في ذكرى أول صورة صحفية .. هؤلاء التقطوا وغيروا مسار قضايا

الأربعاء 06/مارس/2019 - 07:01 ص

ميار محمود

في يوم 4 مارس 1880، أي من 139 عام تأتي ذكرى نشر أول صورة صحفية، وكانت صورة لقناة السويس نشرتها صحيفة "ذا دايلى جرافيك" بنيويورك، ولتبدأ من هنا صحافة التصوير في الخروج للعالم وتترك أثرها في إثبات حقائق، وجلب حقوق وتوثيق لحظات تاريخية، وتغيير مسارات شعوب.

فن التصوير الصحفي في مجال الصحافة

توغل فن التصوير الصحفي في مجال الصحافة، حتى أصبح أحد أهم عناصر تكوين الخبر، وأصبحت الصورة في بعض الأحيان خير دليل لإثبات صحة الخبر فالصورة هي إنعكاس صادق ومعبر عن الأحداث، وأصبح التصوير الصحفي سلاح الصحفي بل هو سلاح المجتمع بأكمله فتلك الصورة هي التي تبث وتوثق الحقيقة للأجيال الموجودة خلال فترتها، وتمتد لتروي التاريخ للأجيال القادمة.

ومع الوقت ازداد الاهتمام بفن التصوير الصحفى لدرجة أنه أصبح العنصر الأهم فى الصحف، وأحيانًا ما تكفى صورة بدون أى كلام لتغيير مواقف الجمهور ونقل الحدث لهم وكأنهم جزء منه.. أما الدور الأقوى للصور الصحفية فيظهر فى أوقات الأزمات والحروب، مما دفع المتخصصين إلى دراسة كيفية توظيف الصور الصحفية فى الحروب والثورات، لا سيما فى السنوات الأخيرة التى لم يقتصر فيها استخدام الصور على الصحف ووسائل الإعلام، وإنما حولت الصور الرقمية كل شخص إلى مواطن صحفى.

ذكرنا أن هناك صور غيرت مسار حروب وأثبتت حقائق خفية ووثقت أحداث هامة نرصد لك أبرز هذه الصور:

الصورة التي غيّرت مسار الحرب في فيتنام

منذ حوالي أكثر من 50 عام أخرج رئيس الشرطة الوطنية في جنوب فيتنام، أحد السجناء إلى وسط شارع مدينة سايغون عاصمة الجنوب في ذلك الوقت، مكبل اليدين خلف الظهر، وأطلق عليه رصاصة في رأسه ليطرحه أرضًا قتيلًا وسط دمائه.

وعلى الجانب الآخر وعلى بعد أمتار قليلة، كان يقف مصور يدعى "إدي آدامز"، والذي وثق هذه اللحظة ليخرجها للعالم والرأي العام باتجاه الحرب في فيتنام.

استطاعت هذه الصور إلى تغيير الرأي العام، فلم يمر سوى بعض ساعات وأصبحت هذه الصورة على الصفحات الأولى من الصحف على الصعيد الأميركي، ومن ضمنهم صحيفة نيويورك تايم.

بحلول الصباح، الميادين قد امتلأت بالمتمردين في عشرات المدن، وقاموا باقتحام شوارع العاصمة بل واحتلوا مجمع الحراسة المشددة لسفارة الولايات المتحدة، فكان مشهد صادم للأميركيين الذين أكد لهم الرئيس "ليندون ب. جونسون" وأحد كبار العسكريين في فيتنام "ويليام سي وستموريلاند"، أن العدو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يعني الثوار الجنوبيين وداعميهم الشماليين.

جثث ضحايا حادث قطار العياط

بحلول عيد الأضحى عام 2002، فقدت مصر المثات من ابنائها الذين هموا للسفر إلى محافظاتهم للاحتفال بالعيد وسط أهاليهم، ولكن القدر لم يمهلهم للوصول، فقد ماتوا في حادث من أبشع الحوادث في تاريخ مصر، حادث احتراق قطار الصعيد عام 2002.

وثقت العديد من الصور الصحفية بشاعة الحادث وشكل الجثث التي احترقت داخل القطار، الأمر الذي أثار غضب المصريين وساد الحزن في نفوسهم بدلًا من فرحة العيد، فتظل هذه الصور نقطة سوداء في تاريخ الرئيس المعزول محمد حسني مبارك، لن ينساها له الشعب المصري، فهي غير قابلة للنسيان أو المحو، وكانت بمثابة مسمار في نعشه وضمن أسباب كثيرة خرجوا من أجلها المصريون في الميادين ليسقطوا نظامه.

حادث جرار قطار محطة مصر

منذ أيام قليلة لم تكمل الأسبوع، صباح الأربعاء الماضي، اندلع حريق في محطة مصر للسكة الحديد، بعد انفجار تانك السولار الخاص بجرار قطار نتيجة اصطدام الجرار برصيف 6، الأمر الذي أودى بحياة ما يقرب من 73 مواطن متأثرين بالانفجار وبعضهم التهمته النيران وظل يجري في مشهد مفجع والنيران ممسكة به حتى نالت من حياته، إلى جانب العديد من المصابين بحروق نتيجة نيران الانفجار.

أوقعت الصور الملتقطة للحادث، الحزن في نفوس الشعب المصري بأكمله، وظلوا يشاركونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن استيائهم وحزنهم، داعيين الله بالرحمة للضحايا والشفاء للمصابين.

مشهد من عملية اغتيال الرئيس السادات

حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من أشهر حوادث الاغتيالات في العالم، وفي هذه الصورة التي التقطها المصور الصحفي "مكرم جاد الكريم" مصور مجلة آخر ساعة من مكانه فى البرج المخصص للمصورين فى العرض العسكرى.

سجلت الصورة الواقعة، وأظهرت الجناة الذين قتلوا السادات أثناء تسللهم للمنصة لقتل الرئيس السادات عام في أكتوبر 1980.