انتهينا في الحلقة السابقة عند النقطة التي أدركت فيها السبب وراء عدم قدرتي على التحول بشكل كامل إلى ولد، وكيف استطاعت والدتي بشكل بديهي إلى اكتشاف شيء خاطئ في تصرفاتي، فحينها حاولت تغيير شكلي الخارجي دون تغيير طريقة تفكيري.
على الفور بدأت في التفكير مثل «الذكور» وكيف ينظرون إلى الفتيات ويتعاملون معهن، لكن ما حدث كان شيئًا كاد أن يجعل أنفاسي تتوقف، وربما يؤدي بي إلى الغيبوبة مرة أخرى، لكني صممت على خوض التجربة.
بالفعل بدأت خطوتي الأولى وتصرفت على أني ذكر، وحاولت أن أتفهم لماذا يقدم ولد على معاكسة فتاة، بل قررت أن أخوض التجربة و«أعاكس» لكن العواقب ربما تكون أسوأ مما أتوقع.
في البداية قررت «أعاكس» على مواقع التواصل الاجتماعي واخترت «فيس بوك» وحررت حسابًا شخصيًا باسم ولد، وبدأت البحث عن ضحيتي الأولى، وهنا كانت الصدمة.
صدمتي الأولى كانت في غرابة أسماء الحسابات الشخصية التي وجدتها في الموقع بداية «نونا المجنونة»، و«أم صبوحة الرايقة»، «سوسن عاشقة المتعة»، بخلاف أسماء لن أستطيع كتابتها حتى لا أقع تحت طائلة القانون وأكيد«أنتم فاهمين».
صدمتي الثانية كانت في تلك الشخصيات الهزلية التي اكتشفت فيما بعد أنها لفتيات في المرحلة الإعدادية تجلس بالساعات خلف شاشات الأجهزة، عرضة لهذا المد العالمي دون حسيب أو رقيب أو عقل راجح يستطيع التمييز.
بدأت الصدمات تتوالى بعد ذلك بداية من كمية الانحلال الأخلاقي إلى الألفاظ الخادشة إلى الصور العارية، ومقاطع الرقص على أنغام الأغاني الشعبية، وغيرها من الأشياء التي لم استطع حصرها الآن.
الطامة الكبرى أني فوجئت بحسابات شخصية منتشرة على الـ«فيس بوك» لفتيات ليل «يمتهن الدعارة أو النصب وحينها علمت معنى الشحن وتحويل الرصيد مقابل مشاهدة الأشياء الإباحية عبر كاميرات الويب، لكنني اكتشفت شيئًا أذهب عقلي حين علمت أن إحدى القضايا الشهيرة كانت النصابة فيها «ولد» استطاع تقليد صوت فتاة وأهم الشباب بمنحهم المتعة على أنه فتاة وحينما يتم تحويل الرصيد لا تجد الضحية سوى «بلوك» وحين علمت عدد الضحايا والمخدوعين في هذه البنت «الولد»لم أشعر بشيء إلا عندما وجدت والدتي تساعدني على استعادة وعيي مرة أخرى بعدما دخلت في «غيبوبة».