خالص ..مالص ..بالص 

كثيرًا ماقيلت هذه الكلمات على سبيل المزاح، يقولها المرء إذا كان يريد نفي شيء ما عنه، مثلًا إن سأله أحدهم عن شيء و أجابه الأخر بلا وإن أراد أن يؤكد على إجابته يدركها بخالص عادةً وأحيانًا يذكر الباقي مالص..بالص

ولكن هل تعلم عزيزى القارىء أن هذه الكلمات الثلاث لها اصل ومدلول؟

 

يُعتبر الفاطميُّون هم أول من بنوا أسوارًا حول القاهرة في مصر، فكانت الفُسطاط قبل ذلك مدينة بلا أسوار لفترة طويلة. 

ومن المعروف أن الغرض الأساسي من بناء السور هو الدفاع عن المدينة وحمايتها، ولكن يوجد غرض أخر، وهو إحكام السيطرة على مداخل المدينة فلا يدخل التجار ببضائعهم الى اسواقها الا بعد دفع الضريبة.

وكانت أبواب المدينة تُفتح مع ضوء الفجر، وتُغلَق في وقت المغرب يوميًا.. و التجار كانوا يبيتون ليلًا بجانب الأبواب، منتظرين الصباح، و من يدفع الضريبة من التجار بالكامل، يحصل على صك بأنه "خالص" أي الضرائب، وله ان يبيع بضاعته في اي سوق أو في أي وكالة شاء.

ومنهم من كان يتهرب من الضرائب المفروضة نظرًا لكثرتها، فكان يمنح الجنود الواقفين على البوابة لكل واحد بلّاص من العسل أو المِش أو ماشابه.. فيسمح له الجنود بالمرور، وحين التفتيش يقولون لبعضهم البعض.. اتركه فهو "بالص" أي منحهم بلاصًا أو أكثر..

ومن التجار من كانت تجارته صغيرة لا تتعدى حمولة حمار أو جمل واحد، فكان يسير ببضاعته الصغيرة تلك بجوار قافلة ممن دفعوا الضرائب فيُعد منها ويتهرب من الضريبة، لعلك عرفت عزيزي القارئ ماذا يُطلق عليه! ، نعم إنه "مالص"،  أي تملَّص وهرب من دفع الضرائب، فيذهبون اليه مطالبين اياه بتقديم صك الدفع.

فتواردت هذه الكلمات على لسان العامة فيما بعد.. "خالص".. "مالص".. "بالص"..