يتبقي من الزمن ما يقارب الـ 6 أيام على البطولة الأهم في تاريخ لعبة كرة القدم، البطولة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة طوال الأربع سنوات الماضية حتي يستمتعون بها من جديد.
كأس العالم في نسخته الثانية والعشرون في أحضان الأراضي العربية وبالتحديد في الأراضي القطرية لأول مرة الذهب سيأتي إلينا، بمشاركة 32 منتخبًا، حيث ستبدأ المسابقة في 20 الجاري، الكل ينتظر أولي المباريات والجميع على أهبة الانتظار، ليس فقط حاملي جنسيات الدول المشاركة بل العالم كله يسعى لرؤية الأساطير وكبار اللعبة الذين سيدافعون عن تلك القمصان التي أصبحت بمثابة الشرف الذي لا يمكن يتخلي عنه الفرد أو بمعني آخر فهو سيدافع عن وطنه فيما هو قادر.
"اجعلوها للكرة وليس لأي شئٍ آخر" بتلك الكلمات بدأ السويسري جيانو إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم خطابه للمنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022، مضيفًا:" نرجو من الجميع المحافظة على كرة القدم كلعبة ليس أكثر من ذلك وعدم استخدامها في المعارك الثقافية والسياسية"، قبل أن يركز على أن التنوع هو النقطة الظاهرة في معظم المجتمعات الكبري فهو يعني الاندماج بين كل أجزاء المجتمع.
واختتم "إنفانتينو" خطابه بأن قطر على أتم الاستعداد لاستقبال الدول المشاركة في كأس العالم وحاملي كل الجنسيات، دون النظر لأي اختلاف في العقيدة والعرق والدين والنوع والتوجه الجنسي، فنحن نريد الاستمتاع باللعبة ليس غير ذلك.
كانت كلمات رئيس الفيفا طوال الخطاب ممزوجة بالخداع والتضليل، في الوقت الذي يطالب فيه بعدم استخدام كرة القدم لأي أسباب سياسية، بعدما أصبح الكأس على الأراضي العربية، نجد أن الغرب قد استغل كرة القدم في جميع أهدافه السياسية، وخير دليل على ذلك هو ما حدث ضد روسيا خلال الفترة الماضية، بعدما تم تجريدها من جميع المسابقات الخاصة بكرة القدم ووقف نشاطها عن ممارسة الرياضة بشكل عام حتي تتوقف عن حربها ضد أوكرانيا، في الوقت الذي تعاني فيه دولة بأكملها من هجمات البعض، ولم يتم اتخاذ أي قرار من أجل المحافظة على الحرية والإنسانية التي يدعونها.
يطالب رئيس الاتحاد الدولي عدم استخدام كرة القدم كوسيلة للترويج عن أفكار معينة، في الوقت الذي أصبح فيه كرة القدم هي الوسيلة الأهم والأكبر في ترسيخ عقيدة الشذوذ الجنسي في عقل كل كبير وصغير، فأصبحت الألوان التي تمثل هؤلاء في كل ما يخص اللعبة بداية من الكرات الملونة حتي شارات اللاعبين كما أن المدرجات بدأت تتلطخ بتلك الألوان، وغير مسموح برفض تلك الظاهرة المعاكسة للقيم الإنسانية والأخلاقية، حتي وإن كان هذا تحت مُسمي التنوع وهو ما حدث مع السنغالي "إدريسا جانا جاي" الذي رحل عن فريق باريس سان جيرمان بعدما رفض المشاركة في إحدي المباريات التي تساهم في نشر فكرة الشذوذ الجنسي.
تلك العبارات والخطابات لم نشاهدها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في المرات السابقة لكأس العالم، كما أن هناك العديد من المنتخبات المشاركة في البطولة قد لوحت في كثير من الأوقات عن الانسحاب من المشاركة، وظهر كل ذلك بعدما أعلنت اللجنة المنظمة لكأس العالم بدولة قطر أن هناك العديد من الأفعال والسلوكيات يجب تجنبها نهائيًا وغير مسموح بها طوال فترة كأس العالم على رأسها عدم شرب الخمر واللبس المخل للقيم ورفض الشذوذ الجنسي والعلاقات المخالفة للعقيدة الإسلامية حتي أن الأمر قد وصل إلى فرض العقوبات على من يفعل تلك الأشياء.
تلك المحظورات كانت من أجل احترام العادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالدولة القطرية الممثلة للدول العربية ليس أكثر من ذلك، فبطولة كأس العالم قد لعبت في العديد من الدول خلال الفترة الماضية وكان لكل منها عاداته وتقاليده الخاصة التي لا يمكن المساس بها من قبل الجمهور المشجع للدول المشاركة في البطولة، كما هو حال المنتخبات العربية التي تذهب للمشاركة في تلك الدول، بالإضافة إلى الجمهور العربي فنذهب من أجل الاستمتاع باللعبة والمسابقة فقط دون المساس بعادات الدولة ومؤسساتها ودون التدخل في شؤونها الداخلية، ونفس الأمر يجب أن يتم تطبيقه على من يرغب في التواجد سواء من أجل المشاركة أو المساندة.
فإن كانت كرة القدم تعتمد على المال، فنحن أمام النسخة الأغلي من بطولة كأس العالم بما يُقارب 220 مليونًا من الدولارات وهو رقم يقترب من ضعفين ما تم انفاقه خلال النسخ السابقة، وإن كانت تعتمد على العقول فالعرب هم من يتولون مسئولية إدارة الحياة في الغرب، وإن كانت لعبة من أجل الإنسانية واحترام الآخرين، فنحن من علمنا الجميع مبادئ الإنسانية، كأس العالم 2022 على الأراضي العربية مرحبًا بكم في عقائدها وتقاليدها.