صحافة الورق والـ«أون لاين».. ضغوط السوشيال ميديا وتحديات التسويق
الثلاثاء 19/مارس/2019 - 12:31 م
د. أحمد التلاوي
طباعة
تواجه الصحافة بأنواعها المختلفة في عصرنا الحالي، العديد من الضغوط والتحديات فرضها عصر السماوات المفتوحة، وخصوصًا ما يُعرَف بـ صحافة المواطن و السوشيال ميديا.
وتشمل عبارة «السماوات المفتوحة» هذه، أمورًا غاية في الأهمية، تتجاوز الأثر التقليدي الذي أدت إليه الصحافة الإلكترونية عندما ظهرت في نهايات التسعينيات الماضية، وفي العقد الأول من الألفية الجديدة، على الصحافة الورقية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
فهي تشمل أولًا المحتوى المجاني الذي يتم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي وسائط لم تفلح الحكومات إلى الآن - ولن تفلح - في السيطرة عليها، في ظل طبيعتها ذاتها، والتي لا يمكن السيطرة عليها، إلا من خلال وسائل قسرية، مثل الحجب.
وهذا لا تريده غالب الحكومات لأنه يؤذي صورتها الدولية، وقد يعطل مصالحها مع بلدان الكتلة الغربية التي ترى في مثل هذه الإجراءات افتئاتًا على الديمقراطية وحقوق التعبير.
الأمر الثاني الذي أثَّر حتى على الصحافة الإلكترونية بالمعنى المهني للصحافة الإلكترونية - نشر أخبار ومواد صحفية ولكن في قالب إلكتروني وليس ورقي - هو صحافة المواطن.
و صحافة المواطن هي التطور الأهم في عالم الصحافة اليوم، فهي أولًا أسرع من الصحافة الإلكترونية التي تعتمد على سياسة تحرير منظمة أو نظامية، وكذلك أعمق في الوصول إلى المعلومة في ظل ارتباطها بأشخاص عاديين يتحركون في «ميكرو» مناطق لو صح التعبير.
وبالتالي؛ فإن صحافة المواطن - بالذات عندما ارتبطت بوسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا موقعَيْ «فيسبوك» و«تويتر» - صارت أكثر سرعة، وأكثر عمقًا في الوصول إلى الخبر والتعامل مع الحدث من الصحافة الإلكترونية ذاتها التي أثَّرت وقت صدورها - في نقطة السرعة هذه - حتى على الصحافة الفضائية التي ظهرت في عالمنا العربي في مطلع التسعينيات الماضية.
هذه - الصحافة أو الإعلام الفضائي - بدورها كانت ذات أثر كبير على الصحافة الورقية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
إذًا؛ الصحافة الورقية على وجه الخصوص، تواجه أكثر من غيرها ضغوط ثلاثة أجيال من التطور؛ الإعلام الفضائي، ثم الإعلام الإلكتروني، ثم صحافة المواطن و السوشيال ميديا، التي تُعتبر ابنًا شرعيًّا لصحافة المدونات أو الـ«Blogs».
ولذلك؛ فإنه ليس من المستغرب في هذه الآونة أن نسمع عن تخلي الكثير من المؤسسات الصحفية - ومنها ما هو شديد العراقة - عن نسخها الورقية، وكان آخرها صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية، التي أعلنت مالكتها، شركة «إي. إيه. آي ميديا»، عن توقف نسختها الورقية في السادس والعشرين من مارس الجاري، على أن يكون التركيز على النسخة الإلكترونية وخدمات رقمية أخرى.
ولعل بجانب عنصر التطور الطبيعي الذي يفرض أثره، هناك عوامل أخرى قادت إلى تفوق الصحافة الإلكترونية، مثل عدم قدرة الحكومات على إحكام الرقابة عليها.
ولذلك نفهم أثر ما يُسمَّى بـ«ثورات الربيع العربي» على الصحافة الورقية لصالح السوشيال ميديا، و صحافة المواطن.
