وُلِدَ «نزار بن توفيق القباني» في الحادي والعشرين من شهر مارس للعام 1923م، في حي من أحياء دمشق القديمة، ويعد نزار قباني أحد الشعراء المهمين والمشهورين في الوطن العربي، وقد ذاع صيته عبر العالم.

بدأ نزار قباني يستشعر الموهبة التي ميزه بها الله عن غيره من شباب جيله حيث اتجه لكتابة الشعر وأصدر أول دواوينه «قالت لي السّمراء» عام 1944م، عندما كان طالباً في كليّة الحقوق، وقام بطبعه على نفقته الخاصّة وكان عمره 16 عامًا فقط.

اقرأ أيضا: شاعر المرأة نزار قباني و أجمل ما غنى له القيصر

برغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له على مدار مسيرته الفنية سواء بالإلحاد والخروج عن الدين الإسلامي من رجال الدين أو انتقاد بعض الشعراء له لكتاباته الصريحة ووصفه الفج للنساء العاريات في أشعاره إلا إنه لم يكترث لها وواصل في كتابة دواوين الشعر حتى وصلت 35 ديوانًا كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن.

تنافس أكبر مطربين الوطن العربي على غناء أشعاره وقصائده, التي حققت نجاحًا واسعًا، حيث غنت كوكب الشرق أم كلثوم قصيدتين بعنوان «أصبح عندي الآن بندقيّة و رسالة عاجلة إليك» وغنى له العندليب عبدالحليم حافظ «رسالة من تحت الماء، وقارئة الفنجان» كما غنى له فنان العرب محمد عبده قصيدة «الفرار». 

وكان لجارة القمر فيروز نصيب من قصائده, فغنت له «لا تسألوني ماسمه حبيبي» وموال دمشقي بعنوان «سوريا» و قصيدة «وشاية»، والعديد من أشهر المطربين كنجاة الصغيرة, وفايزة أحمد, وأصالة نصري, وماجدة الرومي وغادة رجب, ولطيفة التونسية.

ولم ننسى مطرب نزار الأكثر تميزاً الفنان كاظم الساهر الذي ترأسهم حيث يعد أكثر من تغنى بشعر قباني. 

تعايش قباني عدة أزمات في حياته الشخصية، فكان النصيب الأول لابنه «توفيق»، الذي توفى بمرض القلب وعمره 17 عاماً، وكان طالباً في كليّة الطّب جامعة القاهرة، ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها « الأمير الخرافيّ توفيق قبّاني»، وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته.

أما الأزمة الثانية فكانت عندما قتلت زوجته «بلقيس»، خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف مقر عملها في السفارة العراقية, في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م، وترك رحيلها أثراً نفسيّاً سيّئاً عند نزار، ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها، وحمّل الوطن العربيّ كلّه مسؤوليّة قتلها رافضًا أن يتزوّج من بعدها، وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقّة بالعاصمة الإنجليزيّة وحيداً.

صدر لنزار قباني العديد من الأعمال الشعرية والدواوين أهمهما، ديوان قالت لي السمراء، قصيدة هوامش على دفتر النكسة، ديوان الرسم بالكلمات القصيدة الدمشقية, ديوان مئة رسالة حب, قصيدة خبز وحشيش وقمر ديوان أنت لي العمل النثري الشعر قنديل أخضر ديوان حبيبتي.

ولنزار عدد كبير من الكتب النّثرية، أهمّها«قصّتي مع الشّعر، ما هو الشّعر، 100 رسالة حبّ»، وانتهت رحلته في عالم الكتابة بقصيدة متى يعلنون وفاة العرب؟ حيث توفي في الثلاثين من أبريل ١٩٩٨، ودفن في دمشق.