ملتقى الشباب العربي والإفريقي 2019| مصر والاتحاد الإفريقي من التأسيس للرئاسة
الأربعاء 06/مارس/2019 - 09:01 ص
بسنت عادل
طباعة
لا يمكن اعتبار ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019 ، اهتمام بـ القارة السمراء وليد اللحظة ؛ حيث أن مصر تهتم بإفريقا على مر العصور.
ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019
وكسابق عهدها تعود مصر لتلعب دورها التاريخي مرة آخرى لتولي اهتماماتها لـ القارة السمراء، بجانب دورها في تعزيز وخلق فرص استثمار، تعمل على العديد من القضايا والمعلومات التي تهم الشباب العربي والافريقى، وسيتم طرح ذلك من خلال ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019
.
مصر وإفريقيا في عهد جمال عبد الناصر
وقبل انطلاق ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019 نسلط الضوء على العلاقات المصرية الإفريقية منذ سنوات.
وقبل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي ، رأست مصر من قبل منظمة الوحدة الأفريقية في الأعوام 1964 و1989 و1993، كان أولها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتؤكد الأهمية الكبيرة التى توليها القاهرة للقارة الأفريقية وأهمية تحقيق أهداف شعوبها والاستفادة من قدراتها البشرية والطبيعية.
ولعبت مصر دورًا تاريخيًا على مستوى القارة الإفريقية من أجل تحرير الدول الإفريقية من الاستعمار وتوحيد جهودها لتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات من خلال تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، حيث كانت مصر إحدى الدول المؤسسة للمنظمة عام 1963، كما استمرت مصر في لعب هذا الدور المهم منذ الخمسينيات وحتى الآن، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أحدالمؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، ورمزًا للنضال الوطني في أفريقيا ومختلف شتى الدول التي عانت من الاستعمار.
كان قد تأسس الاتحاد الإفريقي في 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية (تأسست 1963) ويضم 55 دولة، وقد رأستها مصر مرتين.
ترأس السيسى القارة الافريقية
وبعد تولى الرئيس السيسى الحكم فى عام 2014 سعت مصر إلى لعب دور فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الإفريقي المشترك، فحرص السيسي على تعظيم الدور المصري في إفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في كافة المجالات.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة التمسك بالوحدة الإفريقية كسبيل للتقدم بالقارة السمراء وتعزيز التضامن بين دولها، وطرح أهمية ترسيخ مبدأ "الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية".
كما دعا الرئيس السيسي لتعزيز بنية السلم والأمن بدول القارة السمراء عبر خطوتين، الأول القضاء علي النزاعات المسلحة من خلال تنفيذ مبادرة "إسكات البنادق" لإنهاء الاقتتال فى إفريقيا بحلول 2020، الثانية إرساء الاستقرار بدول القارة، وتحقيق التكامل الاقتصادى والتنمية الشاملة لمُعالجة جذور الأزمات، وتفعيل مبادرات إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، وتمكين الشباب والمرأة، ووضع خطط عمل تنفيذية لتجنب عودة النزاعات مرة أخرى، وكشف السيسى عن تأسيس مركز "الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات" بالقاهرة، ليكون بمنزلة منصة تنسيق جامعة لإعادة الإعمار والتنمية.
عقدت القمة الـ 32 للاتحاد الإفريقى لبحث سبل مواجهة أزمة الهجرة والنزوح الجماعي، وأوضح الرئيس السيسي أن هناك عدة أسباب لتفاقم الأزمة، منها (انتشار النزاعات، والإرهاب والتطرف، وتغير المناخ والجفاف)، مما أدى لارتفاع أعداد اللاجئين لنحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى نحو 18 مليون نازح، وهو ما يتطلب تبنى مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطنى القارة.
وعقد الرئيس السيسي منذ وصوله اديس أبابا يوم 9 فبراير 2019 العديد من الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف، منها قمة ثلاثية عقدها السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فى 10 فبراير2019، وكانت اهم نتائج هذه الثلاثية انها كسرت جمود التفاوض المستمر منذ تسعة أشهر فيما يخص المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، وجددت الدول الثلاث موقفها بضرورة تبني رؤية واحدة إزاء معالجة مسألة "سد النهضة" الإثيوبي، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث فى إطار المنفعة المشتركة.