وأبرز دليل على هذا الأثر، في مصر؛ حيث انخفض عدد الصحف المطبوعة ورقيًّا في مصر على سبيل المثال، من 2 مليون نسخة إلى 800 ألف نسخة يوميًّا بين العام 2010م والعام 2015م.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
وبالرغم من أن الصحف الإلكترونية أقل كلفة من الصحف الورقية؛ إلا أنها تواجه معها الآن ذات التحدي، وهو تحدي التمويل الذي أدى إلى توقف صدور صحف ودوريات كبيرة عربية، مثل «السفير» اللبنانية، ومجلة «دراسات إعلامية» المصرية.
وهذا التحدي، لا يتعلق بالتمويل في حد ذاته، وإنما في انصراف اهتمام الممولين عن التمويل، في ظل الأثر الذي أحدثته صحافة السوشيال ميديا وصحافة المواطن؛ حيث الخبر مجاني تمامًا، ويتم نشره أسرع بكثير، مما أفقد الصحافة بأنواعها، الورقية التقليدية، والإلكترونية بصورها المختلفة الكثير من فاعليتها والتعويل عليها من جانب الجمهور.
وبالرغم من مشكلة المصداقية في كثير من الأحيان بالنسبة لبعض الأخبار والمواد المنشورة في هذه الوسائط؛ إلا أنه تبقى لها أهميتها وقيمتها الكبرى في نقطة السرعة في البث والوصول إلى الجمهور.
ووصل الحال إلى أن وكالات مثل «رويترز» و«أسوشييتد برس» و«أ. ف. ب»، باتت تعتمد عليها في خدماتها، في ظل أن معيار التفوق بين هذه الوكالات ومثيلاتها، هو سرعة البث، الذي لكي نتصور أهميته، قد يكون الفارق في تقييم أداء الوكالة في خبر بعينه، هو جزء من الثانية الواحدة!
فعلى سبيل المثال؛ كان الجمهور ينتظر كثيرًا قبل الوصول إلى أخبار نجوم المجتمع، أما الآن؛ فإن هؤلاء بضغطة زر واحدة يصلون بأخبارهم من الملاعب و"الجِم» أو أي مكان يوجدون فيه، إلى الجمهور بأسرع من أية وسيلة إعلامية.
وتزداد أهمية هذه المسارات للمعلومة والخبر والصورة، في أماكن النزاعات والأزمات؛ حيث يكون من الصعوبة بمكان الوصول إلى هناك بالطرق التقليدية، فتظهر أهمية صحافة المواطن والبث عبر السوشيال ميديا التي طورت أدواتها كثيرًا في السنوات الأخيرة؛ فلم تعد تقف عند مستوى التدوين المكتوب، بل طورت وسائل لنقل الصورة والمقاطع المصورة، بل والبث الحي.
وهنا اتجه الممولون إلى هذه الوسائط على حساب وسائل الصحافة الورقية والإلكترونية التقليدية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
وهنا؛ فإن هذه النوعية من المصادر بحاجة إلى البحث ليس عن مصادر للتمويل فحسب، وإنما عن وسائل تجعلها مستمرة في الجذب، برغم كل المميزات التي تقدمها صحافة المواطن و السوشيال ميديا.
ففي مصر؛ يظل الباعث الاقتصادي للمواطن في صالح الصحف الورقية، وفي ظل كوْن الإعلان الورقي في الصحف القومية مهمًّا بصورة رسمية في بعض الأحيان، مثل تغيير الاسم أو الملكية أو ما شابه.
ولكن، وبشكل عام؛ فإن الصحف الورقية قد لا تكون موجودة بالفعل في غضون عقدَيْن مقبلَيْن من الزمان، في ظل التطور المتسارع لأدوات العصر الرقمية في مجال المعلومات والاتصالات.
أما الصحافة الإلكترونية؛ فإن عليها واجبًا مهمًّا، وهو تنويع وسائطها لكي تتلاءم مع متطلبات العصر، مثل النسخ التي تعمل على الهواتف الذكية، وأن تتحول إلى تطبيقات في متاجر التطبيقات الإلكترونية مثل «جوجل بلاي» أو «أبل ستورز»، ودمج أدوات صحافة المواطن و السوشيال ميديا فيها، وهو ما بدأت فيه بالفعل صحف الجيل الرابع من الصحف الإلكترونية.
