أنا اخت العريس.. ظلت تلك الكلمة تغريني على مدار الأيام القليلة الماضية، وكأنها عقد من اللؤلؤ يغازل عيون فتاة صغيرة، ورحت على إثرها أبذل جهودًا جبارة لاحتواء تلك المشاعر المتداخلة التي تعتريني حتى لا أبدو بين الأهل والأقارب أثناء تحضيرات الفرح كالبلهاء التي تضحك دون سبب واضح.
وجاء اليوم الموعود، وأكاد لا أتذكر جيدًا متى أغلقت عيني ذهبت في جولة صغيرة من النوم، فجميع أجزاء جسدي كانت متأهبة لمثل هذا اليوم الذي مكثت انتظره منذ أطل هذا الـ«أحمد» إلى الدنيا، فحينها رأيت فيه ابني الذي لم انجبه بعد.
شمس ذلك اليوم لم تكن أبدًا كسابقيه، فنظرة واحدة إلى الصبح الذي أشرق يومهًا كانت تتحدث، وأكاد أقسم أنني كنت أستمع إلى صوتها متناغمًا مع العصافير وحتى أبواق السيارات، فجميع ما حولي يومها كانت يتحدث لغة واحدة، وكأنها معزوفة موسيقية تخبر العالم أجمع «الليلة فرح أحمد ابن قلبي».
حاولت جاهدة أن اتمالك نفسي كالعادة حتى لا يتهمني من حولي بالجنون إن أخبرتهم أنني أستمع إلى صوت أشعة الشمس الذهبية وهمهمات العصافير وحتى صوت المياه والنسمات التي تتحدث حول فرح ابن قلبي.
ساعات مرت لا أدري كم عددها، فمنذ ذلك اليوم وأنا لا أدرى هل فعلًا تزوج ابني، أم أنني لا أزال أعاني من هلوسات سعادة حلم غجري اختطفني إلى ما وراء المألوف والطبيعة والبشر والأرض بكاملها إلى وسادة بين السحاب تتحدث أيضًا عن فرح أخي الصغير.
ولا أكتمكم سرًا أنني إلى الآن لا أدري حقًا، فالكمية التي تناولتها من اكسير السعادة لا يتحملها قلب أقوى الرجال، ولا يخطر على بالي سوى تساؤل وحيد، هل سيتحمل قلبي أيضًا نفس القدر من هذا المخدر السحري بزواج بنت قلبي« ندا» انتظروا الإجابة في يوم زفاف ذلك المخلوق الملائكي الذي لا يمت للبشر بصلة« ندا».
لمزيد من مقالات آية محمد علي
من هنا