حوار| محمد الغوشي: «الفن العرفاني» يعود بالروح إلى الفطرة النقية
الأربعاء 13/مارس/2019 - 05:30 م
نرمين الشال
طباعة
تعتبر الفنون من أرقى وسائل التعبير عن الثقافة الإنسانية التي تجسد الهوية الثقافية للشعوب والتي تمر إلى النفس الإنسانية حتى لو اختلفت اللغات وتباعدت الأماكن ومن الفنون التي تجسد هذا النموذج «الفن العرفاني» فهو أحد الفنون التي تخاطب الروح الإنسانية، وعن طبيعة هذا الفن وما أوجه التشابه بينه وبين الفن الصوفي التقينا مع «محمد الغوشي» مؤسس فرقة «الفن العرفاني».
ما معنى «الفن العرفاني»؟
«الفن العرفاني» هو فن يُعرف الإنسان بحقيقة نفسه ويُوصله بذاته وروحه إلي ربه العظيم ويذكره غاية وجوده فكلما تذكرتها تذكرت ربك فتجد نفسك على طريق الصراط المستقيم إلي الله كما أنه فن من شأنه أن ينقي بوابة الأذان من أي نفايات لفن ردئ ويحل محله الفن الأصيل الراقي الذي يغذي الروح ويرجعها للنقاء والفطرة، وهو أحد أهم الطرق التي تنتهجها مؤسسة الغوشي لطرق أبواب الروح الإنسانية والعودة بها إلي الفطرة والأصالة وطمس ظلام النفس بإشراقة شمس الروح فهو فن قديم قدم الإنسانية.
كيف تم تحويل الهواية إلى عمل مؤسسي ؟
المؤسسة في أصلها عرفانية غير تابعة لأحد والمنتمين لهذه المؤسسة هم أشخاص عاديون وطيبون وأنقياء ذبذبات قلوبهم ترفرف بحب الله وهذا هو سر تجمعنا «حب الله» من أجل هذا اجتمع مجموعة من المحترفين المبدعين بهدف رفع الوعي البشري والطرق على قلوب البشر لإعادة اكتشاف أنفسهم فهدفنا هو الدعوة لحب الله وترك كل ما يعكر صفاء القلب البشري إلا من حب الله.
ما أهم أنشطة مؤسسة «الفن العرفاني» ؟
أنشطة مؤسسة «الفن العرفاني»، تعمل على تعمير بوابات الروح التي تم تدميره في ظل ظلمة العالم الخارجي فبعض النشاطات تجلت من خلال الموسيقى لتطهير بوابة الأذن البشرية لتنقيتها وإرجاعها للأصالة لترتفع ذبذبات الروح.
وكذلك هناك نشاطات تركز البصريات وكل ما يتعاطاه الإنسان عن طريق بوابة البصر من شاشات وكتب فكل ما تقع عليه أعيننا، وأخري لها علاقة بالمنسوجات بكل ما يستنشقه الإنسان ويتذوقه ويحسه.
هل هناك علاقة بين «الفن العرفاني» والفن الصوفي؟
«الفن العرفاني» والفن الصوفي؛ هدفهم يبدو متقاربا لكن الفن الصوفي: هو فن ذو طابع قديم وأصولي يفهمه بعض الناس وليس كل الناس لذا فهو فن محصور في فئة معينة من الناس الذين يستطيعون فهمه فهو يخاطب عقول لديها استعداد معين فالشخص الصوفي هو من يسعى ويبحث عن تجليات الروح في الفنون أما «الفن العرفاني»: هو منيسعى إلى الأرواح ويخاطبها.
كما أن «الفن العرفاني» فن معاصر حديث في أدواته وطرقه يتنقل بالأجيال والأمكنة تبعا للعوامل الزمنية والمكانية والديموغرافية فيصبح متاح لجميع الخلق كل إنسان صغير أو كبير وينهل كل إنسان منه على قدر سعته واستعداده فمهما صغر وعيه فيستطيع استيعاب هذا الفن فهو يخاطب الروح بطريقة عصرية علمية توصل الروح ببارئها يرجع الإنسان الفطرة والأخلاق الحميدة والقيم العالية ومن هنا يكون عنده الفرصة للاتصال الروحي بينه وبين خالقه.
أهم رسالة تقدمها من خلال «الفن العرفاني»؟
وأهم رسالة نعمل على تأسيسها في نفوس الناس من خلال «الفن العرفاني» هي «الكينونة».. كن في بالكينونة الأصل.... فتعريف الإنسان بحقيقة كينونته وغاية وجوده وفطرته النقية وإرجاعه إلى الأصل الذي كان عليه قبل أن يتبرمج ويتبدل وتسيطر عليه الأفكار المادية البحتة.
متى نري حفلات للفن العرفاني في مصر والبلاد العربية؟
قريبا جدًا؛ فنحن الآن نعمل علي تجهيز أعمال قوية وجديدة وفريدة ألبوم عرفاني قوي، يضم العديد من الأغنيات بلهجة عامية يخاطب الجمهور كلا على قدر سعته سيجد كل شخص فيه غايته سواء كان استيعابه بحر أم كان استيعابه قدر فنجان.
نشأتك المقدسية كيف ساعدت في دعم النظرية الروحية لديك ؟
الله خلق هذا العالم بإبداع وعدالة فائقة وجعل نواة هذا العالم هي الإنسان ونواة الإنسان في قلبه فأنا أري هذا العالم أمامي كستار من الوهم متى نجحت في تصفية قلبك تنجح وقتها على كشف هذا الستار والتخلص من هذا الوهم فالقدس هو قدس القلب وأصحاب القلوب النقية يستطيعون أن يفهموا ويدركون قدسية المكان ولكن الإجابة بالنسبة لي فطبعا وبلا شك نعم وجدت في هذا المكان العديد من الرسائل الربانية العظيمة التي تدعم قيما يحتاج الإنسان دوما أن يعود إليها، وهذه هي الحكمة الأسمى التي نسعى إليها.