وتشمل عبارة «السماوات المفتوحة» هذه، أمورًا غاية في الأهمية، تتجاوز الأثر التقليدي الذي أدت إليه الصحافة الإلكترونية عندما ظهرت في نهايات التسعينيات الماضية، وفي العقد الأول من الألفية الجديدة، على الصحافة الورقية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
فهي تشمل أولًا المحتوى المجاني الذي يتم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي وسائط لم تفلح الحكومات إلى الآن - ولن تفلح - في السيطرة عليها، في ظل طبيعتها ذاتها، والتي لا يمكن السيطرة عليها، إلا من خلال وسائل قسرية، مثل الحجب.
وهذا لا تريده غالب الحكومات لأنه يؤذي صورتها الدولية، وقد يعطل مصالحها مع بلدان الكتلة الغربية التي ترى في مثل هذه الإجراءات افتئاتًا على الديمقراطية وحقوق التعبير.
الأمر الثاني الذي أثَّر حتى على الصحافة الإلكترونية بالمعنى المهني للصحافة الإلكترونية - نشر أخبار ومواد صحفية ولكن في قالب إلكتروني وليس ورقي - هو صحافة المواطن.
و صحافة المواطن هي التطور الأهم في عالم الصحافة اليوم، فهي أولًا أسرع من الصحافة الإلكترونية التي تعتمد على سياسة تحرير منظمة أو نظامية، وكذلك أعمق في الوصول إلى المعلومة في ظل ارتباطها بأشخاص عاديين يتحركون في «ميكرو» مناطق لو صح التعبير.
وبالتالي؛ فإن صحافة المواطن - بالذات عندما ارتبطت بوسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا موقعَيْ «فيسبوك» و«تويتر» - صارت أكثر سرعة، وأكثر عمقًا في الوصول إلى الخبر والتعامل مع الحدث من الصحافة الإلكترونية ذاتها التي أثَّرت وقت صدورها - في نقطة السرعة هذه - حتى على الصحافة الفضائية التي ظهرت في عالمنا العربي في مطلع التسعينيات الماضية.
هذه - الصحافة أو الإعلام الفضائي - بدورها كانت ذات أثر كبير على الصحافة الورقية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
إذًا؛ الصحافة الورقية على وجه الخصوص، تواجه أكثر من غيرها ضغوط ثلاثة أجيال من التطور؛ الإعلام الفضائي، ثم الإعلام الإلكتروني، ثم صحافة المواطن و السوشيال ميديا، التي تُعتبر ابنًا شرعيًّا لصحافة المدونات أو الـ«Blogs».
ولذلك؛ فإنه ليس من المستغرب في هذه الآونة أن نسمع عن تخلي الكثير من المؤسسات الصحفية - ومنها ما هو شديد العراقة - عن نسخها الورقية، وكان آخرها صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية، التي أعلنت مالكتها، شركة «إي. إيه. آي ميديا»، عن توقف نسختها الورقية في السادس والعشرين من مارس الجاري، على أن يكون التركيز على النسخة الإلكترونية وخدمات رقمية أخرى.
ولعل بجانب عنصر التطور الطبيعي الذي يفرض أثره، هناك عوامل أخرى قادت إلى تفوق الصحافة الإلكترونية، مثل عدم قدرة الحكومات على إحكام الرقابة عليها.
ولذلك نفهم أثر ما يُسمَّى بـ«ثورات الربيع العربي» على الصحافة الورقية لصالح السوشيال ميديا، و صحافة المواطن.
وأبرز دليل على هذا الأثر، في مصر؛ حيث انخفض عدد الصحف المطبوعة ورقيًّا في مصر على سبيل المثال، من 2 مليون نسخة إلى 800 ألف نسخة يوميًّا بين العام 2010م والعام 2015م.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
وبالرغم من أن الصحف الإلكترونية أقل كلفة من الصحف الورقية؛ إلا أنها تواجه معها الآن ذات التحدي، وهو تحدي التمويل الذي أدى إلى توقف صدور صحف ودوريات كبيرة عربية، مثل «السفير» اللبنانية، ومجلة «دراسات إعلامية» المصرية.
