الثقافة والفن والإعلام هي القوى الناعمة
المحركة للشعوب، وهي وسيلة كذلك لضغط الدول القوية على دول العالم الثالث والثاني
أحياناً لتبث قناعات وأفكار تكاد لا تكون موجودة من الأساس عند تلك الدول، فقط
مخدر مغشوش.
والشرق كقوى متكتلة على النقيض الغربي، فشعوبها عاشقة للفن والحضارة ،و
هذا سبب قوي للصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، نمتلك نحن الحضارة والبابلية
والأهم الحضارة المصرية ، والتي سيطرت بلهجاتها وثقافاتها الشعبية على شعوب
المناطق المجاورة، وكان من بين أسباب السيطرة الدرما والسينما والغناء المصري.
فدعني عزيزي القارئ
أقص عليك قصة قصيرة، في يوم من الأيام منذ ثماني سنوات تقريبا و قبل تولي الرئيس
"عبدالفتاح السيسي" مقاليد الحكم، اجتمع بالمثقفين والفنانين ليستمع
إليهم في إشارة منه بالاهتمام بتلك القوى الناعمة.
تحدث أغلبية الحضور
وعندما جاء دور الفنان الراحل "نور الشريف" قام بإرسال رسالة مشفرة إلى
الرئيس فقام وقال " بعد نكسة 1967
ذهب الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" الى دولة المغرب بصحبة الملك
"محمد الخامس" في شوارع الرباط و إذا يتفاجئ الجميع بأحد الأشخاص
المغاربة يهرول ناحية الرئيس المصري و ينادي عليه "ياريس ناصر يا ريس
ناصر" فنظر إليه الزعيم "جمال" فقال لة الرجل المغربي "سلملي
على "إسماعيل ياسين".
ثم أكمل الراحل نور الشريف حديثة و قال:"هذا
المواطن المغربي لم يرى في هذا الزعيم الجبار سوى رسول ليصل حبه إلى "إسماعيل
ياسين"، هنا الرئيس جمال عبد الناصر أدرك هذة الرسالة و من تلك اللحظة لم
تقام فاعلية أو زيارة يحضرها "ناصر" خارج البلاد إلا و يذهب قبلها
الفنانين و حفلات "أضواء المدينة" قبل الزيارة لتقديم مصر وهذا جزء من
خلق إسطورة مصر و خلق إسطورة "عبد الناصر"".
وهنا أنهى الفنان نور الشريف كلمتة و صفق الجميع ووصلت رسالتة إلى
الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي دائما ما يتحدث عن الوعي وأثرة في رفعة الشعب المصري ، ومن هنا و منذ توليه مقاليد
الحكم إهتم الرئيس بالقوتين الرئيسيتين لدى أرض الكنانة الجيش المصري وتطويره بأحدث الأسلحة و أقوى
الأساليب الحديثه في التدريب من ناحية، والقوى الناعمة من ناحية أخرى عن طريق
الإهتمام بوعي الشعب و تقديم الأعمال الوطنية التي تعكس للشعوب و العالم العربي
قوة مصر الحقيقية ومكانتها في قلب العالم، فسلام منا لكل من يهتم بتطوير شعبة قلبا
و قالبا، و كما قال الرئيس " العفي محدش ياكل لقمتة.
عزيزي القارئ كما تحدثنا عن الفن في الشرق أقص عليك حديث الغرب ، ومن
أمريكا نبدأ، هل لاحظت في وقت ليس بالبعيد عندما جائت أزمة كورونا شاهدنا الكثير
من منشورات العرب و الاوروبيين المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي يناجون
أمريكا بحل الأزمة إيمانًا منهم بقدرتها على إيجاد الحل كما شاهدوا في أفلامها، والتي
تحدثت كثير انتشار الأوبئة وقدرة علمائها، و أبطال الولايات المتحدة في إنقاذ
العالم !.
أدى ذلك إلى إنعكاس صورة قوية لأمريكا و لكن في نفس الوقت انقلب السحر
على الساحر نعم عزيزي القارئ إن الفن سحر جميل إما أن تستخدمة بحكمة، و تأني فيخدمك
و يخدم شعبك و إلا أن تسيئ استخدامة فيفضح أمرك كما حدث في أمريكا و هذا الخطأ وقعت
فيه هذة الدولة الكبرى من قبل في حرب فيتنام و لم تستوعب الدرس، فقبل الحرب كانت
تصدر للعالم من جهة القوى الناعمة لديها بأنها قادرة على نسف فيتنام عن بكرة أبيها
و قد حدث العكس و هو ما حدث أيضا في أفغانستان و غيرها.
و في النهاية أحب أن أقول لك يا صديقي
"استخدامك لقوتك شيء عظيم و لكن إحزر الوقوع في أخطاء السابقين فإن التاريخ دائمًا ما يعيد نفسه نحن نعيش داخل دوائر مغلقة مع اختلاف الأماكن و الأزمنة".