تُعَد مشروعات الطاقة النظيفة في أوزبكستان من أهم مجالات التعاون مع المملكة العربية السعودية؛ إذ جذبت، خلال العامين الماضيين، استثمارات ضخمة.
ووقعت السعودية وأوزبكستان، عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، تصدرها التعاون في مجال الطاقة، على هامش زيارة رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، للمملكة.
من جانبه، أشاد وزير الطاقة السعودى بالإنابة، عصام بن سعد بن سعيد، بعمق ومتانة العلاقات التي تربط المملكة بجمهورية أوزبكستان والتي تشمل مجالات عديدة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ودينية.
وأشار وزير الطاقة بالإنابة إلى أن علاقات التعاون بين السعودية وأوزبكستان في مجال الطاقة تشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، وتحظى بدعم متواصل من قيادة البلدين يتمثل في تشجيع الشراكات وتبادل الخبرات في مجال تطوير مشروعات توليد الكهرباء خاصة من مصادر الطاقة النظيفة المتجددة والمشاركة في البحوث والتطوير والدراسات التطبيقية في قطاعات الطاقة.
وأكد أن ذلك يأتي امتدادًا لاهتمام المملكة في مواكبة التقدّم العالمي في مجال الطاقة النظيفة والتقليدية وتقنياتها وحرصها على الإسهام في استدامة إمدادات الطاقة العالمية والعمل على ذلك بشكل دائم مع شركائها.
وأشار إلى أن التعاون بين السعودية وأوزبكستان شهد إطلاق مشروع تطوير معهد بحوث للطاقة المتجددة والهيدروجينية في أوزبكستان؛ إذ وُقِّعَت مذكرة التفاهم بين وزارة الطاقة الأوزبكية وشركة "أكوا باور"، إحدى الشركات السعودية البارزة في مجال مشروعات الطاقة، وشركة "إير برودكتس" العالمية لتطوير المعهد.
وأوضح وزير الطاقة بالإنابة أن السعودية عملت، خلال العامين الماضيين، على تطوير أعمالها في مجال الطاقة في أوزبكستان؛ إذ وقعت شركة "أكوا باور" اتفاقيات لمحطات توليد الكهرباء بشقيها المتجدد والتقليدي؛ منها مشروع "سيرداريا" لإنتاج الكهرباء باستخدام الغاز، ومشروعا ولاية بخارى ونوكوس لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
وأشار إلى أن حجم الاستثمارات في هذه المشروعات تجاوز 2.5 دولارًا وتمثل المشروعات نحو 20% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للكهرباء في أوزبكستان.
وأكد أهمية الاتفاقيات التي تمت خلال زيارة الرئيس الأوزبكي إلى المملكة؛ إذ وقعت اتفاقية إنشاء مشروع طاقة الرياح في ولاية "قرقرل باغستان" بسعة 1500 ميغاواط، واتفاقية التعاون الاستثماري بين "أكوا باور" ووزارة الطاقة ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية الأوزبكية؛ بهدف تطوير مشروعات مجالات إنتاج الكهرباء من الغاز والرياح والطاقة المائية والهيدروجين الأخضر.
وأكد أهمية مواصلة التعاون وتعزيزه مع أوزبكستان في مجالات الغاز والبتروكيميائيات والاستخدامات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية وتطوير البنية التحتية لتطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون والتقاط الكربون واحتجازه واستخدامه، والهيدروجين.
كما تتضمن مجالات التعاون كفاءة الطاقة والتعاون مع الشركات الأوزبكية في قطاع البناء والصناعة لتجربة واستخدام مواد بوليمرية مبتكرة ومستدامة، والعمل على توطين منتجات قطاع الطاقة وسلال الإمداد المرتبط به.
وقد وقعت السعودية وأوزبكستان14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدد من المجالات الاستثمارية، بحضور وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ونائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان جمشيد خوجايف.
وتهدف الاتفاقيات ومذكرات التفاهم إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والدفع بالشراكة بين القطاع الخاص السعودي والأوزبكي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتعزيزها في عددٍ من القطاعات المستهدفة وتوسيع الشراكة الإستراتيجية، وتنمية العلاقات الاستثمارية بين البلدين، وتبادل البيانات في الفرص الاستثمارية المتاحة، وربط فرص الاستثمارات النوعية.
وتغطي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مجموعة من القطاعات الاستثمارية؛ بما في ذلك خدمات النقل الجوي والثروة الحيوانية والزراعة والرياضة والتعليم والعلوم والإعلام والطاقة والتقنية.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد استقبل في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة، ، رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف.
وعقد ولي العهد ورئيس أوزبكستان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص التعاون في شتى المجالات، بالإضافة إلى استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كما شهد ولي العهد ورئيس أوزبكستان مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين، والتي تتضمن عددًا من مجالات التعاون المشترك.