صور| بائعة خضار تربي خمسة أيتام بجانب أولادها الثلاث..وتحلم بجائزة الأم المثالية
الجمعة 08/فبراير/2019 - 10:18 ص
المنوفيه - راشد لاشين
طباعة
نسمع ونقرأ ونرى بطولات لأمهات مصريات يعشن ليعطين للأجيال القادمة دروسا في تحمل المسئولية، بل ومسئوليات الغير كما سنرى في السطور القادمة، والعجيب أنه رغم الظروف الصعبة التي يمررن بها، إلا أنهن تقابلن كل هذه المسئوليات والمحن بابتسامه تملأ وجوههن، فيها إنكار للذات، ورسالة للجميع بأن كل هذه المهام من الواجبات عليهن والتي لابد من فعلها.
نموذج اليوم للأم المصرية "فوزية موسى عيد القلا" 69 عام، مقيمة بمدينة شبين الكوم، وشهرتها أم ليلى بائعة الخضار، أرمله منذ 4 أعوام لرجل كان يعمل "ترزي" توفي وعمره 70 عام، ويدعي "صبحي السيد محمد" ولديها 3 أولاد "ليلي" الكبيرة التي توفيت هي وزوجها وتركت لأمها 3 بنات" الأولى كانت طالبة بكلية الآداب، والثانية طالبة في دبلوم والثالثة طالبة بالثانوية العامة، فقامت على رعايتهم وزوجت الأولي والثانية، ولم يتبقى لها سوى الطالبة الثالثة، تنفق عليها وترعاها.
أما عن ابنها الثاني "صلاح" تزوج وذهب لمصر يعمل بإحدى مصانع الملابس والثالثه"سماح" موظفة بكلية الاقتصاد المنزلي ومتزوجة، كل هذا من السعي وتجارة الخضار، حيث أنها تعيش وتتاجر بمنزل آيل للسقوط، على مساحة 40 متر مكون من طابقين ولكن تعيش وكلها سعاده وتفتخر بما تفعله معلنة للجميع بأن السعادة ليست بالمال أو السكن وإنما بأن ترى حصاد عمرك أمام عيناك.
"ام ليلي" بائعة الخضار التي كانت تعمل "عاملة" في تحضير المعامل بكلية الزراعة، ثم أحيلت للمعاش، ولكنها لم تحتمل أن تعيش بدون عمل حتى مرضت وعندما ذهبوا بها إلى الأطباء شخصوا مرضها بالمرض النفسي، نظرا لعدم عملها، وقامت بهدم غرفة في بيتها في الدور الأول وحولتها إلى دكان صغير للبقالة البسيطة وأمام بابه فرش الخضار الذي يعينها على متاعب الحياة، حيث أنها تتقاضى معاشا لها ولزوجها وابنتها وكل ما تحصل عليه لا يتجوز الـ2000 جنيه.
وكانت المفأجاة في حياة "أم ليلي"بائعة الخضار، أنها منذ ما يقرب من 21 عاما، قدم لها زوجها طفلة عمرها 3 سنوات ونصف وطفل عمر شهرين، وقال لها هؤلاء الأطفال وجدتهم بالشارع دون أب أو أم أو مآوي، فلم تتردد في اعتبارهم ضمن أولادها وقامت على تربيتهم ورعايتهم حتى حصلت الطفلة على الشهادة الجامعية وتزوجت أيضا منذ 3 أعوام، والطفل طالب الآن في التعليم الجامعي، ومقيم معاها تسعى عليه هو وابنة ابنتها الطالبة بالجامعة أيضا، ولكنها لم تفرق بين جميع الأولاد، حتى أن ابنها الأكبر يحب أخيه الصغير ويرعاه أكثر من أولاده، ولم تعلن إلى الآن لأبنائها هذه الرؤية، مشددة على أنها لا ترغب في شئ إلا أن تزوج ابنها الأخير وبنت بنتها، لتكون بذلك قد أكملت حياتها وأدت رسالتها، معبرة عن سعادتها بما تقدمه، متمنية أنه إذا أرادت الدولة أن تقدرها فلا تريد إلا لقب الأم المثالية.