كما حضر الرئيس السيسي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول لسلامة الأغذية المشترك الذي عقد فى 12 فبراير 2019 بأديس أبابا بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وتشمل بعض القضايا الرئيسية التي سيتم طرحها، وفوائد الاستثمار في الغذاء الآمن والنظم الغذائية المستدامة في سياق تغير المناخ والتحولات الرقمية من أجل سلامة الأغذية، وتمكين المستهلكين من اتخاذ خيارات صحية ودعم النظم الغذائية المستدامة ويتسبب الغذاء غيرالآمن في نحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة بالأغذية سنويا، وبالتالي فإنه يشكل تهديد الصحة للبشر والاقتصادات.
قبيل مغادرته أديس أبابا، حرص الرئيس السيسي على زيارة مقر الاتحاد الإفريقى، والتقي رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقى، وبحث معه أجندة العمل الإفريقي خلال عام 2019، وأكد أهمية تعزيز الأمن والسلم، والسلام بين دول القارة، ووجه الرئيس السيسى الدعوة لرئيس الاتحاد والمفوضية لحضور مؤتمر الشباب العربى الإفريقى 2019 بمدينة أسوان بالقاهرة.
إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى تؤكد استعادة دورها الإقليمي، وتعد تتويجًا لجهود الإدارة المصرية منذ 2014، حيث انتخبت القاهرة لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى 2015، ثم للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن القارة فى ٢٠١٦ و٢٠١٧.
ولم يأت اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019 مصادفة، فهو عام مفصلي في عمر الاتحاد يتوسط 50 عاما مضت من العمل الإفريقي المشترك، شهدت العديد من النجاحات، ولا يزال هناك العديد من الطموحات التي تصبو القارة إلى تحقيقها، وتتجسد في ضرورة تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063، ولعل مصر هي الدولة الإفريقية الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك بفضل ما تمتلكه من مقومات.
ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019
وكسابق عهدها تعود مصر لتلعب دورها التاريخي مرة آخرى لتولي اهتماماتها لـ القارة السمراء، بجانب دورها في تعزيز وخلق فرص استثمار، تعمل على العديد من القضايا والمعلومات التي تهم الشباب العربي والافريقى، وسيتم طرح ذلك من خلال ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019
.
مصر وإفريقيا في عهد جمال عبد الناصر
وقبل انطلاق ملتقى الشباب العربي والإفريقى 2019 نسلط الضوء على العلاقات المصرية الإفريقية منذ سنوات.
وقبل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي ، رأست مصر من قبل منظمة الوحدة الأفريقية في الأعوام 1964 و1989 و1993، كان أولها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتؤكد الأهمية الكبيرة التى توليها القاهرة للقارة الأفريقية وأهمية تحقيق أهداف شعوبها والاستفادة من قدراتها البشرية والطبيعية.
ولعبت مصر دورًا تاريخيًا على مستوى القارة الإفريقية من أجل تحرير الدول الإفريقية من الاستعمار وتوحيد جهودها لتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات من خلال تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، حيث كانت مصر إحدى الدول المؤسسة للمنظمة عام 1963، كما استمرت مصر في لعب هذا الدور المهم منذ الخمسينيات وحتى الآن، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أحدالمؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، ورمزًا للنضال الوطني في أفريقيا ومختلف شتى الدول التي عانت من الاستعمار.
كان قد تأسس الاتحاد الإفريقي في 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية (تأسست 1963) ويضم 55 دولة، وقد رأستها مصر مرتين.
ترأس السيسى القارة الافريقية
وبعد تولى الرئيس السيسى الحكم فى عام 2014 سعت مصر إلى لعب دور فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الإفريقي المشترك، فحرص السيسي على تعظيم الدور المصري في إفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في كافة المجالات.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة التمسك بالوحدة الإفريقية كسبيل للتقدم بالقارة السمراء وتعزيز التضامن بين دولها، وطرح أهمية ترسيخ مبدأ "الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية".
