كرة القدم.. كيف كانت سلاح الجيش المصري في حرب اكتوبر 1973
الخميس 06/أكتوبر/2022 - 12:00 م
أمل سعداوي
طباعة
مباريات كثيرة حُفظت في ذاكرة عشاق الرياضة المصرية لا سيما كرة القدم، مباريات كتُبت في أوراق التاريخ ليست بأي حبر إنما بماء الذهب، مباريات ستظل بصمة تاريخية يتذكرها أجيال وأجيال مهما مرت العقود، مباريات شاركت في لعبة الخداع، وحطمت كبرياء العدو الصهيوني.
ففي العام 1973، شاركت كرة القدم في خطة الجيش لعبور القناة والانتصار على إسرائيل دون علم، فكانت تلك خطة القيادة السياسية لتُلهي العدو وتؤكد على عدم عزمها القيام بحرب في وقتها، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة لإسرائيل ويتحطم كبريائها ببنادق جنود الجيش المصري.
كان الدوري المصري في العام 1973، قائمًا وحرصت الدولة المصرية على استمراره كنوع من إلهاء العدو كما ذكرنا سابقًا، لتُلعب سبع مباريات في وقت سريع ويتبقي مباراتين هما غزل المحلة والطيران، والإسماعيلي والمصري.
وفي يوم السادس من أكتوبر وبالتحديد الساعة الثانية وخمس دقائق، وأثناء إقامة مباراة غزل المحلة والطيران، تمكنت قوات الجيش المصري من عبور القناة، لتهتف الجماهير "الله أكبر"، ليتوقف اللاعبين لمعرفة سبب تلك الهتافات، فهي على غير العادة ليكتشفوا عبور قوات الجيش لقناة السويس والانتصار على إسرائيل.
فلم يكن اللاعبين على علم بقيام تلك الحرب، فكانت أجهزة الدولة حريصة على عدم معرفة اللاعبين حتى لا يعيشوا أجواء مقلقة ويستمروا في لعب المبارأة حتى لا يشك العدو في شيء، وعندما علم اللاعبين تحول الملعب إلى صالة احتفال لتجد الدموع الممزوجة بالفرح تسيل من عين كل من في الملعب، ليقرر الفريقان بعد ذلك استمرار المبارأة بشكل ودي والتي انتهت في النهاية بالتعادل.
وفور انتهاء المباراة، أعلن اتحاد الكرة إلغاء مباراة المصري والإسماعيلي، قبل انطلاقها ثم إلغاء البطولة برمتها وإيقاف النشاط، دعمًا لوحدة الصف والنسيج الوطني في الحرب المجيدة.
ولم تكن تلك المباريات هي الوحيدة التي جعلت كرة القدم أثناء حرب أكتوبر ذاكرة في وجدان وعقل المواطنين، بل أيضًا كان أبطال الكرة سببًا في ذلك، فقد استشهد عبده أبو حسين لاعب النادي المصري البورسعيدي، بالإضافة إلى مشاركة عبد العزيز بدران وحماده إمام ومحمود بكر ومحمود الجوهري، وعبد العزيز قابيل في الحرب.
وبذلك تكون كرة القدم قد شاركت ولو بجزء بسيط في خطة الخداع الاستراتيجي لحرب اكتوبر.