بعد كتابة مقالي السابق، وعنونته بـ«
يوميات امرأة بلا عقل» لم أكن أدرك حينها أن ينهال فوق رأسي تلك هذا القدر من التعليقات، والتي حملت في طياتها كلمات شكر وسناء، ولكنها حملت أيضًا كمية لا بأس بها من الاتهامات الموجهة للمرأة ولشخصي المتواضع.
أغرب ما لفت نظري في التعليقات، سؤال جاء من رجل حول طبيعة عقل المرأة وموقفها من التسامح، وهل هي «شيطانة» حين تترك المجال لمن تغفر له مرة تلو الأخرى قبل أن تغلق الباب في وجهه للأبد، حينها وجدت نفسي أمام سؤال فلسفي هو الأغرب على الإطلاق «هل النساء شياطين بالفعل».
استفزني السؤال لدرجة أنه أخرجني من تحت «البطانية» مسرعة لأمسك بقلمي وأوراقي، متسلحة ببقايا رغبات الدفاع عن بني جنسي من النساء، وكأنني مقبلة على حرب مقدسة أدافع فيها عن «مدينة حواء» بالكامل.
اقراايضا|
يوميات امرأة بلا عقل.. أيها السادة أنا مش فايزة أبو النجا
توقفت أناملي ربما لساعات وأنا أحدق في أوراقي البيضاء التي لم أخط فيها حرفًا واحدًا، فزحمة الأفكار أفقدتني القدرة على بدء ما كنت عازمة من هجومي على «الرجال»، وكأن حروفي ومفرداتي وقفت حائلًا بيني وبين هذا الهجوم، لأنني حينها تذكرت أن الحياة ليست صراعًا بين النساء والرجال.
ابتسامتي سبقت حروفي التي انهالت تخط هذه الكلمات، لأجدني مقبلة على كتابة سلسلة مقالات أحاول فيها أن أكشف لمعشر الرجال أن المرأة حين تسامح وتعفو وتتجاهل الأخطاء لم تكن يومًا «شيطانة» لأنها حين تفعل ذلك فإنها تحاول أن تنعش قلب العلاقة مع شريكها بـ«اكسير» التغاضي والتغافل، فانتبهوا أيها السادة «فهي لا تزرع الشوك» ولا تحاول إقناعك بالأكل من الشجرة فتشقى، لكنها تحاول حمايتك من خلق «شيطانة» تدمر ما حولها... يتبع
لمزيد من مقالات آية محمد علي