مهسا أميني ضحية ما يسمى بشرطة الأخلاق
مهسا أميني، فتاة الاثنين والعشرين عاما، مشعلة الأحداث الثورية في إيران للتحرر من التذمت الديني، هي ضحية إحدى جهات الدولة، أو ضحية نظام الدولة كاملا، شرطة الأخلاق أو الآداب كما يسمونها في إيران كانت الجاني على الكثيرات مثل مهسا أميني، مهمة شرطة الأخلاق هي تطبيق شروط الشريعة الإسلامية في الحجاب والملابس بشكل عام للرجال والنساء، لكن النساء هن الجانب المظلوم في هذه القصة.
تمثل شرطة
الأخلاق جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما نعرفها في وطننا العربي، لها حق
اعتقال المواطن أو المواطنة المخالفة للزي العام في إيران، وهذا تماما ما حدث مع
مهسا أميني، بعد أن قبضت عليها شرطة الأخلاق تم تحويلها لمركز إعادة التثقيف لتلقي
دروس في الاحتشام لتموت مهسا أميني بعدها بثلاثة أيام.
يذكر أن شرطة
الأخلاق تجبر المعتقلين على التوقيع على تعهد بعدم الاخلال بالزي المحتشم في نظر
شرطة الأخلاق بعد حضور دروس الاحتشام، و يعاملن النساء كمعتقلات، وكان هذا سببا في
مآساة الثالث عشر من سبتمبر اليوم الذي ألقت فيه شرطة الأخلاق القبض على مهسا
أميني لينفجر الغضب المكتوم.
اندلعت مظاهرات
ضخمة في إيران جراء واقعة مهسا أميني وخلعن النساء حجابهن بل و أحرقنه و قصصن شعرهن
ليعبرن عن مدى الظلم الذي يتعرضن له يوميا من شرطة الأخلاق التي ما لبست أن أنكرت
هي والسلطات مسؤوليتها عن وفاة الشابة مهسا أميني، وقتل
35 مواطن على الأقل على خلفية الاحتجاجات الأكثر شهرة على الساحة الآن.
وقامت السلطات الإيرانية بقطع الاتصال بالإنترنت لتمنع المواطنين من إظهار
حقيقة ما تفعله السلطات الإيرانية مع المتظاهرين، ولكن على هذه الخلفية أصدرت الولايات
المتحدة الأمريكية قرارات بتخفيف القيود على الإنترنت بإيران ردا على السلطات الإيرانية.
تتناقض أفعال شرطة الأخلاق كليا مع الشريعة الإسلامة، حيث أن شرطة
الأخلاق تزعم أنها تحمي النساء والمجتمع من المظاهر المناقضة للشريعة، لكن هذا
ينتاقض تماما مع جوهر العقيدة التي تتيح للفرد أن يكون مخير يستخدم عقله في تحديد موقفه من الرأي والرأي الآخر.
العقيدة الإسلامية تدعو للسلام لا للتعذيب، وتدعو لتقبل الإنسان فهي
إنسانية بالدرجة الأولى، فالله عز وجل لا يرضيه قتل وتعذيب عباده بمثل هذه الدوافع
التي تتنافى مع مبادئ الإسلام، فالحرية هنا لا تتناقض مع العبودية، فالله خلق
العقل لنفكر به ونقرر ما نريد ونتحمل نتيجة إختياراتنا في النهاية.