إن الرفاهية والعيش بسلام هما أكثر ما بحثت عنه القيادة المصرية منذ توليها مهام الدولة فيما عرف بحقبة ما بعد 2014 وهو العصر الجديد التي شهدته مصر من تنمية في مختلف المجالات، حيث أصبح الجميع يرى على أرض الواقع مدن جديدة تُنشأ وقرى تتغير ويتوفر لها كل الإمكانيات المتاحة للعيش بكرامة ورفاهية.
فهناك مشروعًا نفذته الدولة المصرية في الآونة الأخيرة وهو ما كان يعتبره الجميع حلم، هذا الحلم كان بجملة بسيطة اختصر فيها الرئيس السيسي معاني كثيرة وطموحات وآمال بحث عنها الشعب المصري في كل العصور وهي "حياة كريمة".
هُنا في إحدى قرى مدينة القناطر الخيرية، أصبحت حياة المواطنين مُهددة بخطر الإنهيار، حيث يستيقط كل يوم مواطن جديد ليجد منزله على حافة الإنهيار سواء كان من التصدعات او الشروخ او هبوط التربة او ما شابه من عوامل الضرر التي لحقت بالمنازل، فهناك المنازل التي تحتضن مجموعة من الأسر وليست أسرة بمفردها وهناك المنازل التي تحتضن اليتامى ومن هم تحت خط الفقر، وهناك منازل تحتضن شباب أراد أن يشق طريقه في سبيل الإستقرار، إلى أن جاءت تلك الكارثة وخسفت بأحلامهم الأرض.
وفي كل يوم جديد تصبح الكارثة أكبر وأعمق مما يتخيل البعض، وهو ما يلقي بعبء مضاعف على المسئولين الذين وجدوا أنفسهم مطالبين بسرعة حل تلك الأزمة حتى يستقر الجميع وتهدأ الجموع الغاضبة.
ويظل السر وراء الإنهيار المتتابع لتلك المنازل غامضًا، حيث أن جميع ما قيل هو تكهنات مثل سوء البنية التحتية، والطريقة الخاطئة التي استخدمها أهل القرية في بناء منازلهم دون وضع الأساس الصحيح، او تلف منظومة الصرف الصحي وشبكة المياه او المصيبة الأكبر وهي إصابة بعض أهالي المنطقة بهوس التنقيب عن الآثار مما أدى بهم للحفر في أنفاق تحت بيوت الغير وجعلها آيلة للسقوط.
وأيًا كان السبب وراء ذلك فالنتيجة واحدة، وهي التشرد الذي أصبح جميع سكان المنطقة يعانون منه وهو ما يُلزم المسئولين بسرعة البحث عن السبب الأساسي والمباشر فيما يحدث بل وايضًا التحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي توقف الخطر وتُعطي المواطن الإستقرار الذي يبحث عنه، وهذا الشيء لن يتحقق إلا إذا تم إدارج هذه المنطقة ضمن مباردة "حياة كريمة" الذي أنشئت في الأساس لمثل هذه الكوارث.
ومن هُنا فإننا نناشد المسئولين الذين لم يبخلوا ابدًا بذرة جهد او عرق ومنذ ظهور الأزمة وهم يبحثون لها عن مخرج يحفظ حياة المواطنين، بضرورة التحلي بالحكمة والسرعة في آن واحد، ومحاولة لفت النظر من المبادرة التي أقرها الرئيس لمثل هذه المناطق التي أصبحت متضررة بالكامل ومُهددة بخطر التشرد، لأن الوضع اذا لم يتم السيطرة عليه فإنه سيؤدي بنا إلى نتائج كارثية خارجة عن السيطرة.