وهذا التحدي، لا يتعلق بالتمويل في حد ذاته، وإنما في انصراف اهتمام الممولين عن التمويل، في ظل الأثر الذي أحدثته صحافة السوشيال ميديا وصحافة المواطن؛ حيث الخبر مجاني تمامًا، ويتم نشره أسرع بكثير، مما أفقد الصحافة بأنواعها، الورقية التقليدية، والإلكترونية بصورها المختلفة الكثير من فاعليتها والتعويل عليها من جانب الجمهور.
وبالرغم من مشكلة المصداقية في كثير من الأحيان بالنسبة لبعض الأخبار والمواد المنشورة في هذه الوسائط؛ إلا أنه تبقى لها أهميتها وقيمتها الكبرى في نقطة السرعة في البث والوصول إلى الجمهور.
ووصل الحال إلى أن وكالات مثل «رويترز» و«أسوشييتد برس» و«أ. ف. ب»، باتت تعتمد عليها في خدماتها، في ظل أن معيار التفوق بين هذه الوكالات ومثيلاتها، هو سرعة البث، الذي لكي نتصور أهميته، قد يكون الفارق في تقييم أداء الوكالة في خبر بعينه، هو جزء من الثانية الواحدة!
فعلى سبيل المثال؛ كان الجمهور ينتظر كثيرًا قبل الوصول إلى أخبار نجوم المجتمع، أما الآن؛ فإن هؤلاء بضغطة زر واحدة يصلون بأخبارهم من الملاعب و"الجِم» أو أي مكان يوجدون فيه، إلى الجمهور بأسرع من أية وسيلة إعلامية.
وتزداد أهمية هذه المسارات للمعلومة والخبر والصورة، في أماكن النزاعات والأزمات؛ حيث يكون من الصعوبة بمكان الوصول إلى هناك بالطرق التقليدية، فتظهر أهمية صحافة المواطن والبث عبر السوشيال ميديا التي طورت أدواتها كثيرًا في السنوات الأخيرة؛ فلم تعد تقف عند مستوى التدوين المكتوب، بل طورت وسائل لنقل الصورة والمقاطع المصورة، بل والبث الحي.
وهنا اتجه الممولون إلى هذه الوسائط على حساب وسائل الصحافة الورقية والإلكترونية التقليدية.
تحديات الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية
وهنا؛ فإن هذه النوعية من المصادر بحاجة إلى البحث ليس عن مصادر للتمويل فحسب، وإنما عن وسائل تجعلها مستمرة في الجذب، برغم كل المميزات التي تقدمها صحافة المواطن و السوشيال ميديا.
ففي مصر؛ يظل الباعث الاقتصادي للمواطن في صالح الصحف الورقية، وفي ظل كوْن الإعلان الورقي في الصحف القومية مهمًّا بصورة رسمية في بعض الأحيان، مثل تغيير الاسم أو الملكية أو ما شابه.
ولكن، وبشكل عام؛ فإن الصحف الورقية قد لا تكون موجودة بالفعل في غضون عقدَيْن مقبلَيْن من الزمان، في ظل التطور المتسارع لأدوات العصر الرقمية في مجال المعلومات والاتصالات.
أما الصحافة الإلكترونية؛ فإن عليها واجبًا مهمًّا، وهو تنويع وسائطها لكي تتلاءم مع متطلبات العصر، مثل النسخ التي تعمل على الهواتف الذكية، وأن تتحول إلى تطبيقات في متاجر التطبيقات الإلكترونية مثل «جوجل بلاي» أو «أبل ستورز»، ودمج أدوات صحافة المواطن و السوشيال ميديا فيها، وهو ما بدأت فيه بالفعل صحف الجيل الرابع من الصحف الإلكترونية.
طالع أيضًا: