المغالاة في الزواج.. «العلبة» عفريت كل عريس في سوهاج
الأربعاء 20/مارس/2019 - 05:02 م
سوهاج _ أيمن الجرادي
طباعة
تختلف تقاليد وعادات محافظات مصر بعضها، خاصة في مراسم الزواج؛ وتتمتع محافظة سوهاج ببعض العادات والتي من أهمها المغالاة في الزواج.
المغالاة في الزواج
أصبحت المغالاة في الزواج، وارتفاع الأسعار، والتجهيزات في المنازل أو الشقق السكنية نوعا من العوائق الأساسية التي تحيط بعملية الزواج، ناهيك عن ارتفاع أسعار الذهب والعفش، وبعض الطلبات الأخرى التى تختلف من محافظة الى اخرى بل تختلف في المدن والقرى عن جيرانها.
قائمة الزواج
وصلت أسعار قوائم الزواج في بعض قرى ومدن محافظة سوهاج ما بين 150 و300 ألف جنيه، والذهب يتراوح من 25 الى 80 ألف جنيه في بعض الأحيان، وكل منهم يختلف حسب مستواه الاجتماعي، فـ العائلاتوالأسر البسيطة يوجد بينهم تهاون فيما سبق، على عكس العائلات والأسر الغنية.
ومن أشهر المراكز التى تتميز بـ المغالاة في الزواج، وبعض التعقيدات الشديدة في مراسم عملية الزواج، مركز جهينة شمال غرب سوهاج، حيث تنتشر بينهم عادة غريبة يطلق عليها «العلبة» وهي عبارة عن مبلغ مالي يقوم الزوج بإعطائه لوالد العروسة كمساهمة منه في تجهيزات العروسة، يتراوح من 30 الف جنيه الى 150 الف جنية في بعض الأحيان ويختلف حسب الحالة المادية للزوج.
المغالاة في الزواج
قيمة الذهب
وعلى العريس أيضا أن يلتزم ببعض المتطلبات الآخرى مثل تجهيز شقة سكنية في منزله أو منزل العائلة او شراء شقة سكنية خارج المنزل، بالإضافة إلى تجهيزات تلك الشقة من الداخل من غرف نوم وانتريهات، ونيش، وسفرة ومطبخ، وشراء ذهب، وذلك يتراوح ما بين 25 ألف جنيه إلى 70 ألف جنيه حسب حال كل عريس أيضا، وخلافة.
الزوج يقع على عاتقه الكثير
يقول الشيخ محمود علي، أحد أهالي مدينة جهينة، إن المغالاة في الزواج، غير مطلوبة، وأن الزوج في مركز جهينة يقع على عاتقه الكثير، يكاد أن يكون هو من يتكلف بكل كبيرة وصغيرة في الزواج وان العروسة لا تتحمل الا القليل.
ويضيف الشيخ محمود على، أن الزوج يقوم بكتابة قائمة العفش بمبالغ كبيرة فتبدأ من 100 الف جنيه إلى 300 ألف جنيه في بعض الأحيان، حسب الطبقات الاجتماعية لكل أسرة، فنجد عروسة تكون قائمة العفش لها 100 وأخرى 200، واخرى 300 وغيره حسب الاتفاق فيما بينهم، بالإضافة الي شقة وذهب ومصاريف العُرس.
نفور الشباب من الزواج
أدى ارتفاع الأسعار و المغالاة في الزواج من بعض أولياء الأمور إلى نفور كثير من الشباب عن الزواج وتأخرهمعنهم، لأنهم لا يقدرون عليه.
يقول «هاني أحمد» 28 عام، حاصل على معهد خدمة اجتماعية، ولم يتزوج حتى الآن لأنه يقوم بتكوين نفسه وجمع المبالغ المالية اللازمة لعملية الزواج، مضيفا أن الحال في الأسعار يرتفع يوما عن الآخر، وان جرام الذهب والعفش وخلافة اليوم غير الأيام القادمة، وكلما استطاع جمع مبلغ من المال بمرور الوقت لا يقضى هذا المبلغ المرجومنه بسبب تزايد الأسعار.
وأضاف؛على أولياء الأمور النظر بعين الرحمة على الشباب، فجميعهم في مستهل حياته ويعمل بيده لتكوين نفسه، فلا داعي في المغالاة في الزواج أسوة بـ فلانة وفلان، لأن ذلك يزيد من عوائق الزواج، وبذلك يتأخر سن الزواج لدى الجنسين.
دعوات لتخفيف المهور
مبادرة للتخفيف عن الزوجين
دعا رجال الدين بالمطالبة بإلغاء بعض المشتريات التي لا حاجة للعروسين لها في بداية حياتهم مثل غرفة نوم الاطفال والنيش، والاقتصار على ليلة واحدة في الفرح وليس اثنين او ثلاث، وبالفعل استجاب الكثير من الاهالي لهم وتمنوا أن يستجيب الجميع تخفيفا عن الشباب.
ويقول وليد، أحد أبناء مركز جهينة ان الشباب يعانى كثيرا من متطلبات الزواج فهو مطلوب منة تجهيز شقة او بنائها وتجهيزها وذهب، وبالإضافة إلى ذلك مطلوب من علبة بمبلغ يفوق 70 ألف جنيه أو أكثر كل حسب حالة والاتفاق، وذلك يحتاج ما يقارب 400 الف جنية او 500 ألف جنية من الشاب للزواج، وذلك صعب كثيرا على معظم الشباب.
رأي الدين في المغالاة
وأكد الشيخ على طيفور، وكيل وزارة الأوقاف فى سوهاج أنه لا يجب المغالاة في الزواج، والمهور وعدم تزويج الشباب وتحميلهم أعباء كثيرة على الزواج من حيث الترتيبات، ويجب التسهيل في الزواج لعفة الرجال والنساء جميعًا، لأن التيسير من الدين.
وأضاف، على أولياء الأمور تزويج الأبناء بالميسور والاتفاق بما لا يُجهد الطرفين، حتى لا نكون سبب فى عزوف الشباب عن الزواج بسبب المغالاة، وأن تقع كوارث وعواقب وخيمة نتيجة لذلك وانتهاك حرمات الله، وأن المغالاة في المهور يخالف الشرع والدين، وأن المغالاة جريمة فى حق الدين والإنسانية.