تستعد جماهير كرة القدم في كل أنحاء العالم لانطلاق فعاليات النسخة رقم 22 من بطولة كأس العالم والتي تستضيفها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر.

 

ويتنافس 32 منتخبًا تم تقسيمهم على 8 مجموعات من أجل تحديد هوية البطل الذي سيرفع الكأس في المونديال العربي الأول يوم 18 ديسمبر على ملعب لوسيل.

 

وكانت فكرة إقامة بطولة للمنتخبات الكبرى في العالم قد ظهرت للنور للمرة الأولى عام 1904 بعدما طرحها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لتكون البطولة بعيدة عن إطار الدورات الأولمبية التي كانت موجودة في ذلك الوقت، لكنها لم ترى النور إلا في 28 مايو 1928، بعدما انتزع “جول ريميه” رئيس الفيفا في ذلك الوقت قرارًا تاريخيًا من مجلس الفيفا بإقامة البطولة بتواتر كل 4 سنوات.

وبالفعل أعلن الفيفا إقامة النسخة الأولى من البطولة في عام 1930 في أوروجواي التي حصدت لقبها على حساب الأرجنتين بعد الفوز عليها في النهائي برباعية مقابل هدفين.

 

 

وفي عام 1934، أقيمت النسخة الثانية من البطولة في إيطاليا، وهي أول نسخة تُقام بتصفيات مؤهلة بعدما قررت 32 دولة الاشتراك في تلك النسخة ليتأهل 16 فقط، كما غابت عدة منتخبات عن المشاركة أهمها أوروجواي حامل اللقب بسبب مقاطعة المنتخبات الأوروبية للنسخة التي أقيمت على أراضيها، لتصبح تلك النسخة هي الوحيدة في التاريخ التي لا يشارك فيها حامل اللقب، بالإضافة إلى منتخبات إنجلترا وويلز واسكتلندا وآيرلندا الشمالية بسبب مقاطعتهم للفيفا، كذلك فهي النسخة الوحيدة التي شهدت خوض المستضيف للتصفيات المؤهلة.

 

وفي هذه النسخة، تم تقسيم المشاركين، بواقع 12 منتخبًا أوروبيًا، و3 منتخبات من أمريكا الجنوبية والشمالية، ومنتخب واحد من آسيا وإفريقيا ومعهم تركيا، هي: إيطاليا وإسبانيا والمجر والنمسا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وهولندا وسويسرا والسويد وألمانيا وبلجيكا من أوروبا والبرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية من قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية، وأخيرًا مصر من إفريقيا.

 

وبعد انتهاء التصفيات، تأهل 16 منتخب للعب في النسخة التي تقرر إقامتها خلال الفترة من 27 مايو و10 يونيو 1934، على 8 ملاعب في مدن ميلانو وفلورنسا وجنوى وبولونيا ونابولي وروما وتورينو وترييستي، وذلك بتغيير نظام البطولة من دور المجموعات كما حدث في النسخة الأولى لنظام خروج المغلوب من الدور التمهيدي وحتى النهائي.

 

وشهدت تلك النسخة مشاركة منتخب مصر كأول منتخب عربي وإفريقي يتواجد في النهائيات، بعد خوض التصفيات مع منتخبا فلسطين وتركيا، ولكن انسحبت الأخيرة، ليواجه الفراعنة منافسهم ويكتسحوه بإجمالي نتيجة المباراتين 2 / 11.

 

وقبل انطلاق البطولة، اجتمع الدوتشي بينيتو موسوليني مع لاعبي منتخب بلاده، وطلب منهم الفوز بالكأس وإلا “وأشار لهم على رقبته بإشارة الذبح”، وكان فوز الطليان بالبطولة ونجاحهم تنظيميًا فرصة ذهبية للدوتشي من أجل الترويج لقوة الحزب الفاشي وأفكاره وتلميع صورته أمام العالم واستغلال الأمر بكافة الطرق سياسيًا.

 

 

وبدأت فاعليات البطولة، وشهد اليوم الأول إقامة الثمان مباريات جميعها في توقيت واحد، وفيه تأهلت 8 منتخبات أوروبية لتحتل الدور الإقصائي الأول في البطولة كاملًا للمرة الوحيدة في تاريخها، وهي إيطاليا وإسبانيا والمجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والسويد وألمانيا على حساب الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل ومصر وفرنسا ورومانيا وسويسرا والأرجنتين وبلجيكا.

 

وتلقت مصر الخسارة في مباراتها مع المجر أحد أقوى منتخبات أوروبا في ذلك الوقت برباعية مقابل هدفين سجلهما عبد الرحمن فوزي لاعب المصري البورسعيدي في الدقيقتين 31 و39 من المباراة.

كما حفلت مباراة إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية بالنتيجة الأكبر، بعدما سحق الأول منافسه بنتيجة 1 / 7 في لقاء تاريخي على ملعب الحزب الوطني الفاشي بمدينة روما.

 

وكتب الألماني إدموند كونين والإيطالي أنجيلو سكيافيو اسميهما في تاريخ البطولة بتسجيل ثلاثة أهداف “هاتريك” في شباك بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية على الترتيب.

 

وفي ربع النهائي، تأهلت منتخبات ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا وإيطاليا حساب منتخبات السويد وسويسرا والمجر وإسبانيا على الترتيب.

 

وأعيدت مباراة الدور ربع النهائي بين إيطاليا وإسبانيا بعد تعادل الفريقان إيجابيًا بهدف لكلًا منهما، وفي المباراة المُعادة، فاز أصحاب الأرض بهدف دون مقابل، لتكون تلك المباراة أول لقاء مُعاد في تاريخ المونديال.

 

وفي نصف النهائي، حققت تشيكوسلوفاكيا المفاجأة وأطاحت بألمانيا بهاتريك للاعب أولدريتش نييدلي، فيما أخرجت إيطاليا النمسا بهدف نظيف.

 

وفي النهائي والذي جرى يوم 3 يونيو تحت قيادة تحكيمية للسويدي إيفان إيكليند، اصطدمت إيطاليا البلد المُنظم بمنافسه تشيكوسلوفاكيا على ملعب الحزب الوطني الفاشي في روما، وانتهت المباراة بفوز الأزوري بهدفين لهدف بعد تمديد المباراة لأشواط إضافية لأول مرة، سجل للفائز رايموندو أورسي وأنجيلو سيكافيو وللخاسر أنتونين بوتش، تحت قيادة المدرب الوطني فيتوريو بوتسو.

 

 

وسجل الألماني أرنست لينر أسرع هدف في النسخة الحالية في الدقيقة الأولى بمرمى منتخب النمسا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والذي انتهى بفوز المانشافت بثلاثية مقابل هدفين، فيما أحرزت 3 أهداف من ركلات ترجيح لصالح منتخبات فرنسا وإسبانيا والمجر.

 

تم تسجيل 70 هدف خلال 17 مباراة بواسطة 45 لاعبًا، وتوج لاعب تشيكوسلوفاكيا أولدريتش نييدلي بجائزة هداف البطولة برصيد 5 أهداف، والإيطالي جوزيبي مياتزا بجائزة أفضل لاعب.

 

 

إيطاليا البطل.

 

تشيكوسلوفاكيا الوصيف.

 

ألمانيا الثالث.

 

النمسا الرابع.