بعد أن هجرها زوجها| طلقت الدنيا من أجل أبنائها.. لماذا لا نكرم هؤلاء؟
السبت 16/مارس/2019 - 03:56 م
سوهاج _ أيمن الجرادي
طباعة
تقطن «أم عمر» البالغة من العمر 48 عامًا، فى قرية العرب بمركز طهطا، بـ محافظة سوهاج، ولديها طفلان في المدارس وهم، محمد بالصف الثاني الإعدادي، وعمر بالصف الرابع الابتدائي.
وتُجبر ظروف الحياة القاسية كثيرًا من الناس، النساء والرجال على تحمل مآسٍ كثيرة، تجعلهم يحنوا ظهورهم للعبور في تلك الحياة التي لا ترحم كبيرًا أو صغيرًا.
وتؤكد «أم عمر» لـ«بوابة المواطن»، أنها تزوجت رجلاً من مدينة طهطا، وبعد فترة من الزمن ليست بالقصيرة، نشبت بينهما خلافات أسرية كبيرة، فقام بهجرها وهجر أبنائها، وامتنع عن الإنفاق عليهم إطلاقًا، وتزوج من أخرى فى مدينة طهطا، وسكن برفقتها، وانجب منها اطفالاً أيضًا.
تستطرد «أم عمر» قائلة، إنها هجرت قريتها، وقامت بشراء قطعة أرض زراعية في قرية مجاورة، وقامت ببناء غرفتين للسكن لها ولأبنائها بدلاً من المعيشة فى الخلاء، والسكن الذى طردها منة زوجها وتزوج فيه.
وقالت إنه كان لديها مبلغ من الميراث لا يتعدى 15 الف من أهلها، وقامت بالإقتراض من الجمعيات التي تقرض المواطنين، وأكملت مبلغًا وأعطته لصاحب قطعة الأرض، ووعدته باستكمال باقي ثمن الأرض في دفعات قادمة.
طلقت الدنيا من أجل أبنائها
وتضيف السيدة أنها «طلقت الدنيا»، ولم ترغب في المعيشة مع زوجها بعد زواجه وهجره لها ولأبنائها، وإنها تعيش من أجل تربية أبنائها الصغار الذين لا يملكون سندًا بالدنيا الا هي.
وتضيف السيدة أنها «طلقت الدنيا»، ولم ترغب في المعيشة مع زوجها بعد زواجه وهجره لها ولأبنائها، وإنها تعيش من أجل تربية أبنائها الصغار الذين لا يملكون سندًا بالدنيا الا هي.
وقالت إنها تقوم على تربية ورعاية طفلَيْها؛ حيث تقوم بشراء الأسماك المجمدة وتقوم بالجلوس في إحدى شوارع القرية لتبيعها، وتارة تتنقل بين القرى المجاورة، أو المدن، وفي نهاية اليوم يكرمها الله بمكسب 30 أو 40 جنيهًا.
تحمد الله كثيرًا وترجع لأبنائها، محملة بمتطلبات المنزل من مأكل ومشرب.
وتستكمل الحديث قائلة إنها بعد أن استدانت من الجمعيات التي تُقرض المواطنين؛ فإنها تقوم كل شهر بسداد 1200 جنيه، أو ما يزيد عن ذلك.
وتستكمل الحديث قائلة إنها بعد أن استدانت من الجمعيات التي تُقرض المواطنين؛ فإنها تقوم كل شهر بسداد 1200 جنيه، أو ما يزيد عن ذلك.
وقالت إن تقوم ببيع الأسماك بما يكمل معها القسط، ولكنه ليس في كل الأحوال يكتمل معها القسط، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى مصاريف لطفليها.
وتؤكد أن أصحاب الجمعيات قاموا برفع دعوى قضائية ضدها لعدم سدادها الأقساط الشهرية، وتأتي كثيرًا سيارة الشرطة، وتقوم باصطحابها وحبسها فى مركز الشرطة لمدة يوم أو يومَيْن، لحين المعارضة، تاركة ابنَيْها وحيدَيْن بالمنزل؛ بمتابعة ورعاية بعض الجيران لحين خروجها.
مساعدة الجيران
وقالت: «يأتي بعض الجيران وأهل الخير لمساعدتي بمبالغ مالية بسيطة لسداد الاقساط، أو مساعدتي في المأكل والمشرب رأفة بحالي الذي لا يسر عدوًّا أو حبيبًا.
وتقطن «أم عمر» حيث تقطن بغرفتين إحداهما يعلوها سقف من الجريد وأفلاق النخيل، ويعلوها بعض الطين، بينما الغرفة الثانية لا يوجد عليها سقف، وتقوم بتربية بعض الطيور بها، وبها دورة مياه لا حوائط لها.
تلك أمثلة من السيدات التي تعيل أبنائها، وطلقت الدنيا من أجلهم، على الرغم من وجود والدهم على قيد الحياة، وأنها هجرها منذ سنوات، ولا يقوم بالإنفاق عليه، فلم لا يتم تكريم مثل تلك السيدة فىي عيد الأم من المسئولين؟
وتناشد «بوابة المواطن» الاخبارية المسئولين في محافظة سوهاج بان ينظروا بعين الرحمة إلى مثل تلك الحالات التي تعاني من قسوة الحياة، وأن تقف بجوارهم حتى لو بالتشجيع المعنوي، لمساعدتهم على استكمال مسيرة حياتهم فى الطريق الصحيح وتنشئة جيل ينفع نفسه ووطنه.