فيديو| مسجل خطر يناشد السيسي: المجتمع رافضني.. وبتمنى أعيش حياة كريمة
الجمعة 08/فبراير/2019 - 12:45 م
مريم حسن
طباعة
بعض المسجونين على اختلاف مبررات سجنهم، كانوا في حاجة إلى السجن بحق، لكي تصحوا ضمائرهم النائمة داخل زنزانة ربما تكون أبدية، أو كانوا في حاجة إلى عزلة تامة ليجمعوا ما تبقى من أشلاء أنفسهم، هؤلاء السجناء لم يتذمروا يوما على زنزانتهم البائسة، وإنما شكروها وقدموا لها كل الامتنان والعرفان على تلك الفرصة التي منحتهم إياها؛ كى ينفردوا بنفسهم في البعد عن وحشية المجتمع وضوضاء الحياة.
رصدت عدسة "بوابة المواطن" الإخبارية، قصة "مسجل خطر"؛ قضى 28 عاما من عمره داخل زنزانة واحدة، لكن عندما خرج من ظلمات السجن إلى نور الحياة وجد كل الأبواب مغلقة في وجهه، عانى من التنمر المجتمعي، فأدرك بعد فوات العمر أن الحرية ليست ملكه، وأن السجن رغم وحشيته هو عالمه الجميل الودود، الذي كان يستقبله بحفاوة ولم يغلق أبوابه فى وجهه يوما.
"انا رجل مسجل خطر وسابق اعتقالي بس التزمت وعايز أعيش زى ما الناس عايشة" هكذا عبر محمد عبدالفتاح بصوت يغمره الحزن والندم، وعيون تتألم من وحشية الوحدة التى عاناها طوال 28 عاما خلف قضبان السجون؛ عن التنمر المجتمعى الذى يواجهه، بعدما أوقع به سوء القدر في شباك الجريمة.
يقول محمد عبدالفتاح أحمد السيد منصور، وشهرته محمد البغدادى، والبالغ من العمر 42 عاما، المقيم فى مساكن الناصرية الجديدة، بلوك 1، مدخل 3، شقة 15، بحى العامرية ثان، غرب الإسكندرية، خلال لقائه مع "بوابة المواطن"، إنه عندما خرج من السجن وجد المجتمع يرفضه بشدة، والجميع يتنمر له، أحس وكأن آلة الزمن انتقلت به لعالم آخر لم يكن هو جزءا منه.
عانى "البغدادي" من الفيش والتشبيه الذي ظل يمنعه من الالتحاق بأي عمل شريف، قائلا: "المجتمع رافضني والناس كلها بتتهرب مني؛ حتى أصحابي وأهلي بيستعروا منى، بعد ما خرجت من السجن روحت أسأل على شغل فى الشركات والمصانع اللى فى العامرية، بس لما بيعرفوا إنى سوابق بيقولولى مش عايزينك معندناش شغل ليك، حتى أصحاب المحلات مش عايزين يشغلونى عندهم".
مبادرة الرئيس السيسي لتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق مبادرة وطنية لتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدا أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي، فهو الذى خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجردا وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وفي إطار ذلك ناشد "البغدادى" الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوفير مصدر رزق له، باعتبار أنه من أكثر المواطنين الأولى بالرعاية والاهتمام.
وأضاف "البغدادى" قائلا " عندي 42 سنة ومش لاقى مصدر رزق أكل منه عيش، انا سمعت ان الرئيس السيسي بيحاول يصلح البلد عشان يخلى حياتنا أحسن، عشان كده أنا بوجه رسالتي للسيسي، انا عايز مصدر رزق أكل منه أنا وبنتى المسكينة"
وتابع "عايز أكل بالحلال ياريس، والدتى بتقبض معاش ابويا وبتصرف عليا، رجل عنده 42 سنة والدته بتاكله وتشربه وتجيبله علبة السجاير!، عيب اوى لما والدتى هى اللى تصرف عليا بدل ما أنا اللى اصرف عليها، أنا بعترف انى غلطت كتير؛ بس انا خلاص دفعت ثمن غلطتى وقضيت عمرى كله فى السجن، وندمان على اللى عملته، ونفسى أعيش زى ما الناس عايشة وأكل بالحلال".
أوضح "البغدادى" إنه بذل محاولات مضنية مع شئون المساجين بمصلحة السجون للحصول على معاش وكشك، متمنيا أن ينظر له الرئيس عبدالفتاح السيسى بعين العطف والرحمة؛ كما تعودنا منه دائما، لكى يحصل على حقه، متابعا " لما خرجت من السجن عطونى جواب عشان استلم كشك ومعاش ولحد دلوقتى مخدتش حاجة كل ما اروح اسال فى مصلحة السجون يقولولى مفيش".