حكاية في قرية| «سان ستيفانو».. أسماها خواجة وامتلكها سعودي
الخميس 09/مايو/2019 - 07:01 م
مريم حسن
طباعة
تواصل «بوابة المواطن» الإخبارية، تقديم الخدمات للمواطنين، والتي يأتي على رأسها حكاية في قرية، حيث أن لكل قرية اسم، ولكل اسم حكاية، ومدلول على هذا الاسم.
حكاية في قرية
«بوابة المواطن» الإخبارية، تحاول من خلال حكاية في قرية أن تقدم لقرائها ومتابعيها قاموس جغرافي يدون كل بقعة من أرض مصر، والتي تنطق بعض أسماء بألفاظ عجيبة ومدهشة ابتدعها أجدادنا، أو واكبت حدثا أو شخصية تاريخية.
إسكندرية ماريا وترابها زعفران بكل ما فيها من ثقافات مختلفة وخاصة الإيطالية واليونانية وبالطبع المصرية، وتضم عروس البحر المتوسط بين شوارعها وأزقتها وأحيائها العديد من المناطق التي تم تسميتها بأسماء أجنبية لشخصيات عظيمة قطنت فيها لسنين طويلة.
سان ستيفانو
وتعد منطقة «سان ستيفانو» إحدى المناطق الراقية في الإسكندرية، والتى تتبع حي شرق المحافظة، ويرجع سبب تسمية المنطقة باسم "سان ستيفانو" إلى أن الكونت إيتيان قام ببناء كنيسة في العام 1863 وأسماها باسم القديس استيفان في نفس المنطقة.
وقامت أيضا شركة ترام الرمل آنذاك بإطلاق اسم "سان ستيفانو" رسميا على محطة الترام تخليدا لذكري انتصار الصرب على الأتراك العثمانيين بمساعدة روسيا عام 1874م في موقعة سان استيفانو، ثم إعلان استقلال صربيا.
وتضم المنطقة فندق «سان ستيفانو» الذي يعد من أقدم وأعرق فنادق مصر؛ وتم بناء الفندق محل قصر "الكونت ستيفان ايتيان" وكان قصرا كبيرا يعرف باسمه قصر ستيفان، بعد أن هدم القصر علي يد اﻻسطول الفرنسي، وكان الفندق مركزًا لتجمع الأسرة المالكة والأثرياء وكثير من الأحداث التاريخية.
وبني الفندق المهندس المعماري "بوجوس نوبار" ابن "نوبار باشا"، وتم افتتاح الفندق في 26 يونيو 1887م على يد الخديوي "توفيق"، ثم توقف الفندق عن العمل في فترة الحرب العالمية الثانية بسبب الغارات الجوية التي تعرضت لها الإسكندرية آنذاك وتحول الفندق حينها إلى مستشفى للجيش البريطاني، وبعد انتهاء الحرب أعيد اﻻفتتاح وظل يعمل حتي الستينيات حيث تم تأميمه من قبل الدولة وخضع الفندق لشركة الفنادق المصرية، كما شهدت قاعات الفندق محادثات السﻻم بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء اﻻسرائيلي مناحم بيجن.
واعتبر فندق وكازينو سان ستيفانو في فترة أوائل القرن العشرين محلا لتجمع نخب المدينة من الأثرياء والشخصيات العامة ومنهم أفراد من الأسرة المالكة وقتها، كمان كان الكازينو الملحق بالفندق مشيدا على الطراز المعماري لمنتجعات جنوب فرنسا الترفيهية، وكان من زوار الفندق الدائمين الإمبراطور "لو سالفاتور من هابسبورغ" من الإمبراطورية النمساوية المجرية.
وفي الثمانينيات تم استئجار الفندق من قبل إحدى شركات القطاع الخاص لكنها عجزت عن تسييره، وبعد ذلك سيطرت محافظة الإسكندرية على الشاطئ الخاص بالفندق ثم تلاه قرار من وزارة السياحة بغلق الفندق والاكتفاء بتشغيل المقاهي الخاصة به وذلك في عام 1993، ثم قامت مجموعة "طلعت مصطفى" العقارية بشراء الفندق والأرض التابعة له وتم إزالة فندق وكازينوا سان ستيفانو القديم وبناء مجمعا سياحيا ضخم حمل اسم "سان ستيفانو جراند بﻻزا" وتم افتتاحة في يوليو 2007؛ ويملكه كونسورتيوم مصري - سعودي ويتكون من عدد من العمارات السكنية وفندق ومركز تجاري وشاطئ مزود بمساحة مخصصة لليخوت.