في ذكرى رحيل «الشاويش عطية».. أسعد الكثيرون وجسده ظل على الفراش لأيام
الأربعاء 24/أبريل/2019 - 01:06 ص
مؤمن ياقوت الحلوجي
طباعة
رحل عن عالمنا في23 إبريل، الفنان الكبير رياض القصبجي، والذي يعد أحد أهم الفنانيين الذين مروا من أمام الشاشة الفضية.
لذا ترصد «بوابة المواطن»، محطاته الفنية وعن حياته الشخصية، والظروف الصعبة التي مر بها، وعلاقته بالفنان إسماعيل ياسين، وعمله «كمساري».
نشأة رياض القصبجي
ولد رياض القصبجي في يوم 13 من سبتمبر 1903 عمل في بداية حياته العملية كمساري بالسكة الحديد، ونظراً لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية.
إصابته بالشلل النصفي
نقل رياض القصبجي إلي المستشفي اكتشف الأطباء اصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج.
حسن الإمام يرفع من روح رياض القصبجي ولكن
وفي أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم «الخطايا» الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الامام إلي الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الامام سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له.
جاء الشاويش عطية إلي الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل على نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل، لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه.
ولكنه الشاويش عطية أصر على العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتى لايكسر بخاطره.
ووقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها علي الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.
وفي لحظة سقط في مكانه!وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا!
وفاة رياض القصبجي
بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة.
ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتى تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال.