الذكري السابعة لـ مذبحة بورسعيد.. حين أنهت صافرة الحكم حياة 72 مشجع أهلاوي
يأتي اليوم الأول من فبراير ليعيد إلى أذهان جموع المصريين الحدث المأساوي الأكبر في تاريخ الرياضة المصرية وهو اليوم الذي حدثت فيه مجزرة ستاد النادي المصري وراح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير القعلة الحمراء.
حدث أليم وتاريخ فارق في الرياضة المصرية مازال إلى الأن وبعد مرور 7 سنوات عالق في الأذهان لا ينسى سواء من لاعبي النادي الأحمر الذين شهدوا الأحداث أو جماهير الأهلي أو المنظومة الرياضية بشكل عام
وكان قد قرر مجلس إدارة النادي الأهلي المصري برئاسة محمود الخطيب، في اجتماعه الأربعاء، إحياء ذكرى شهداء النادي بمجزرة بورسعيد.
الذكري السابعة لـ مذبحة بورسعيد.. حين أنهت صافرة الحكم حياة 72 مشجع أهلاوي
ويتواجد المجلس بكامل هيئته أمام النصب التذكاري صباح اليوم من أجل وضع إكليل من الزهور في حضور ممثلين عن فريق كرة القدم وقطاع الناشئين وباقي الفرق الرياضية.
كما قرر المجلس فتح أبواب النادي في مقر الجزيرة وفرعي مدينة نصر والشيخ زايد لاستقبال أُسر الشهداء وذويهم، وقضاء اليوم مع مسئولي النادي.
بداية الأحداث:
قبل 7 سنوات وبداية اليوم المشؤوم في تاريخ الكرة المصرية 1 فبراير وتحديدا في مباراة الأهلي والمصري على ستاد بورسعيد الذي بدأت منها شرارة الكارثة، وعلى الرغم من أنه كان هناك بوادر بحلول أزمة كبرى منذ وصول أتوبيس الي ينقل جماهير الأهلي واللاعبين داخل مدينة بورسعيد وحدثت اشتباكات بين جماهير المصري ومهاجمة الأتوبيس بالحجارة والشماريخ، إلا أن الجميع تجاهل هذا المشهد ولم يكن يتوقع أحد أن يصل الأمر لضحايا ووفيات خاصة أن في مثل هذه المباريات الحماسية اعتاد الشارع المصري على حدوث مثل هذه المناوشات قبل اللقاء.
ومع إطلاق صافرة بداية المبارة بدأ الوضع ينذر بحدوث كارثة حقيقية حيث مع إحراز أي هدف لكلا الفريقين وبين شوطي المباراة يحدث اقتحام جماهير بورسعيد لأرض الملعب بأعداد غفيرة، دون ادنى رقابة ومع مرور الوقت بدأ يتبادل جماهير الأحمر وبورسعيد إطلاق الشماريخ في المدرجات في مشهد غريب ودموي.
وتكرر اقتحام جماهير النادي المصري والنزول إلى أرض الملعب أكثر من مناسبة في المباراة بكل سهولة دون أي تدخل أمني واستسلام كامل في مشهد تعجب له الكثيرون، إلا أن بدأت الكارثة الحقيقة فور إطلاق حكم اللقاء صافرة نهاية المباراة معلنا فوز المصري على الأهلي بنتيجة 3\1 وعلى الفور اندفعت أعداد تقدر بالألف من جماهير المصري واقتحمت أرض الملعب متجه إلى مدرجات الأحمر وقامت بالاعتداء على لاعبي الأهلي قبل أن تشتبك معهم بالحجارة والأسلحة البيضاء وتتبادل إطلاق الألعاب النارية اتجاه جماهير القلعة الحمراء مما أدى إلى التدافع الشديد بين الجماهير، وهو ما تسبب في وقوع المزيد من الضحايا من جانب جماهير الأحمر.
استغاثات ومشاهد دموية:
أحداث دامية ومأسوية شهدها ستاد بورسعيد وتحديدا في المدرج الشرقي الذي كان شاهدا على سقوط 72 شابًا من جمهور الأهلي قتلوا بأبشع الطرق الممكنة ومن يومها لم يعد شيئًا كما كان في الكرة المصرية.
