كأس الأمم الإفريقية| رحلة مع منتخب الفراعنة في الفترات الذهبية
الأربعاء 15/مايو/2019 - 10:53 ص
محمد الحاوي
طباعة
حقق المنتخب المصري رقم قياسي في تحقيق بطولة كأس الأمم الإفريقية، لثلاث نسخ متتالية، بقيادة المعلم حسن شحاتة، وفي رحلة مع الزمن، نسافر لنسترجع ذكريات هذه الفترة.
ليلة الجمعة 10 فبراير 2006
يستعد منتخب الساجدين لخوض المباراة الختامية لبطولة كأس الأمم الإفريقية، في مصر 2006، كوتديفوار هو الطرف الثاني في النهائي، ورغم هزيمته في المجموعات إلا أنه يظل خصمًا قويًا.
الذاكرة تحتفي بتصويبة أحمد حسن التي سكنت شباك جنوب إفريقيا، لتعلن فوز مصر بالبطولة الخامسة في تاريخها، والجميع متأهب من أجل العودة إلى منصات التتويج.
ولكن إخفاق التأهل إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا يراود الجميع، الأمل الأخير في مصالحة الجماهير المتعطشة للبطولات، واستغلال عامل استضافة كأس الأمم الإفريقية على أرض مصر.
بدأت المباراة، والإيقاع سيجال بين المنتخبين، انتهى الوقت الأصلي والإضافي، والتعادل السلبي يفرض نفسه على المباراة، لنصل إلى ركلات الترجيح، والتي أعلنت الأفراح في شوارع مصر، أبوتريكة يصوب ركلة الترجيح الأخيرة، ويقضي على آمال كوتديفوار، لتحقق مصر كأس الأمم الإفريقية الخامسة في تاريخها.
ليلة الأحد 10 فبراير 2008
قدم المنتخب حتى الأن واحدة من أروع البطولات في تاريخه، تصدر المجموعة على حساب الكاميرون، والفوز على أنجولا في ربع النهائي، ثم تجاوز ساحل العاج برباعية برهنت على قوة منتخب مصر.
منتخب مدجج بالنجوم في كل خطوطه، عصام الحضري، سد منيع، أحمد فتحي وهاني سعيد ووائل جمعة وسيد معوض، جدار برليف الحصين، أحمد حسن وحسني عبدربه ومحمد شوقي وأبوتريكة، وأمامهم محمد زيدان، خطين من شأنهم الفتك بأي منتخب يقابله.
أكرا المدينة الغانية تحتضن المباراة النهائية بين مصر حاملة اللقب والكاميرون، رغم أن الفراعنة فازت عليهم في المجموعات 3 - 1، إلا أنه دائمًا تكون النهائيات ذات ظروف خاصة.
المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكرة ملعوبة في ضهر المدافعين، وصل إليها سونج، قلب دفاع الكاميرون، وبعد مطاردة من زيدان، خطف الكرة ومررها إلى القادم من الخلف، ليقبل أبوتريكة الهدية ويسكن الكرة في «خرم إبرة»، مصر بطلة كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية تواليًا.
ليلة الأحد 31 يناير 2010
الذاكرة مغتابة، ما بين استعراض القوة أمام البرازيل في كأس القارات، وهزيمة الطاليان برأسية محمد حمص، وإخفاق جديد بالفشل في التأهل إلى كأس العالم جنوب إفريقيا 2010.
منتخب أحرج راقصي السامبا، وقاوم زخم محاولات جرينتا الطاليان، وعندما ذهب إلى ملاقاة الجزائر، في مباراة فاصلة في أم درمان بالسودان، لُعبت المباراة خارج المستطيل الأخضر، فخسرت مصر بهدف عنتر يحيى.
الجزائر إلى كأس العالم على هامش موقعة أم درمان، وكأن القدر يتعنت أمام طغيان جيل ذهبي، كان له الحق في المشاركة والظهور من خلال مونديال العالم.
تجاوز الجميع هذه الذكريات المخيبة، فتصدرت مصر المجموعة في كأس الأمم الإفريقية، وتخطت الكاميرون في ربع النهائي، ولقنت الجزائر درسًا في الكرة، انتهت حصته عند الهدف الرابع، ربما رد اعتبار، ولكنه لم يعوض عن عدم الصعود إلى كأس العالم.
المعلم يقود المنتخب في موقعة لواندا، أمام غانا المدعمة بروح الشباب، في مباراة صعب التخمين في الفائز بها، وليكمل محمد ناجي جدو مسيرته الناجحة كبديل ذهبي، كرة سريعة مع محمد زيدان، و«وان تو» وصلت إلى جدو أمام المرمى، ليصوبها في شباك البلاك ستارز، مصر البطل لـ كأس الأمم الإفريقية، للمرة الثامنة في التاريخ.
وتلى هذا الانجاز عدم تأهل إلى الثلاث نسخ القادمة من البطولة، إلى جانب عدم التأهل إلى كأس عالم 2014، وأخيرًا نجح في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2017، ووصل إلى نهائي البطولة قبل أن يخسر أمام الكاميرون.
وينتظر إنطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية مصر 2019، بداية من 21 يونيو القادم وحتى 19 يوليو على ملاعب مصر.