مساعد وزير الخارجية الأسبق في حوار لـ "بوابة المواطن": في عهد السيسي مصر تتربع على عرش القارة السمراء

السبت 09/فبراير/2019 - 08:33 م

مساعد وزير الخارجية الأسبق

أحمد عبد الرحمن

تفصل مصر ساعات قليلة عن رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019، المقرر انعقاده غدًا الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تناقش مصر أهم القضايا والأزمات التي تواجه القارة السمراء، ويأتي على رأسها الإرهاب وأزمة سد النهضة، وبالإضافة إلى مناقشة التكامل الاقتصادي والربط الجوي والبري عن طريق سكك حديده بين دول الاتحاد الأفريقي، وأيضا بحث القضايا الصحية والاجتماعية، وتطبيق برنامج 100 مليون صحة في البلاد الأفريقية.

ولذلك كان لـ " بوابة المواطن " حوار خاص مع السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، حول ترأس مصر للاتحاد الأفريقي 2019، وأولويات مصر خلال فترة رئاستها لحل قضايا القارة السمراء، والقضاء على الصراعات الداخلية.

كيف تستفيد مصر من رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019 ؟

رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019، فرصة ذهبية لمصر، من أجل ترسيخ الريادة الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية.

كما أنه انطلاقا من حقيقة تاريخية وجغرافية أن مصر قوة أفريقية مثلما هي قوة عربية ومتوسطية، فأمن واستقرار مصر وازدهارها الاقتصادي يرتبط ارتباطًا عضويا بنهر النيل الذي ينبع من أدغال وهضاب أفريقيا وعليه فإن الأمن القومي المصري يتأسس علي أمن واستقرار الدول الأفريقية، وعلى إقامة علاقات ثنائية قوية ومستدامة مع كافة الدول الأفريقية.

كيف تنظر إلى دور مصر إفريقيًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ؟

ما لاشك فيه أن الرئيس السيسي خلال ولايته الأولي والثانية حرص علي توثيق وتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية، ولم تكن محض الصدفة أن تكون الزيارة الخارجية الأولي للسيسي في نهاية يونيو٢٠١٤ هي لحضور القمة الأفريقية آنذاك.

ثم توالت زيارات الرئيس لعدة دول أفريقية بحيث مثلت هذه الزيارات مجتمعة خلال الخمس سنوات الماضية نسبة 30%؜ من إجمالي الزيارات الخارجية له، والتي قاربت ٦٧ زيارة للخارج، بالإضافة إلى المشاركة في أغلب القمم الأفريقية التي انعقدت في نفس الفترة.
في هذا السياق، أود الإشارة إلي الاهتمام الخاص والملموس للرئيس بتعزيز العلاقات الثنائية مع دول حوض النيل بما في ذلك إثيوبيا.

ما هي العقبات التي تواجه أفريقيا في مجال التجارة البينية ؟

غياب البنية التحتية وعدم وجود تسهيلات وضمانات مصرفية ومالية كافية لتعد من أهم العقبات أمام زيادة معدلات التجارة البينية بين الدول الأفريقية وبمقارنة نسبتها بنسبة التجارة البينية بين دول الاتحاد الأوروبي علي سبيل المثال سنجد أن نسبتها في أفريقيا في عام ٢٠١٧ هي ١٧٪؜ من إجمالي صادراتها للعالم الخارجي، بينما تصل النسبة في الاتحاد الأوروبي إلي ٦٩٪؜ من مجموع الصادرات الأوروبية للدول غير الأعضاء في الاتحاد.

إقرأ أيضا :ـ

ناشط إرتري لـ"بوابة المواطن": ترأس مصر للإتحاد الإفريقي قد ينجح في تصحيح أخطاء الماضي

والآمال معلقة علي دخول الاتفاقية القارية لإنشاء منطقة تجارة حرة في أفريقيا حيز التنفيذ، هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في مارس ٢٠١٨.

وتقدر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة أن إزالة ٩٠٪؜ من الرسوم الجمركية علي الصادرات فيما بين الدول الأفريقية سيساهم في زيادة نسبة التجارة البينية إلي ١٥٪؜ ( ٥٠ مليار دولار) و٢٥٪؜ ( ٧٠ مليار دولار) وهذا يتوقف علي مدي نجاح إجراءات تحرير التجارة بحلول عام ٢٠٤٠.

ما هي أولويات مصر خلال فترة ترأسها للاتحاد الأفريقي ؟

إن أولويات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبنية التحتية، بالإضافة إلى محاربة الفساد، وتعزيز الشفافية والمحاسبة المالية، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وتمكين المرآة والشباب والتعليم، وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتسوية المنازعات والصراعات المسلحة بالطرق السلمية، ومحاربة الإرهاب.

وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية مما يخدم الخطط التنموية الأفريقية
وكافة المجالات الآخرى مثل عمليات حفظ السلام ومحاربة الإرهاب والتطرف وربط أجندة ٢٠٦٣ الأفريقية بخطة ٢٠٣٠ للأمم المتحدة.