لماذا كل المفكرين والفلاسفة العرب بيتم وصمهم بالكفر والألحاد دون النظر في آرائهم؟
يظن بعض الناس أن هناك
تعارض بين الفلسفة والدين بالرغم من ظهور الفلسفة التوفيقية في العصر الوسيط
وبالرغم من آراء بعض الفلاسفة المؤيدة للدين
إلا أنه كان يتم حرق كتبهم والتنكيل بهم ووصمهم بالكفر، وهذا يدفعنا إلى سؤال هام
لماذا يظن بعض البشر أنهم يملكون الحق للحكم على الأخرين وقتلهم وتكفيرهم مرتديين
ثوب الفضيلة ؟
الأمر ليس من اليوم منذ قديم
الازل لم يكن أهل قرطبة والأندلس من محبي الفلسفة فهناك قول "المقرى" أن
قبل فلان يقرأ الفلسفة أو يشتغل بالتنجيم أطلقت عليه العامة زنديق وقيد عليه
انفاسه فأن زل فيه شيهه رجموه أو أحرقوه قبل أن يرفع أمره للسلطان.
والأن سنعرض لكم أهم
الفلاسفة المُسلمين وإسهامتهم الذين قدموا حياتهم من أجل الفلسفة والعلم :
· نريد أن نفتتح حديثنا عن الفلاسفة بفيلسوف هام هو
"ابن رشد
" وهو أندلسى ولد في قرطبة عام 1126 وتُوفي عام 1198 تاركًا خلفه تاريخ حافل
بالإنجازات، كان ابن رشد فيلسوف توفيقي حيث حاول التوفيق بين العقل والنقل أي بين
الفلسفة والدين وإثبات عدم وجود تعارض بينهما وكان يرى أن المعرفة الحقيقية تعتمد
على نوعين الأول لا يمكن تمحيصه وهو معتمد على العقيدة، والثانى يعتمد على الفلسفة وكان متأثر بنظرية أفلاطون
ويظهر هذا بتجلي في نظريته المرتبطة بالأخلاق والتي ترى أن الفضائل الأساسية هى
الحكمة والشجاعة والعدالة كان لابن رشد العديد من المؤلفات الهامة فى أربع مجالات
وهى الفلسفة والطب والفقة والأدب اللغوي.
من أهم كتبه:
"تهافت
التهافت جوامع سياسية أفلاطون"
·ثاني فيلسوف هو كان
سابق لعصره بمئات السنين "ابن سينا
" هو طبيب وفيلسوف ولد فى عام 980 وتوفى عام1037 وعرف بلقب "الشيخ
الرئيس" كان نبغة في مجال الطب، ابن
سينا هو أول من أكتشف أن الجراثيم تسبب
الأمراض وكيفية إصابة البشر بمرض اليرقان المعروف بمرض "الإصفرار".
من أهم كتبه:
"كتاب القانون فى الطب" " كتاب الشفاء "
ثالثًا ابن طفيل الأندلسي ولد في عام 1105 وتوفى في عام 1185 وهو أحد أهم الفلاسفة والمفكرين في العصر الذهبي الإسلامي واشتهر بتفوقه في علم الكلام وكان قاضي، فيلسوف، ومفكر كما أنه كان متأثر بمذهب أفلاطون وجائت فلسفته توفيقية أيضًا بين الفلسفة والدين.
من أهم مؤلفاته:
"حي بن يظان"
الجانب السودوي لحياة هؤلاء الفلاسفة :
بالرغم من الإكتشفات المهولة والإسهامات العظيمة لهؤلاء الفلاسفة ألا أنهم وقعوا ضحايا أفكارهم والعنف المجتمعي الغير مُبرر مثال ابن رشد برغم كل ماذكرناه من إنجازات إلا أنه أتهم بالكفر والذندقة وتم الحكم عليه بحرق كتبه بسبب إتهام عدد من علماء الدين والمعارضين له في الأندلس بالكفر والألحاد وتم نفيه الي مراكش حتى تُوفي هناك وبالرغم أن مشكلة ابن رشد لا تقوم في الأساس على اعتراض الفقهاء فقط على أفكاره بينما ايضًا الأعتراض عليه كان في الأصل سياسي لرفضه إتباع اولى الأمر فيما يخالف معتقادته وايمانه ليس ابن رشد فقط من عانى الظلم والتكفير لكونة فيلسوف هناك ايضًا كثير من الفلاسفة أحدهم ابن سينا حيث تعرض للسجن في قلعة "فردقان" وتم سلبه كل مايملك وحرق مؤلفاته وكان هذا الإنقلاب ايضًا في أصله سياسي .
لماذا لا يفسح العرب المجال للفكر بالرغم أن القرأن الكريم يحثنا على التفكر والتدبر فى أكثر من موضع ؟ قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
( وفي أَنفُسِكُمْ
أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ) [الذاريات :21].
في النهاية يجب ذكر ماهي الفلسفة وما قيمتها للفرد والمجتمع :
الفلسفة هي دراسة طبيعة الواقع والوجود والفلسفة تعني الحكمة وتعلمنا السؤال بإستمرار عن الحقائق التي تعتقد أنها راسخة لتتحقق من الفرضيات والتوصل لإستنتجات ، يجب على كل فرد أن يمتلك فلسفته الخاصة التي تبدأ بسؤاله عن ذاته ليعلم من هو ثم تتخلل الأسئلة إلى ذهنه عن الوجود والخير والحق وأن يملك معتقداته وقيمه الشخصية التي تَحقق من كونها سليمة تتناسب مع شخصة وقيمه .