حارة السقايين التي تجاوزت قرنًا من الزمان، وتحتل مكانًا مميزًا في وسط القاهرة وترعى إحدى أقدم المهن التي كانت تعود إلى 200 عام، وأرخت للعديد من أغاني التراث لهذه المهنة مثل أغنية «حارة السقايين» التي غناها الفنان محمد منير.

تعود تفاصيل مقولة «حارة السقايين»، أو حارة «الزير المعلق»، بحي عابدين بوسط القاهرة، إلى انتشار الأزيار بها أمام بيوت الأغنياء والفقراء، وكان يوجد شخص يدعى «حكيم الزرزور»، حيث كان ضابطًا بالجيش التركي، رفض العودة إلى بلاده وقرر أن يساعد العمال في قصر عابدين نظرًا لشدة حرارة الجو، وذهب إلى الحارة حاملاً معه زير مقيد بالسلاسل الحديدية خوفاً من سرقته، لذلك سميت بـ «الزير المعلق».

كان السقاؤون يحملون قِرب جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء، وكان من شروط الالتحاق بمهنة السقا، عليه أن يجتاز اختبار مبدئي وهو أن يستطيع حمل قربة وكيس مليء بالرمل يزن حوالي 67 رطلاً لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالنوم.

وكانت القِرب تمتلئ بمياه النيل والآبار أو الخليج المصري الذي كان يصب في ترعة الإسماعيلية، الذي يبدأ من شارع بورسعيد ثم يتفرع ليصب في حارة السقائين.

يذكر أن عدد العاملين بمهنة السقايين تقدر بحوالي 3 آلاف و876 شخصًا عام 1870، وفقاً لكتاب «إحصاءات عن مصر»، أخذت مهنة السقا في الاختفاء من القاهرة منذ عام 1865، عقب انتشار الآلات الحديثة للضخ والأنابيب، ولم يتبقَ منها سوى اسم على لافتة داخل حارة بحي عابدين وأغنية للفنان محمد منير «متروحش تبيع المياه في حارة السقايين».