ولمَّا نقول انطلاقة ملتقى الشباب العربي والإفريقي؛ فإن كلمة «انطلاقة» تستدعي إلى الذهن انطلاقة أخرى، وهي انطلاقة وطن، انطلاقة وطن كاد أن ينتهي ويموت، لولا أن قيَّض الله تعالى له أبناء مخلصين؛ كانوا بالمرصاد لقوى شرٍّ كثيرة حاولت قتله، وحاولت تدمير مجتمعنا وتفكيكه.
مصر تسير بخطى ثابتة لهذه الأسباب
ويأتي الملتقى ضمن عدد كبير من المؤشرات والأحداث، التي تؤكد على أن مصر تسير بخطىً ثابتة، على طريق نهضتها واستعادة دورها ومكانتها الإقليمية والدولية من جديد.
والمتأمِّل في الواقع الذي تشهده مصر حاليًا؛ سوف يجد أنها ومنذ سنوات قريبة أخذت قرارًا حاسمًا بالمضي في طريقها، مهما كانت العقبات والتضحيات.
وعندما نتكلم عن التضحيات؛ فإننا نستعيد هنا تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي كثيرًا ما يؤكد فيها على أن أعظم عوامل نجاح مصر في السنوات الماضية، كان هو الشعب المصري؛ الذي قدَّم أعظم ألوان التضحيات، راضيًا، وعن طيب خاطر لأجل وطنه.
ثم تأتي مؤسستنا العسكرية العظيمة، وجيشنا الباسل، الذي أزهق كل مخططات أهل الشر الذين أرادوا بهذا الوطن سوءًا، وقدم لأجل هذا الكثير من أرواح ودماء الشهداء من أبنائه.
أهل الشر انهزموا
ذلك النجاح الذي حققته الدولة ومؤسساتها، بالتعاون مع المجتمع بالكامل، أتى برغم أهل الشر فهؤلاء كُثُر، ففيهم حكومات وأجهزة مخابرات دولية على أعلى مستوى، بالتعاون مع جماعات ظلامية، أسستها هذه الأجهزة والحكومات التي لا تريد أن ترانا مجددًا في صفوة الأمم، من أجل تفكيك مجتمعاتنا، وتدمير بلداننا، على النحو الذي وقعت في فخه بلدانٌ أخرى في منطقتنا.
صورة مصر الخارجية
والملتقى، جزءٌ من هذا الذي تقوم به مصر من أجل إعادة إنتاج صورتها الخارجية، ونقل صورة أكثر إيجابية عن الأوضاع الداخلية في البلاد، والتأكيد على كذب كل ما يدعيه الإعلام الضد الذي يمارس عمله من عواصم فشلت في تنفيذ مخططاتها في بلادنا، ولكنها نجحت للأسف في دول أخرى، لم تملك الرؤية التي نمتلكها في مصر.
وهذا يقودنا إلى نقط، قد يراها البعض أنها تأتي منِّي في إطار من "البروباجندا"، إلا أنها تبقى عبارات مبنية على أمورٍ موضوعية، وهي أنه لولا وجود إرادة سياسية ترعى كل هذا الجهد الذي نراه منعكسًا في صور وأرقام.
صور تبرز حقيقة الإنجازات المتحققة، في مدنٍ جديدة، ومحطات كهرباء، وموانئ، ومناطق صناعية، وكلها أمورٌ متحققة على الأرض، ولا تندرج أسفل عبارة "سوف نفعل"؛ إطلاقًا، فكله موجود ومسجَّل في صور ومقاطع مصورة وبرامج، تثبت أنه حقيقة.
الاقتصاد المصري قبل ملتقى الشباب العربي والأفريقي
الأرقام تقول بأن الاقتصاد المصري، حقق في 2018م، ومرشَّح أن يحقق في 2019م، مستويات من النمو، لم يحققها منذ 2010م، بين 5.4 إلى 5.8 بالمائة على أساس سنوي.
إننا في هذا الوطن الطيب، ونحن نستقبل ضيوفنا من رواد مؤتمر الشباب العربي والأفريقي، لنرسل رسالة سلام للعالم، ونقول لهم إن وطننا بخير، ونؤكد على أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في دورته هذا العام، ليست مجرد رئاسة دورية، وإنما سوف يرافقها أفعالٌ تعود بها مصر إلى موقعها الرائد في هذه القارة التي هي مدينة لمصر بتحررها من الاستعمار.
وإخواننا العرب والأفارقة؛ إذ نزداد بهم شرفًا وحبورًا، يعلمون قدر مكانتهم من مصر. مصر الأمة.. مصر الأم.. مصر الرائدة.. مصر التي اخترعت كل أصول قواعد الحضارة الإنسانية، بدءًا من القلم، ووصولاً إلى العمارة والتشييد والهندسة والزراعة، والتي لولاها، ما قامت في هذه الأرض حضارة.