كما دعا الرئيس السيسي لتعزيز بنية السلم والأمن بدول القارة السمراء عبر خطوتين، الأول القضاء علي النزاعات المسلحة من خلال تنفيذ مبادرة "إسكات البنادق" لإنهاء الاقتتال فى إفريقيا بحلول 2020، الثانية إرساء الاستقرار بدول القارة، وتحقيق التكامل الاقتصادى والتنمية الشاملة لمُعالجة جذور الأزمات، وتفعيل مبادرات إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، وتمكين الشباب والمرأة، ووضع خطط عمل تنفيذية لتجنب عودة النزاعات مرة أخرى، وكشف السيسى عن تأسيس مركز "الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات" بالقاهرة، ليكون بمنزلة منصة تنسيق جامعة لإعادة الإعمار والتنمية.
عقدت القمة الـ 32 للاتحاد الإفريقى لبحث سبل مواجهة أزمة الهجرة والنزوح الجماعي، وأوضح الرئيس السيسي أن هناك عدة أسباب لتفاقم الأزمة، منها (انتشار النزاعات، والإرهاب والتطرف، وتغير المناخ والجفاف)، مما أدى لارتفاع أعداد اللاجئين لنحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى نحو 18 مليون نازح، وهو ما يتطلب تبنى مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطنى القارة.
وعقد الرئيس السيسي منذ وصوله اديس أبابا يوم 9 فبراير 2019 العديد من الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف، منها قمة ثلاثية عقدها السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فى 10 فبراير2019، وكانت اهم نتائج هذه الثلاثية انها كسرت جمود التفاوض المستمر منذ تسعة أشهر فيما يخص المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، وجددت الدول الثلاث موقفها بضرورة تبني رؤية واحدة إزاء معالجة مسألة "سد النهضة" الإثيوبي، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث فى إطار المنفعة المشتركة.
وعقد الرئيس السيسي عدة اجتماعات مع رؤساء الدول الإفريقية لبحث سبل تطوير عمل الاتحاد والعلاقات الثنائية، ومن بينهم رؤساء الكونغو الديمقراطية، ورواندا، وجنوب إفريقيا، التي ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2020.
كما حضر الرئيس السيسي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول لسلامة الأغذية المشترك الذي عقد فى 12 فبراير 2019 بأديس أبابا بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وتشمل بعض القضايا الرئيسية التي سيتم طرحها، وفوائد الاستثمار في الغذاء الآمن والنظم الغذائية المستدامة في سياق تغير المناخ والتحولات الرقمية من أجل سلامة الأغذية، وتمكين المستهلكين من اتخاذ خيارات صحية ودعم النظم الغذائية المستدامة ويتسبب الغذاء غيرالآمن في نحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة بالأغذية سنويا، وبالتالي فإنه يشكل تهديد الصحة للبشر والاقتصادات.
قبيل مغادرته أديس أبابا، حرص الرئيس السيسي على زيارة مقر الاتحاد الإفريقى، والتقي رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقى، وبحث معه أجندة العمل الإفريقي خلال عام 2019، وأكد أهمية تعزيز الأمن والسلم، والسلام بين دول القارة، ووجه الرئيس السيسى الدعوة لرئيس الاتحاد والمفوضية لحضور مؤتمر الشباب العربى الإفريقى 2019 بمدينة أسوان بالقاهرة.
إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى تؤكد استعادة دورها الإقليمي، وتعد تتويجًا لجهود الإدارة المصرية منذ 2014، حيث انتخبت القاهرة لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى 2015، ثم للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن القارة فى ٢٠١٦ و٢٠١٧.
ولم يأت اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019 مصادفة، فهو عام مفصلي في عمر الاتحاد يتوسط 50 عاما مضت من العمل الإفريقي المشترك، شهدت العديد من النجاحات، ولا يزال هناك العديد من الطموحات التي تصبو القارة إلى تحقيقها، وتتجسد في ضرورة تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063، ولعل مصر هي الدولة الإفريقية الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك بفضل ما تمتلكه من مقومات.