رغم ترميمه وافتتاحه.. شروخ قاتلة تضرب جدران مسجد زغلول الأثري برشيد
الثلاثاء 05/فبراير/2019 - 06:18 م
محمد وجيه
طباعة
تتميز مدينة رشيد بتاريخها الوطني وتراثها المعماري الإسلامي الفريد، ويتجلي ذلك في مساجدها الأثرية خاصة المساجد التي أنشئت في عهد الدولتين المملوكية والعثمانية.
كما أنها تعتبر متحف من المتاحف المفتوحة للآثار الإسلامية وأكبرها بعد القاهرة، ومنها مسجد زغلول الأثري، والذي سوف نتحدث عنه في السطور التالية.
يعد مسجد زغلول؛ أحد المساجد التي أنشئت في عصر الدولة المملوكية في مدينة رشيد في القرن السابع عشر الميلادي، يتكون المسجد من جزأين، أحدهما أنشأ في العصر المملوكي، ويعرف بأسم "الديوانى "، نسبة إلى منشئه الذي كان يتولى الديوان في المدينة في ذلك الوقت، ويقع في الجهة الغربية من المدينة الآن، والجزء الثاني يقع في الجهة الأخرى، وأسسه "زغلول " أحد مماليك السيد هارون، أحد الأمراء الذين عاشوا في القرن السابع عشر، وبه يوجد ضريح "زغلول"، والذي يبلغ طول المسجد 90 مترا، وعرضه 48 مترا، وكان يحتوى على 244 عمودا من الرخام والجرانيت، وأنشىء سقفه على شكل قباب صغيرة من الطراز العثماني.
ولمسجد زغلول دور تاريخي، ووطني في مقاومة أهل رشيد الشعبية لحملة فريزر، عندما جاءت حملة فريزر عام 1807، حيث كانت خطة "علي بك السالونيكي"، حاكم رشيد، أن أصدر أمرًا لأهلها بالاختباء داخل منازلهم حتى يعطي لهم إشارة بدء المعركة، ودخل الإنجليز المدينة الهادئة، ولم يجدوا أمامهم عدوًا، لكن سرعان ما انطلقت إشارة المقاومة المُتفق عليها من فوق مئذنة مسجد زغلول بصيحة "الله أكبر" لتبدأ مقاومة الحامية والأهالي من داخل المنازل، وبلغ عدد القتلى حين ذاك نحو 170 قتيلا و250 من الجرحى وأسر المصريون منهم 120 أسيرا، فانتقم الإنجليز بقصف المئذنة لتهدم أجزاء منها، لتظل شاهدًا على الأحداث التاريخية العظيمة التى شهدها هذا الجامع في فترة هامة من تاريخ مصر.
أما عن حال مسجد زغلول الآن، فيعاني القطاع الغربي للمسجد الأثري، من انخفاض مستوى الأرضية عن مناسيب الشوارع الخارجية المحيطة به، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بداخله، وانهيار أجزاء كثيرة من الجدران و الأعمدة والأكتاف الحاملة للمسجد، وفقدان السلامة الإنشائية لها، واندثار معظم زخارفه، الأمر الذي دفع وزارة الآثار للتدخل الفوري وإعداد مشروع لترميمه، وإسناده إلى شركة متخصصة بتكلفة إجمالية تصل إلى ٢٥ مليون جنيه.
وشملت أعمال ترميم القطاع الغربي لمسجد زغلول الأثري، بمساحة قدرها 2400م2، تدعيم أساسات المسجد والمباني والأرضيات والقباب وعزلها بنفس المواصفات الفنية والأثرية، وأعمال النجارة والميضة ودورة المياه وأعمال الكهرباء، وأعمال الترميم الدقيق والمنبر ودكة المبلغ واللوحات التأسيسية، وأعمال الهندسة الإلكترونية، بتكلفة بلغت ١٧ مليون جنيه.
وأما عن القطاع الشرقي للمسجد فقد تضمنت فك المئذنة طبقًا لقرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، حيث أنها كانت تعاني من أضرار جسيمة وأوشكت على الانهيار، كما تمت أعمال فك الحوائط والقباب والأعمدة، وتم وضع الأساسات الخازوقية به، ولا تزال أعمال الترميم مستمرة بداخله.
وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور محمد مختار وزير الأوقاف، قد افتتح المرحلة الأولى من ترميم مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة في الخامس عشر من مايو عام 2018.
فيما تقدم أحمد السمري المحامى بالنقض، ببلاغ إلى نيابة رشيد، رقم 251 إداري رشيد لعام 2019، ضد مدير أوقاف رشيد، ومدير آثار رشيد، بشأن واقعة تسرب مياه أمطار من بعض أجزاء سقف مسجد زغلول الأثري.
وقررت نيابة رشيد، ندب لجنة من الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد لفحص الشروخ والتصدعات في مسجد زغلول الآثرى وتقديم تقرير مفصل عن حالة المسجد، وأمرت نيابة رشيد، باستدعاء مدير أوقاف رشيد، ومدير آثار رشيد، لسرايا النيابة لسؤالهم حول الواقعة.
ومن جانبه قال الشيخ محي عبد المحسن الشريف مدير أوقاف رشيد، إنه تلقى استدعاء من النيابة للإدلاء بشهادته في بلاغ قدمه،أحمد السمري، المحامي بالنقض، بشأن واقعة تسرب مياه أمطار من بعض أجزاء سقف مسجد زغلول الآثري، وأضاف "الشريف" أن وزارة الأوقاف هى الجهة المسؤولة عن المساجد الأثرية دعويا، وكذا حراستها وإقامة الشعائر بها، أما الترميم فهو أمر يرجع إلى وزارة الآثار باعتبارها الجهة المنوط بها هذه الأعمال.