أظن .. وليس كل الظن إثم ، أن المظاهرة التي جرت أمام السفارة المصرية في الخرطوم يوم الخميس الفائت لم تكن أبداً وليدة لغضب آني أو معبرة عن شعور حقيقي بالكراهية ضد مصر وشعبها ، لأنه لايمكن لأي عاقل أن يصدق أن يكره الأخ أخاه .. ولست هنا في حاجة للحديث عن علاقة الأخوّة التي ربطت بين الشعبين، فمصر والسودان باقيتان في هذا المكان وسيظلان إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لكن .. ولأن سوء الظن من حسن الفطن فأقول إن قلبي يحدثني بأن أولئك الذين إحتشدوا أمام مبني السفارة لم يكونوا غير بعض أبناء جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدين علي أرض دولة السودان صدر لهم الأمر بالتظاهر في هذا المكان فقاموا بالتنفيذ وإنضم إليهم بعد ذلك بعض الكارهين لبلدنا أو بعض من تأثروا بما تقوله قنوات الإخوان في قطر وتركيا .
تلك القنوات المغرضة التي وما أن قامت الثورة السودانية حتي حولوا دفة التحريض من القاهرة التي فشلوا بفضل الله أن يشعلوا النيران فيها إلي الخرطوم الحبيبة أملاً منهم في إحراقها ومن ثم ينتقل الحريق من بعدها ليمسك بذيل جلباب مصر فتحترق هي الأخري وينالوا بهذا مأربهم الخبيث قبح الله وجوههم وأفشل بقدرته جهودهم .
أقول هذا محذراً لبعض أشقاءنا في الجنوب وبعض أبناء جلدتنا هنا ، فكتائب الإخوان قد كثفت جهودها في محاولات الوقيعة بين الشعبين خاصة في الآونة الأخيرة .
فإنتبهوا ولا تنزلقوا إلي ذلك الفخ اللعين.
( يهتفون ضد زعيم مصر أو يسيئون إليه عبر حسابات وهمية ، ليرد المصريون بالهتاف ضد قادة السودان ) فيشتعل الموقف ويتحقق لهم بهذا ما أرادوا .. خاصة بعد أن نجحت القمة التشاورية التي عقدت في القاهرة بشأن الوضع في السودان وخلصت إلي إتفاق القادة الأفارقة على مد المهلة التي كانت مقررة من قبل من خمسة عشر يوماً إلي ثلاثة أشهر لتشكيل الحكومة، وظهور الملامح المدنية للمرحلة الانتقالية وإرساء نظام ديمقراطي شامل حرصاً علي سلامة واستقرار السودان.
وعندها أصيب العملاء بالجنون لا لشيئ سوي أن مصر وزعيمها قد نجحوا في ردء الصدع الذي حدث بالبيت السوداني قبل إنهياره لا كتبه الله أبداً عليهم وحفظ السودان وأهله الطيبين.
فصدرت لهم التعليمات بتكثيف حملاتهم التحريضية ونشطت كتائبهم الإلكترونية وقنواتهم المشبوهه في الإساءة إلي مصر وزعيمها أملاً منهم في تأجيج الموقف وعملاً بالمثل القائل
«الزن علي الودان أمر من السحر»
وأخيراً نقول ..
إن مجرد هتاف هؤلاء ضد الرئيس السيسي
يجعلنا علي يقين بأن أولئك الهاتفين هم أبناء جماعة الإخوان وليس غيرهم
وكما قال المتنبي .. وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ، إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ .