خاص| «الفيل الأزرق» على قائمة جرائم التعاطي
الأحد 03/مارس/2019 - 01:28 م
إسلام النجار
طباعة
أصبح الفيل الأزرق ليس عنوان لرواية أو فيلم ، فأنه في الآونة الأخيرة حل علينا نوعا جديد من أنواع الإدمان ، احتل المرتبة الأولى بين فئة الشباب يطلق عليه عند مدمنيه مخدر « الاستروكس»، أو كما يطلق عليه في عالم الإدمان «الجوكر، التعويذة، الفيل الأزرق».
الديلر، هو حلقة الوصل بين المادة والحالة التي لا تخلوا حياتها من التعاطي والإدمان، حيث تبدأ رحلة البحث اليومية للآلاف من الشباب عن« الاصطباحة» والتي تعرف بـ« سيجارة الحشيش» .
الاصطباحة
يهاتف أحد الأشخاص، « الديلر»، أوالشخص الذي يتعامل معه، لكي يحضر له طلبه وإذ فجأة يخبره بأن هناك عجز شديد في مخدر الحشيش، ولكن هناك بديل أو نوعاً آخر من المخدرات، مفعوله أقوى من سيجارة الحشيش، وهو ما يعرف بالاستروكس.
صنف خبراء مكافحة الإدمان مخدر الاستروكس إلى نوعان، الأخضر؛ وهو عبارة عن نبات البردقوش تضاف إليه المادة الفعالة عن طريق رشه، والنوع الثاني تبغ غولدن فيرجينيا، يُضاف إليه المخدر بالطريقة نفسها، كما أوضحوا بأنه لا يوجد ما يسمى بـ « سيجارة الاستروكس»، مثل الحشيش، وإنما تسمى « إسبلف»، بما يعادل 8 أنفاس للسيجارة الواحدة.
مخدر الاستروكس
أحد الذين أقلعوا عن مخدر الإستروكس
وأما عن تفاصيل مخدر الاستروكس يسرد «أحمد.م.س» 29 عاماً، أحد الشباب الذين أقلعوا عن تعاطي المخدر لـ «بوابة المواطن» قصته قائلاً: «مع بداية النفس الثالث بتفقد تركيزك تماماً، وممكن يخليك ترتكب جرائم ومتعرفش انت بتعمل إيه، دا غير إنك ممكن تشوف أي شكل قدامك بأشكال متعددة».
وتابع أحمد، «عندما تندمج مع سيجارة الاستروكس الدنيا بتلف بيك، وبتكون تايه ومتعرفش إنت قاعد فين أو حتى إنت مين، وبيحصل غياب وعي وعقل بشكل تام وبياخدك لكوكب تاني غير الكوكب اللي إحنا فيه».
واستكمل أحمد، « مرة تخيلت إن أنا في مهمة لوصول كوكب المريخ، وقعدت مع أصحابي هناك وعزموني وأصروا إن أكمل يومي معاهم علشان نصطبح مع بعض، والمسافة قطعت معايا من كوكب الأرض لكوكب المريخ 12 ساعة في الذهاب و 12 ساعة في العودة».
واختتم أحمد سرد قصته قائلاً: « أخطر مخدر كفيل بتدمير شعوب هو مخدر الاستروكس، وأعراضه خطيرة جدًا، مش عارف ليه لحد الآن لم يتم إدراج المخدر ضمن جرائم التعاطي والاتجار، ومشكلته الأكبر إنه لم يتم اكتشاف تعاطيه من خلال التحاليل، ويمكن دا أكتر سبب لإقبال الشباب عليه».
مدمن استروكس يروي قصته
25% من المكالمات الواردة عبر الخط الساخن بنصدوق مكافحة وعلاج الإدمان خلال الـ 3 شهور الأخيرة الماضية، لمدمنين يتعاطون ويبحثون عن طريقة للإقلاع عن مخدر الاستروكس.
من جانبه قال الدكتور « إبراهيم عسكر» مدير البرامج العلاجية بصندوق مكافحة المخدرات والإدمان، تقدم الينا خلال الـ 3 أشهر الأخيرة أكثر من 116 ألف مريض، تقسموا إلى 4 أنواع، وكان النوع الأول البانجو والحشيش، والنوع الثاني الهيروين والنوع الثالث الترامادول والنوع الرابع الإستروكس.
