ينتظر عشاق الساحرة المستديرة خلال الأيام القليلة القادمة، واحدة من أهم البطولات إن لم تكن الأهم في تاريخ لعبة كرة القدم.

إنها كأس العالم 2022 في نسختها رقم 22 في تاريخ البطولة، والتي من المقرر إقامتها بدولة قطر بداية من 20 الجاري كأول نسخة تستضيفها في دولة عربية بمشاركة 32 منتخبًا من كل قارات العالم، بعدما شارك في التصفيات المؤهلة للبطولة 204 منتخب علي مستوي دول العالم، وتُلعب البطولة بشكل مستمر كل أربع سنوات منذ الظهور الأول لها في عام 1930 بأوروجواي.

وعلى الرغم من احتضان الأراضي العربية للبطولة إلا أنها تفتقر إلى المنتخب الأهم عربيًا، حيث تُعتبر مصر من الدول غير المشاركة في كأس العالم في نسخته الجديدة، على الرغم من تصدرها المجموعة التي كانت تضم كلًا من "ليبيا - أنجولا - الجابون" برصيد 14 نقطة، قبل أن تلتقي بالمنتخب السنغالي في مباراتي المرحلة النهائية لكأس العالم والتي حسمها أسود التيرانجا بركلات الترجيح في العاصمة داكار، ومن خلال السطور التالية سنتعرف على فكرة إنشاء النسخة الأولي لكأس العالم.

جاءت الفكرة لأول مرة في عام 1904 بعدما اجتمع الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة "دانييل بيرلي وولفول" في ذلك الوقت مع مجموعة من الدول وهي الدنمارك، السويد، بلجيكا، فرنسا، هولندا، أسبانيا، سويسرا لمناقشة الأطروحة التي تقدم بها الهولندي "كارل أنتون فيلهلم هيرشمان" السكرتير العام وأحد مؤسسي الفيفا من أجل الرغبة في إنشاء بطولة عالمية تجمع بين المنتخبات على مستوي العالم، ولكن الفكرة في ذلك الوقت واجهت العديد من الصعوبات التي كانت بمثابة المانع لها ومنها رفض اللجنة الأولمبية الدولية للفكرة بسبب بعض المخاوف ومنها هيمنة الاتحاد الدولي على اللعبة الأكثر شعبية بالإضافة إلى تأثير البطولة على الدورات الخاصة بالألعاب الأولمبية التي كانت تُلعب في ذلك الوقت.

لتعود الفكرة من جديد في عام 1921، بعدما تولي الفرنسي "جول ريميه" رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي كان يسعى جاهدًا لتنفيذ الفكرة طوال فترة توليه منصب رئيس الاتحاد، حتي عام 1928 والذي قرر فيه الاتحاد الدولي إطلاق أول بطولة عالمية لكرة القدم بعدما الاجتماع التاريخي الذي حدث في 25 مايو من نفس العام، لتظهر الأطروحة الهولندية للنور بتنفيذ فرنسي.

وظهر كأس العالم لأول مرة تحت مسمى "كأس النصر" قبل أن يتم تغييره من جديد لاسم كأس "جول ريميه" تكريمًا لرئيس الاتحاد ومؤسس المسابقة والذي أصبح بعد ذلك بمثابة الأب الروحي للبطولة، وكان الكأس في ذلك الوقت مصنوع من الفضة الخالصة بالإضافة إلى قاعدة زرقاء وكان يشبه في شكله آلهة النصر عند اليونان.

وقتها تقدمت عدة دول لاستضافة الحدث الأهم، ومنها دولة أوروجواي والتي تقدمت بطلب للاتحاد الدولي من أجل تنظيم البطولة باعتبارها رائدة المنتخبات وحامل لقب الألعاب الأولمبية في أخر نسختين، وتكفل الاتحاد بدفع المصاريف الخاصة بالتنقلات والإقامة للمنتخبات المشاركة في البطولة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى وجود جائزة مالية ثمينة للفائز بالبطولة.

وبالفعل ظهرت البطولة الوليدة لأول مرة في عام 1930 في دولة أوروجواي التي استطاعت الفوز بالنسخة الأولي من المسابقة بعدما تمكنت من تحقيق الفوز على منتخب الأرجنتين في النهائي الأول لكأس العالم ومن ثمّ تحقيق لقب البطولة.

واستمرت مسابقة كأس العالم تحت مسمى كأس جول ريميه حتي عام 1970، بعدما تمكن المنتخب البرازيلي من تحقيق اللقب والاحتفاظ به مدي الحياة، بعدما نجح في تحقيقه في ثلاث مناسبات كانت بدايتها في عام 1958 ثم عام 1962 وعام 1970، مما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم لإنشاء نسخة جديدة من الكأس، وهي ما عرفت بالاسم الحالي "كأس الفيفا لبطولة كأس العالم"، وجاء الكأس الجديد مصنوعًا من الذهب الخالص بالإضافة إلى قاعدة من مادة المرمر الأخضر، ويظهر على هيئة شخصان يحملان الكرة الأرضية، وكان هذا التصميم تابع للفنان الإيطالي "سيلفيو جازانيجا" وتم صناعته بمدينة بيرنوني بإيطاليا.