بالتزامن مع ملتقى الشباب العربي والإفريقي 2019 .. أسرار الموسيقى الموريتانية

الأربعاء 06/مارس/2019 - 01:23 م

ميار محمود

الموسيقى مرآة الشعوب ويجسد ملتقى الشباب العربي والإفريقي 2019 دليلا على ذلك، فدائمًا ما تكون الموسيقى دليل على حضارة الشعوب، وتعبر عن عاداتهم وتقاليدهم، ولكل شعب من الشعوب موسيقى خاصة به.

وبمناسبة مشاركة دولة موريتانيا في ملتقى الشباب العربي والإفريقي 2019، الذي تستضيفه مصر على أرض مدينة أسوان في الفترة من 16 إلى 18 مارس الجاري، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، نكشف أسرار عن الموسيقى الموريتانية.

الموسيقى الموريتانية .. الفرع الأشهر

امرأة موريتانية

تدخل الموسيقى الموريتانية ضمن الموسيقى الإفريقية فهي فرع من فروعها، وتتسع أنواع الموسيقى الإفريقية باتساع القارة حيث الثقافات المتعددة، وأنماط الحياة المختلفة، فالموسيقى دائما ما تعبر عن ثقافة الشعب، وتتميز الموسيقى الإفريقية بتمثيلها صراع الإنسان الإفريقي، وتعبر عن ثقافته وطقوسه وفنونه وآلامه ورؤيته للكون وللحياة.

إقرأ أيضا :ـ امرأة مصرية وراء التلاقي بين الشباب العربي والإفريقي من آلاف السنين

وتكونت تلك الثقافة بطرق عديدة فمنها ما يعتبر تفاعل مع الثقافات الأخرى نتيجة الاستعمار الأوروبي واستمر حتى بعد رحيله، ومنها ما رحل مع العبيد إلى شمال القارة بعد أن تم توظيفهم واستغلالهم وجلبهم بهدف السيطرة عليهم.

أما عن الموسيقى الموريتانية، فهي تتميز بكونها مزيجًا من ثلاث ثقافاتٍ مختلفة ألا وهي: الصنهاجية، والإفريقية، والعربية، والدليل على ذلك هو التسميات التي أُطلقت عليها.

فنجد بعض الباحثين يطلقوا عليها اسم "آزوان" وهي عبارة صنهاجية الأصل ؛ ونجد آخرون يسمونها "موسيقى التدينيت" وسبب تسميتهم هذا الاسم يرجع لأنه اسمى إحدى الآلات الموسيقية الموريتانية التقليدية، وأيضًا لها تسمية أُخرى وهي "الموسيقى الحسانية وتم تسميتها بهذا الاسم نسبًة إلى قبائل بني حسان التي استقرت في المنطقة منذ زمن بعيد وهيهي الأكثر انتشارًا، وأيضا يتم مراعاة اختلاف جنس العازف تبعًا إلى اختلاف الآلة الموسيقية التقليدية.

الموسيقى الحسانية

موريتانيا

وعن الموسيقى الحسانية فهي تتميز بأنها تنقل شفهيًا بواسطة فئة اجتماعية اسمها "إيكاون"، وإيكاون هم أسر فنية متخصصة في كل ما يخص الموسيقى الحسانية التقليدية بآلاتها وإيقاعتها، ماعدا الطبل فتشاركها فيه فيه مجموعتين من شريحة "الحراطين،" هما المداحة والجبابة، إلى جانب أن هاتان المجموعتان متخصصتان بشكل منفرد في آلة تقليدية تُعرف بـ"النيفاره"، كما أنهما تتميزان بتحررهما في أغلب الأوقات من مقامات الموسيقى الحسانية، فلا يتقيدوا بها دائمًا.

ولأن إيكاون منتشرة جغرافيًا بموريتانيا، فتختلف المدارس الفنية لها، على حسب منطقة السكن، وليس الموقع الجغرافي فقط بل امتد الأمر لينال الموقع السياسي والاجتماعي أيضًا، الأمر الذي يعد في غاية الأهمية المنظومة الاجتماعية التقليدية، فهي من قامت بتشكيل الدور التكميلي لمشهد السلطة القديم منذ بداية ميلادها.

امرأة موريتانية

كان يستعين بها الأمراء في الإمارات القبلية قبل قرون، في شتى أمورهم السياسية، سواء للتفاخر أو لاستعراض القوة أمام أعدائهم الخارجيين، وهذا هو تفسير ودليل على فكرة أن لكل أمير من هؤلاء حاشيته الفنية الخاصة التي تدعمه بطريقتها الخاصة، فهي تُطربه وتمدحه وتُظهر مميزاته القيادية والدينية والنسبية.

ويبدو واضحًا أن الدور الذي كانت تؤديه إيكاون أعطاها قيمة كبرى داخل ميزان القوى، ومازالت تأثيراته قائمة حتى الآن.