وأضاف« إبراهيم عسكر» في تصريح خاص لـ «بوابة المواطن»، تربع الترامادول على عرش التعاطي للمواد المخدرة بنسبة 58%، وأما عن الاستروكس فكانت نسبته تصل إلى 25% من حجم الاتصالات التي وردت إلينا خلال الـ 3 شهور الأخيرة الماضية.
وتابع « إبراهيم عسكر» ، إن صندوق مكافحة المخدرات والإدمان يصدر تقرير كل 6 شهور يتضمن حجم ونسب الإتصالات التي تصل إلينا عبر الخط الساخن، وكان التقرير الذي صدر مؤخراً كان يقول أن حجم الإستروكس 4% فكون إنه يزيد لأكثر من 25% فهذا دليل على إن الإقبال قوي عليه، بالإضافة إلى زيادة الإقبال على الإقلاع منه.
وأوضح « إبراهيم عسكر» ، أن مخدر الاستروكس ينتشر بين الأعمار الصغيرة من 16 إلى 28 عاماً، ولا يظهر في التحاليل التي تجريها الشرطة حالياً، لذا يقبل عليه العديد من الشباب الذين يخضعون لتحليل دوري للدم في عملهم.
الدكتور إبراهيم عسكر، مدير البرامج العلاجية بصندوق مكافحة المخدرات والإدمان
رأي خبير أمني في مكافحة الإدمان
قال اللواء« سامح الكيلاني» مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات الأسبق، أن الإقبال على مخدر الاستروكس شديد نظراً لأنه أرخص ثمناً وأقوى تأثيرًا، والاستروكس عبارة عن مخدر حشيش اصطناعي وهذه أملاح يتم إنتاجها كميائياً في بلاد شرق أسيا منها « الهند، والصين، واليابان، وبورما».
وأضاف اللواء « سامح الكيلاني» في تصريح خاص لـ « بوابة المواطن»، إن مادة مخدر الاستروكس تدخل مصر عن طريق المعطرات العشبية، في صورة سائل يتم رشه على تبغ أو أي مادة عشبية، كالبردقوش أو المريمية، وفي النهاية يتم تحويله إلى سيجارة الاستروكس، وتأثير سيجارة المخدر تعادل تأثير 100 سيجارة من مخدر الحشيش.
وأكد اللواء « سامح الكيلاني» ، على أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، قامت بإعداد مشروع قانون جديد لمكافحة المخدرات، وتم إرساله إلى الشئون القانونية بالوزارة، بالإضافة إلى عرضه على لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، تم تحويله إلى مجلس الوزراء.
وأشار اللواء « سامح الكيلاني» ، إلى أن مرسوم القانون ينص على إضافة جميع المواد التي من شأن تعاطيها أو الاتجار فيها، والتأثير على الصحة العامة بالتخدير، أو كل ما يضر بالصحة العامة، بالإضافة إلى إدراج كافة الأملاح الخاصة بالإستروكس، كل من يتناوله يقع تحت طائلة القانون، ويطبق عليه المادة 34 من قانون المخدرات، والتي تصل إلى حد الإعدام والمؤبد.
وتابع اللواء « سامح الكيلاني» ، حتى هذه اللحظة لم يتم تفعيله نظرًا لعدم اكتمال بعض الإجراءات، ومن المنتظر أن يتم إرساله من مجلس الوزراء إلى لجنة التشريع بمجلس النواب، حتى يتم إقراره ونشره بالجريدة الرسمية ويُعمل به فورًا.
وذكرت مصادر أمنية في مجال مكافحة المخدرات، إن مخدر الاستروكس، بدأ انتشاره في مصر منتصف عام 2017، مؤكدة على أنها تعاملت مع الكثير من مدمني المخدر، مضيفة أن أعراض السيجارة الواحدة تضاهي 100 سيجار من مخدر الحشيش، ويتسبب في رغبة شديدة بالتعاطي مرة أخرى.