32 عامًا على عودة الجامعة العربية إلى القاهرة
الخميس 20/أكتوبر/2022 - 07:23 م
حبيبة الحاكم
طباعة
تعتبر جامعة الدول العربية أحد أقدم المنظمات الإقليمية الدولية نشأة، حيث تزامن قيامها مع نهاية الحرب العالمية الثانية فكان تأسيسها على يد بعض الدول المستقلة آنذاك، ولها نفس أهداف المنظمات الإقليمية الأخرى، حيث أنها جاءت من ولأجل توثيق الصلات بين الدول الأعضاء.
وانعقدت في مثل هذا اليوم أول جلسة لجامعة الدول العربية بعد نقلها من القاهرة إلي تونس احتجاجًا على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، كما تم تعليق عضوية مصر بالجامعة كعقاب لها.
عقدت العراق قمة لجامعة الدول العربية في بغداد بمشاركة 10 دول عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعرفت بـ"بجبهة الرفض"، وأعلنت القمة رفضها لاتفاقية "كامب ديفيد"، وقررت الدول العربية، عدا عمان والصومال والسودان، نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر، ثم قطع العلاقات بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979.
وشملت المقاطعة بين الدول العربية ومصر تعليق الرحلات الجوية ومقاطعة المنتجات المصرية وعدم التعامل مع الأفراد، وأصدرت الجامعة العربية آنذاك قرارا باعتبار تونس المقر الرسمي للجامعة العربية وتعيين "الشاذلي القليبي"، أمينًا عامًا للجامعة.
لم يهتم الرئيس الراحل محمد أنور السادات في ذلك الحين بهذه القطيعة بأي شكل من الأشكال، ووصل به الأمر إلى مهاجمة الدول العربية في خطابه الشهير بمجلس الأمة "البرلمان" حينما قال: "إن مصر أم العرب وعلى العرب الانتساب إلى مصر لا العكس".
معاهدة السلام
وقعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في 26 مارس 1979، وذلك تتويج للاتفاقيات التي تم التوصل إليها العام السابق في اتفاقية
"كامب ديفيد" التي كانت الطريق الرئيسى لتوقيع هذه المعاهدة، وتم إبرام المعاهدة بين "أنور السادات" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "مناحيم بيغن" و ذلك في حفل أشرف عليه الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" لينتهي النزاع بين الدولتين، وأصبحت مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل التي كانت في حالة حرب مع القاهرة وغيرها من الدول العربية منذ تأسيسها عام 1948.
ما جاء في المعاهدة
- الانسحاب الإسرائيلي من أرض سيناء طبقًا لجدول زمني محدد وهو 3 سنوات.
-لم تُلزم إسرائيل في نص مباشر بأي التزامات خاصة بالقدس المحتلة، وتحقيق الحكم الذاتي لفلسطين، وبهذا يمكنها المماطلة في هذا الموضوع، ويحق لها الاستيطان في القدس.
-نصت المعاهدة على أن يكون خليج العقبة ومضيق تيران مياه دولية، و يحق للسفن الإسرائيلية الإبحار فيها متى تشاء، وكذلك العبور الجوي لطائرات العدو في سماء مصر.
- هدفت المعاهدة السلام المنفرد مع مصر فقط ولا تلتزم مصر بأي التزامات تجاه الدول العربية وخاصة القدس المحتلة.
-تقام ترتيبات أمن متفق عليها بما في ذلك مناطق محدودة التسليح في الأراضي المصرية والإسرائيلية وقوات أمم متحدة ومراقبين من الأمم المتحدة وهذه الترتيبات.
رد فعل الدول العربية
قوبلت هذه المعاهدة بغضب هائل في جميع أنحاء العالم العربي حيث أدينت واعتبرت طعنة في الظهر، على الرغم من انضمام السعودية إلى الدول المنددة بالمعاهدة فقد كانت تدعم بسرية جهود كارتر.
وهناك ثلاثة دول عربية امتنعوا علانية عن إدانة خطوة "أنور السادات" وهم المغرب، والسودان، و عمان، والشعب الفلسطيني بالطبع فالشعور بالغضب كان قويا بوجه خاص بين الفلسطينيين، مع قول زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، "ياسر عرفات": "دعهم يوقعون ما يحلو لهم، السلام المزيف لن يدوم"، ووصف العرب المعاهدة بأنها خيانة تضرب حقوق الفلسطينيين.
وعلى الفور عُلّقت عضوية مصر في "الجامعة العربية" التي نُقل مقرها من القاهرة إلى تونس. واستدعت معظم الدول العربية سفراءها من القاهرة وتم قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
بالاضافة إلى مواجهة "السادات" انتقادات واسعة في مصر وبعد ثلاث سنوات تم اغتياله.
سلام بارد
لم يرحب المصريون بالمعاهدة فإن الشعور المعادي للدولة العبرية لا يزال قائمًا إلى الأن، بالطبع فهي في نظر الشعب المصري العدو المحتل، كما يرون أن إسرائيل لم تتبن مبادئ السلام مع الفلسطينيين وهي تقتلهم وتستولي على أراضيهم.
وقبول مصر بإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع سياسي كامل مع إسرائيل لم يُترجم إلى تطبيع ثقافي وشعبي، بل هو "سلام بارد" مشكوك فيه.
الجامعة العربية في القاهرة مرة أخرى
أصدر اجتماع مجلس الجامعة في العاصمة التونسية 11 مارس 1990 بعودة الجامعة العربية إلى مقرها الأصلي في القاهرة، بالإضافة إلى إنشاء مركز أخر لجامعة الدول العربية في تونس.