد الظهر واستقبله فيها في محطة القباري محافظ الثغر ، وبعض الرؤساء والكبراء، وركب الزورق المعد له، وتبعته زوارق المشيعين ، وسار حتى استقل الباخرة المحروسة، ولما وصل إليها أطلقت المدافع إذاناً بوصوله ورفعت البوارج الحربية أعلامها تحية له ، واستقبل على ظهر الباخرة بعض المشيعين الذين جاءوا يودعونه الوداع الأخير".
تواصل المفارقات دورها لكن هذه المرة مع يخت المحروسة، فكما شهد نهاية عصر الخديوي إسماعيل، كان نفس اليخت هو وسيلة الملك فاروق في وداعه وعلى نفس طريقة جده، حيث النفي بعد العزل ثم الوداع بالمدافع.
كان الوداع في تمام الساعة السادسة والعشرين دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة، وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها، وفق ما ذكرته السلسلة الوثائقية "الملفات السرية للثورة".