لم تكن هذه الحادثة أن تمر بشكل طبيعي فهي تركت أثار في أذهان جميع المصريين واصبحت من العلامات السوداء في تاريخ الكرة المصرية وأثرت بشكل كبير في انحدار مستوى الرياضة في مصر لسنوات عديدة ومازالت حتى الأن لها أثار سلبية خاصة على الجانب البورسعيدي.
وفور وقوع عدد من الضحايا والمصابين داخل غرف ملابس لاعبي الأهلي بدأت الاستغاذات سواء من المسؤولين أو اللاعبين عبر القنوات الفضائية مطالبين بسرعة التدخل لمحاولة السيطرة على مشهد لم يتوقعه أحد دماء وجرحى ما بين الشباب والكبار في مباراة كرة قدم، إلا أنه لم تستطع وقتها قوات الأمن من السيطرة على الوضع خاصة أن في هذا التوقيت كانت تعيش مصر ظروف أمنية غير مستقرة.
وعقب الأحداث الدامية وسقوط الشهداء وفي مشهد جلل بدأت جماهير الأحمر تحشد لاستقبال المصابين والعائدين من رحلة الموت من بورسعيد إلى القاهرة في محطة مصر وأمتلأت جماهير الأهلي وأهالي المصابين المحطة مرددين هتافات غاضبة ومطالبة بالقصاص وأخذت سيارات الإسعاف تقوم بنقل المصابين إلى المستشفيات.
أحكام بالإعدام:
بعد القبض على عدد من المتورطين من جماهير النادي المصري، وإجراء التحقيقات، حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد، المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية، وفي 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقاً على 21 من 73 متهماً وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على 10بينهم 5 من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، و10 سنوات على 6 متهمين، ، بينما قضت ببراءة 28 متهماً.
العالم يتعاطف مع شهداء الأهلي
ردود فعل دولية بدأت في التحرك والتعاطف مع هذه المجرزة الدموية حيث أعلنت جميع دول العالم حالة الحداد على ضحايا المذبحة وقرر الفيفا تنكيس أعلامه، وحرصت جميع المنتخبات والأندية التى خاضت مبارياتها بعد وقوع الكارثة على الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا وارتدوا شارات سوداء، لاسيما فى كأس الأمم الأفريقية والدورى الإسبانى والإنجليزى والألمانى والفرنسى والإيطالى.
نتائج الكارثة:
بعد وقوع هذه الكارثة التي حلت بالكرة المصرية وأصابت الجميع بالهلع حيث أدت إلى شلل كامل للكرة في مصر والدخول في حداد لأكثر من عام ولم تنتظم المسابقة المحلية بشكل أمثل، ومازالت بعد 7ىسنوات تلقي بظلالها إلى الأن.
ولكن كان أول توابع الفاجعة إلغاء مسابقة الدوري أكثر من مرة ، أما النادي المصري فنال نصيب الأسد من الضرر فقد وقعت عليه عقوبات مغلظة وهي حظر اللعب على ملعب استاد بور سعيد لمدة 4 سنوات من تاريخ العمل بالقرار، نتيجة للاحداث التي وقعت به، وتقرر استبعاد الفريق الأول للمصري من المشاركة في أنشطة الاتحاد المصري لمدة موسمين 2011/2012 و2012/2013 قبل أن تخفف عليه العقوبة لمدة موسم واحد.
ومازال إلى الأن ومنذ وقوع مجرزة بورسعيد لم يلعب النادي المصري أي مباراة محلية على ملعبه.
غياب الجماهير وتأثر الكرة المصرية:
أثر هذا الحادث بشكل كبير على مستقبل الكرة المصرية خلال السنوات السبع الأخيرة وبادت مسابقة الدوري المصري والمسابقات المحلية دون جماهير وشهدت المباريات تشديدات أمنية كبيرة وعدم الموافقات والسماح بحضور الجماهير مرة أخرى وغابت الجماهير المصرية عن المدرجات بأعداد غفيرة إلى الأن ، إلى أنه تحسن الوضع في الآوانة الأخيرة بعدما تم السماح بدخول عدد محدد من الجماهير لمباريات الدوري المصري.
حل الروابط
منذ وقوع الحادثة واتخدت الدولة المصرية قرارات صارمة من ضمنها حل جميع روابط التشجيع في الأندية والقضاء على ظاهرة "الألتراس" ومنذ هذا الحادث واختفى بشكل كامل روابط التشجيع في المدرجات.